حيث يستعرض أهم المراحل والشخصيات السينمائية والأفلام التي قدمت ضمن هذا السياق. وأشارت سانا في عرض موجز للكتاب أن ماتوسيان يقدم رؤيته الخاصة لهذه السينما ولاسيما أنه عمل صحفياً وواكب تطورات الفن السابع في أرمينيا من بداياته وأجرى حوارات مع العديد من الأسماء الفاعلة في الفن والثقافة الأرمنية لافتاً إلى أهمية النهضة الثقافية الأرمينية في مختلف الفنون وتأثيرها في السينما.
يبدأ المؤلف استعراض السينما منذ دخولها للمرة الأولى إلى أرمينيا بعد اختراع السينما بأربع سنوات عام 1899 حيث قام المصور س.ديغميلوف بتصوير دفن البطرك ماتيوس في أيتشمياتزين وفي عام 1911 أنشأ الأخوان توروسيان صالة سينما في كارين وأسسا لعرض مجموعة كبيرة من الأفلام ما يعتبر إنجازاً تاريخياً في ذلك الزمن.
ويرى ماتوسيان أن السينما الحقيقية ولدت في أرمينيا السوفييتية بموجب قرار حكومي ففي عام 1922 أصبحت كل من صالتي أبولون في يريفان وأراتو في الكساندربول صالتي سينما شرعية حكومية وبدأ إثر ذلك العمل الواضح والحقيقي في السينما الأرمنية.
وبعد بدء الحراك السينمائي في أرمينيا يعرض الكتاب ولادة المدرسة السينمائية الأرمنية التي قامت بجهود عدد من السينمائيين الأرمن الذين توافدوا من مختلف البلدان إلى أرمينية للإسهام بهذه الحالة الجديدة والمتطورة من السينما وكانت أهم الأسماء حينها هراتشيا نيرسيسيان.
ويوثق الكتاب تاريخ السينما الأرمنية بمقالات وحوارات معنونة بأسماء السينمائيين الأوائل وأصحاب النظريات التي أسست هذه الحالة السينمائية وباستعراض مجموعة من الأفلام التي كان لها السبق في تكوين مدرسة سينمائية ذات خصوصية عالية حيث يبدأ التوثيق باسم هنريك ماليان صاحب فيلم الناهابيت الذي صور تشرد مئات الألوف تجاه أرمينيا الشرقية لإعلان حياة جديدة بأسلوب شاعري كان له أثر كبير سينمائياً في مرحلة مبكرة.
ويعرض الكاتب حواره مع السينمائي العالمي فرونزي دوفلاتيان الذي يقدم عرضاً لتاريخ السينما الأرمنية من وجهة نظر سينمائي مختص وصاحب بصمة مهمة في هذا المجال وخاصة من خلال افلامه قطارات صباحية، مرحبا هذا انا ،خرونيكا لايام يريفانية،الاخوة سارويان وغيرها.
ويستعرض الكاتب تجربة باراجانوف أحد عمالقة السينما الارمنية من خلال الابتكارات والارتجالات الابداعية التي قدمها عن طريق عدد من الافلام مثل لون الرمان الذي اثار جدلاً لعدة سنوات في الأوساط السينمائية والثقافية والسياسية السوفييتية والذي أدى فيما بعد ونتيجة لعدة افلام اخرى إلى اعتقال المخرج وتشكيل لجنة للدفاع عنه تضم عمالقة السينما العالمية مثل فيلليني وبيرغمان وانطونيوني ليتم إطلاق سراحه بجهود الكاتب الفرنسي الشهير لوي اراغون.
ويعرج الكتاب على مخرجين من أصل أرمني كان لهم بصمة خاصة في السينما العالمية مثل الفرنسي أنري فيرنوي والفنان غورغين جانيبيكيان الذي استحق لقب فنان الشعب في الاتحاد السوفييتي بعد ادائه دور غريغور اغا في فيلم الصفاة لهاموبيك نازاريان.