ليصل مطلع هذا العام إلى أربعة وعشرين مسرحاً مع احتمال تجاوز عدد الصالات الثماني والأربعين صالة في العام 2014 أي بمعنى آخر مسرح لكل ولاية جزائرية وكان عدد مشاريع العروض التي تمت برمجتها في وزارة الثقافة الجزائرية قد شهد نمواً تجاوز الخمسين عرضاً عام 2009 بعد أن كان قبل هذا التاريخ بعامين لايصل إلى عشر مسرحيات وأقيمت منذ تلك الاحتفالية عدة مسارح كمسرح الهواة ومسرح للأطفال والدمى المتحركة ومسرح الحنفي.
أما أيام المسرح فهي منتشرة في أنحاء الجزائر حيث تدفع الحياة المسرحية في الجزائر ثمن ما يسمى بالسنوات السوداء التي عرفتها ليس فقط الحياة الثقافية إنما مختلف مناحي الحياة في الجزائر في تسعينيات القرن الماضي حين ضربت المجموعات المسلحة الإرهابية النشاطات الثقافية بأشكالها على صعيد المسرح وغيره كالفن السابع.. ليتحول العرض المسرحي اليوم من عروض تعطي دروسا إلى أشكال تعبير جديدة تستخدم رموزاً مسرحية جديدة ذات طابع عالمي مع عودة روائع المسرح الجزائري الذي ظهر ما بعد الاستقلال وكاد أن يختفي كأعمال مصطفى كاتب وكاكي وكاتب ياسين وعبد القادر علولاً الذي قتل على يد المتطرفين في العاشر من آذار عام 1994 لتبرز زوجته رجا علولا التي استطاعت مطلع هذا العام تدشين مؤسسة عبد القادر علولا وذلك للحفاظ على ذاكرة هذا المسرحي الكبير الذي عرفت روائعه بتناولها موضوع مكافحة الإرهاب والمجموعات المخربة التي عاثت فساداً في البلاد خلال تلك المرحلة.
ويعتبر علولا قمة المسرح الجزائري في القرن العشرين ومن أبرز الأقلام التي تمت ترجمتها إلى لغات أخرى وتناقلت أعماله الفرق المسرحية المتجولة في أوروبا حيث قام بها مخرجون أجانب إضافة إلي الجزائريين.
كما أقيم بهذه المناسبة مركز خاص بمؤسسة علولا وأصدرت زوجته مع مجموعة من المسرحيين الجزائريين مجلة متخصصة بالمسرح الجزائري وكان المسرح الوطني في العاصمة الجزائر قد شهد عام 2007 ولادة دار أوبرا مجاورة له تستقبل اليوم عروضاً للباليه واوركسترا عالمية إلى جانب احتواء الدار مكتبة خاصة بالأعمال المسرحية العربية والعالمية إضافة إلى مركز خاص بلقاء المخرجين والمسرحيين والنقاد. وبعد أن كانت عروض المسرح الوطني في الجزائر لاتتجاوز سنوياً المسرحيتين خلال العقد الأسود تجاوزت منذ العام الماضي ست مسرحيات.
تقول عديلة بنت مراد وهي من أشهر المخرجات: هناك العديد من المناسبات كيوم المرأة والسهرات الرمضانية وغيرها من مناسبات قومية تدعونا لاقتباس أعمال رائعة.
و هاهو جيل جديد من الفنانين والمسرحيين ينهل اليوم من التراث الجزائري رغم أن جمهورهم لم يعد من الفئة الشابة التي كانت تتجاوز نسبتها 75٪ في الثمانينات من القرن الماضي غير أن المسرح الجزائري يقدم اليوم أعمال اللامعقول على غرار يونيسكو وبيكيت ودورنمات وصولاً إلى مسرح تشيخوف وروائع المسرح الإغريقي وميثولوجيا بلاد ما بين النهرين كما تعتبر مسرحية أنتيغونا من أكثر الأعمال التي يعاد تحديثها حيث تقوم بإخراجها عديلة بنت مراد ويعود الفضل في ذلك إلى وزيرة الثقافة التي تسعى لفتح الأبواب على مصراعيها أمام العاملين في المسرح ومن أشهر الأعمال التي تجوب حالياً بعد الجزائر أنحاء مختلفة في أوروبا مسرحية «الكرماء» لعبد القادر علولا.