دموع تنهمر على ورقة بيضاء...ثم تنسكب على أحرف خطّت بالحبر..يتحوّل إلى خطوط هيروغليفية.
هي ذي ورقتي حزينة، تفاعل بين الخطوط والأسطر، والأحاسيس والمشاعر.
شاشة التلفاز، تارة فرح وتفاؤل، وطوراً ورقة نعية ..ودماء تسيل، بكاء ونحيب.
15 آب عيد سيّدتنا مريم، عليها السّلام، ورمضان الفضيل...تقام الصلوات هنا وهناك...هل هو عيد أم نياح؟
عيد الفطر، تتسارع الأيام والليالي لبلوغ أيام العيد الذي كان سعيداً..لكن الأنوار خافتة، والظلام دامس...في الحيّ الذي تطلُّ نافذتي عليه..
أقول، أين الألعاب والأضواء؟ أين الأنوار، أين الأراجيح التي تُنصب على الأرصفة والطرقات؟ في الحارات والأزقّة؟ والتي تدخل الفرح والسعادة إلى القلوب الفتيّة..
عيد الفطر على الأبواب! ونحن بانتظار فرج قريب...هدوء وطمأنينة..
الأمل كل الأمل بفرج قريب...بمنقذٍ لا محال، بحماة الديار ..نتوقّع أجنحة سلام تحمي رؤوس الشيوخ والشباب والأطفال...تردع الأذى عن البشر، هل من حمامة سلام تخيّم على رؤوس الأبرياء ؟
الوطن لكلّ مواطن، هو ملك لنا جميعاً، ونحن ملك له، لا فرق بين الكبير والصغير، لا فرق بين الكهل والطفل، أو بين الغني والفقير، وبين القوي والضعيف.
كل شبر من أرض الوطن عزيز علي ..لماذا لا يكون هكذا على كلّ فردٍ يعيش على تربته، يتنفس هواءه العليل؟ يشرب من ينابيعه، ويتغذّى من عطاءاته.
أستميح السامع والقارئ عذراً! بُعدي عن السياسة، كبعد السماء عن الأرض، السياسة تفرّق...والتربة والسماء يجمعان ويؤاخيان..
انتمائي، يجعل من كل شبر من أرض الوطن الخيّرة عزيزاً عليّ..ومن كلّ مواطن أخاً كريماً..
لم أشعر يوماً بغربة مع أي إنسان التقيت..الانتماء لكل شبر من تربة الوطن واسع الأرجاء...
- بلادي وإن جارت علي عزيزة وقومي وإن ضنّوا عليّ كرام.
يحضرني لقاء لطيف بجمعة مختصرة، ونحن نتداول في ما يجري في وطننا الحبيب، ولا تباين ولا خلاف في محبته والتضحية في سبيله.. وإذا بصديق «أبو صبحي» بثقافته وذاكرته وعلمه ومعلوماته الغنيّة، يذكرنا بقصيدة تحيّة العلم، لم أكن لأذكرها إلا لماما...
وبما أنها تعني لي الكثير رأيت نقلها للأجيال الصاعدة الشابة وتذكيرها بأننا «كلنا للعلم»:
«يا علمي»
يا علم العُربِ اشْرقِ واخْفقِ
في الأفقِ الأزرقِ يا علمْ.
يا نسيج الأمهاتْ
في الليالي الحالكاتْ.
لبنيهنَّ الأباة
كيف لا نفديكْ، كلُّ خيطٍ فيك
خفقة من صدرهنْ
دمعةٌ من جفنهنْ
قبلةٌ من ثغرهنّ يا علم.
سرْ إلى المجد بنا.
وابن منّا الوطنا
قد حلفنا للقنا
حِلفةً ترضيك
كيف لا نفديك.
بدماء الشهداء..
بجراح الكبرياء
عشت للمجد سماء..
يا علم
شكراً لك أبا صبحي ولكن لعلّ (الذكرى تنفع المؤمنين)