تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أخطؤوا الأسلوب وضلّوا الهدف؟

شؤون سياسية
الخميس 25-8-2011
د. عيسى الشماس

لم يعد الأمرخافياً على أحد، فكل شيء أصبح مكشوفاً ولايحتاج إلى البحث والتحليل الدقيق، إنهم يريدون تغيير وجه سورية الوطني وهويتها القومية ، حركوا أدواتهم التنفيذية العملية في الداخل تحت شعارات خادعة ومطالب مزعومة،

الحرية ، الديمقراطية ، الإصلاح .. تدرّجوا فيها وفشلوا حتى صعّدوا هذه المطالب للوصول إلى الهدف النهائي المكشوف‏

( إسقاط النظام),فأي نظام يعنون؟ وبأي نظام يأتون؟ وهم أقل من أن ينظموا أنفسهم في إطار يجمعهم ويبرهن عن نياتهم، التي باتت معادية للوطن والمواطنين .‏

يقولون إسقاط النظام تارة ، وإسقاط البعث تارة ،كما تتناقل القنوات الفضائية المسخّرة للحرب الإعلامية على سورية ، فإذا كانوا يعنون بنظام الأسد كفرد ، فإنهم أخطؤوا وغرقوا في الحماقة والضلال،لأن نظام الأسد نظام شعبي وطني وإن اقترن باسم الأسد فلأن الأسد ابن هذا الشعب الأبي الذي يمثّل بحبه ووفائه، ضمير هذا الشعب وانتمائه الأصيل ، وإذا كانوا يعنون بنظام البعث نظام فئة معينة، فقد أغرقوا في أوهامهم وضلالهم ، لأن البعث أكبر من نظام وأوسع من سلطة ، فهو ليس حزباً فئوياً وإنّما هو عقيدة متجذرة في وجدان الجماهير العربية، داخل سورية وخارجها ، عقيدة تستند إلى ثلاثية مترابطة ( وطنية وشعبية وقومية) ، هذه الثلاثية تجعله نظاماً سورياً يجسد آمال الجماهير الشعبية وطموحاتها الوطنية في التحرّر والاستقلال والسيادة.‏

فالبعث خرج من صفوف الجماهير العربية ليس في سورية فحسب ، بل على امتداد الساحة العربية ، وإن كان مولده في سورية فإن مرابعه الساحة العربية كلّها ، لأنّه يعبر عن جوهر الأمة العربية وحقيقتها الحضارية والإنسانية عبر مراحل التاريخ المتعاقبة، شاء أعداء هذه الأمة أم لم يشاؤوا ، ومن كان منهم في داخل الأمة العربية ويشعر بالانتماء إليها ، أم من كان خارج هذا الانتماء ولايريد وحدتها، بل يلتقي مع أعدائها لتكريس تجزئتها والإمعان في هذه التجزئة ضعفاً وتقسيماً، كما حدث في السودان، ، ويحدث كمحاولات في ليبيا والعراق والصومال..وغيرها.‏

إن هؤلاء المتربصين شرّاً بسورية ، واهمون ومتوهمون ، بل حمقى ومضللون فيما إذا فكروا، لو للحظة ، أنهم قادرون على تغيير النظام في سورية تحت أي مسمّى ، ولاسيّما إذا مااعتقدوا أن الأمر سيحصل كما حصل في العراق باستخدام خديعة‏

(اجتثاث البعث) ، تحت مظلة المشروع الأميركي الصهيوني . وليتذكر هؤلاء الضالون ومن يقف وراءهم ويدفعهم في واشنطن والعواصم الأوروبية ،إن سورية لن تخدع بشعاراتهم ، ولن تخفيها تهديداتهم، ولن تضعفها عقوباتهم الخلبية، لأن الشعب السوري العظيم خبر هذه المناورات والتلفيقات، وهو يتمسك أكثر فأكثر بنظامه الوطني والدفاع عنه في وجه أي محاولة للمساس به أوإضعافه.‏

وعلى هؤلاء أن يدركوا أن النظام في سورية، هو نظام الشعب السوري الأصيل، الشعب الذي يعتزّ بوطنيته وبنظامه الوطني والقومي ،وبأهدافه ومواقفه الصامدة في وجه كل مشاريع السياسات الأميركية والأوروبية التي تسعى إلى الهيمنة والاستسلام ، وخدمة مصالح الكيان الإسرائيلي( الصهيوني) الذي كان صنيعتها التاريخية اللاشرعية ،على حساب الأمة العربية عامة،وعلى حساب الشعب الفلسطيني خاصة.‏

ولذلك فإن النظام في سورية ، تدعمه كل القوى الشعبية / الوطنية، وتقف معه صفاً واحداً،وتدافع عنه من أجل سورية الوطن والوجود والتاريخ..!‏

فالنظام الوطني/ الجماهيري في سورية ، يضم جبهة وطنية تقدمية وفق أهداف تنطلق من مصالح الشعب، وتعمل على حماية الوطن وتعزيز وحدته ومنعته أمام كل المؤامرات والتحديات التي يتعرض لها ويواجهها.وليست مسيرات التأييد الشعبية المليونية التي تجوب شوارع المدن وساحات البلدات والقرى، إلا تجسيداً لتمسك هذه الجماهير الوفية لنظام انطلق منها وحمل آمالها وجسّد طموحاتها وكرامتها وكبرياءها ، فكان الأمين على مصالحها والحافظ لأمنها واستقرارها.‏

فإسقاط النظام الذي يروج له العملاء المأجورون وأسيادهم في البيت الأبيض وباريس ولندن وبرلين ، يعني إسقاط إرادة الشعب والتعدي على كرامته ، وهذا ليس من سابع المستحيلات ، بل من مستحيل المستحيلات، فهل يفهم أولئك الذين سولت لهم نفسهم أن يتشدقوا بصفاقة بعبارة (إسقاط النظام في سورية) والمطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد ، بسابقة تنمّ عن الوقاحة السياسية في التعاطي مع شؤون الدول الأخرى ، والتدخل السافر في هذه الشؤون لتحقيق مآرب خاصة ، تتنافى مع الأعراف والمواثيق الدولية.‏

لقد استنفروا مجلس الأمن ،واستنفروا مجلس حقوق الإنسان ، شنوا حرباً اقتصادية وتفننوا في فرض العقوبات، استأجروا القنوات الإعلامية ووظفوها للتضليل والتشويه والتحريض ، وشنوا حرباً سياسيّة ضد سورية ونظامها الوطني، استأجروا العملاء والمجرمين لتنفيذ مؤامرتهم في الداخل والخارج ، عملوا كلّ مافي وسعهم ، وبوسائل مختلفة، لتشويه صورة النظام في سورية وإضعافه ، ولكنهم فشلوا في كل مااستخدموه وسعوا إليه، وسقطت رهاناتهم ومشاريعهم التآمرية على النظام في سورية ، لأن هذا النظام ولد بين أحضان الشعب السوري الذي رعاه وحماه، وتفاعل معه لأنه وجد فيه مجد الوطن ورسالة الأمة، ولن يتخلّى هذا الشعب العظيم عن مجده وكرامته، وتراث أمته العريق..!‏

ومن ينكر وطنه وأمته، ويرتهن لمشيئة الأعداء، سيسجل في صفحات التاريخ السوداء، التاريخ الذي لايرحم المأجورين والمتآمرين على شعوبهم وأوطانهم ..أفلا يعقلون..؟!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية