والإخاء والإصرار على المضي في مسيرة الشهادة بعد أن تكشفت المؤامرة على حقيقتها لسورية التي أثبتت أنها صخرة منيعة في وجه كل من يحاول العبث بأمنها وأمانها.
والد الشهيد محمد سامي عيسى قال: إن الوطن غالٍ ويحتاج لتضحيات ولن نبخل على الوطن لو تطلب الأمر أن أضحي بنفسي وكل أبنائي، لكن مايؤسف استشهاد ابني كان على يد مجموعة إجرامية للأسف محسوبة من أبناء هذا الوطن وأعتقد بأنها ضالة وأدعوها لاختيار الطريق الصحيح وهو درب الوطن الذي يتسع للكل، وافتخر باستشهاد ابني محمد، لكن هذا الافتخار والاعتزاز كان أكثر وأكثر لو كان استشهاده مع العدو الحقيقي وعلى ثرى الجولان الطاهر، والحمد لله رب العالمين ورحمه الله هو وشهداء الوطن أجمعين.
والشهيد البطل محمد مواليد قرية دير البشل مدينة بانياس عام 1991.
تشتهر دير البشل بكروم الزيتون والزراعات المحمية وهو الابن الأصغر لعائلة مؤلفة من خمسة شباب (وديع- نزيه- بلال- رنا).
كرّمنا الله بالشهادة
أم الشهيد محمد قالت: سورية غالية مثل محمد وترخص لها الأرواح، والحمد لله الذي أكرمنا باستشهاده، وقبل استشهاده بيوم زارنا وكان أمامنا كوردة لتوها أكملت تفتحها، سهرنا سوية لكنني رأيت بعينه حزناً كبيراً وسألته عن سببه فقال: السبب استشهاد رفاق له، ودع الكل وهو سعيد وفرح لكنه حزن على أبيه لأنه مريض، وفي الصباح فطرنا سوية وودعناه، لكن مساء ذلك اليوم لايُنسى، فالخبر كان مدوياً كالصاعقة، أتانا محمد مسرعاً وغادرنا مســـرعاً، رحمه اللـــه هــــو وكــــل شــــهداء الوطــــن،
ومن هنـــا أحيي الســـيد الرئيـــس بشار الأسد وأقول له سر على طريق النصر والبناء فنحن معك والله معك، ولانبخل حتى بآخر نقطة من دمنا، ونحن على استعداد للتضحية بأبنائنا الآخرين كرمى عيون سورية. ولي أمنية صغيرة وأتمنى أن تتحقق (أتمنى تسمية مدرسة القرية وهي بجوار منزلنا باسم الشهيد محمد ليبقى اسمه مجاوراً لنا، لأنه رحل جسداً وبقي روحاً معنا للأبد.
الشهيد لايموت
أخوة الشهيد (وديع- نزيه- بلال) أكدوا بأن الشهيد لايموت وقالوا: نحن كلنا فداء لهذا الوطن لأنه أمانة في أعناقنا، وفداء لقائده السيد الرئيس بشار الأسد، ونعتز بالشهادة ونجسد معانيها وأخونا الشهيد محمد هو أصغرنا لكنه أكبرنا في شجاعته وإقدامه وإخلاصه وحبه لوطنه، والتضحية من أجل أمنه واستقراره، ولم نستغرب استشهاده لأنه جريء وشجاع ومقدام، وكل خصاله حميدة، والحمد لله كان محباً للكل للأهل والجيران ولأولاد الأخوة، ولم يعرف الكره، طيب القلب وبريء براءة الطفولة وكان يمتلك عزة نفس وكبرياء، محب لكل الناس، محب لعمل الخير، لذلك ليس غريباً بأن قدم روحه هدية لوطنه لتبقى سورية عزيزة كريمة، آمنة مستقرة، وتبقى قلعة الصمود العصية على كل المؤامرات والمخططات وبإذن الله ستخرج سورية من الأزمة أكثر قوة ومنعة، ورحم الله شهيدنا الغالي وجميع شهداء الوطن، وتحية إجلال وإكبار لجيشنا الباسل حامي الديار، وكل المحبة والوفاء لقائد الوطن.
أخت الشهيد رنا قالت:
افتخر وأعتز باستشهاد أخي محمد، رحمه الله وجعله مع الصديقين والصالحين، والشهيد لايموت بل حي يرزق عند رب العالمين محمد رحل جسداً لكن حبه وحنانه الكبيرين باقيان فينا وبأبنائنا للأبد، والحمد لله غادرنا عازباً لكننا أقمنا له عرساً بحجم الوطن وحجم حبه لسورية وتضحيته له فغادرنا عريساً نقياً صافياً شاركنا في هذا العرس الآلاف من محبي محمد، ولن ننسى هذا العرس ماحيينا، نفتخر ونعتز باستشهاده، وليحفظ الله سورية وقائد سورية.