تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


متحف دمشق الوطني.. جامع الحضارات

منوعات
الخميس 25-8-2011
يحتل متحف دمشق الوطني موقعه في قلب العاصمة السورية دمشق ممتداً على مساحة ما يقارب خمسة آلاف متر مربع، حيث تبدأ كتلته العمرانية الضخمة بحديقته الممتلئة بتماثيل البازلت

تتوسطها لوحة فسيفساء ضخمة لتنصيب الإله الفينيقي (بعل) بينما تحف بحديقة المتحف أشجار الصفصاف والبحيرات التي تنتهي إلى واجهة قصر الحير الغربي بأبهى حلة لنموذج المتاحف العالمية الأم.‏‏

ويتصف متحف دمشق الوطني أنه جامع لكل الحضارات القديمة فمن آثار ما قبل التاريخ والعصور الكلاسيكية إلى آثار الشرق القديم مروراً بالآثار الإسلامية على تعدد أوجهها أموياً وعباسياً وفاطمياً وصولاً إلى قاعات عرض الفن الحديث وما يتصل بالقاعة الشامية التي تعرض للزائر روعة الفن الدمشقي وعظمة فنانه العربي بأرقى ما يمكن أن يبدعه الجمال حراً من ظلاله المتعددة.‏‏

وترجع بداية تأسيس المتحف الوطني إلى أيام الحكم العثماني لسورية، حيث كانت القطع الأثرية تجمع وتوضع في المدرسة العادلية في حي (الكلاسة) شمال الجامع الأموي بدمشق حتى مرحلة ترميم قصر العظم.‏‏

وتم تشييد متحفين الأول في دمشق وخصص للآثار الكلاسيكية وكان عبارة عن قاعات صغيرة، أما الثاني فكان في مدينة حلب وخصص للآثار الشرقية لاستقبال كميات كبيرة من اللقى والرقم الحجرية من التنقيبات الجارية في كل من موقعي إيبلا وماري السوريين وتم التوسع في مساحة المتحف بدمشق في مرحلة ما بعد الاستقلال ليشمل الآثار الإسلامية حيث تم ترميم واجهة قصر الحير الغربي بإشراف مباشر من الأستاذ (نسيب صليبي) على أدق تفاصيل البناء وعمارته.‏‏

وأشارت سانا في تقرير لها أعده سامر إسماعيل إلى أن المتحف يتألف في أقسامه الرئيسة من قسم الآثار الكلاسيكية الذي يضم قاعة حوران وقاعة حمص التي تضم الرواقين الأول والثاني اللذين يحتويان على آثار الفخار والزجاج والخزف إضافة إلى مدفن (ياراحي) فضلاً عن قاعة المنسوجات العربية القديمة.‏‏

وتعود أغلب الآثار الكلاسيكية لموقع تدمر في البادية السورية ما أعطى خصوصيةً لهذه الآثار وفق التشابه الذي تفرضه الوحدة الجغرافية لدول البحر المتوسط حيث تعتبر مملكة تدمر السورية بآثارها الموجودة في المتحف أيقونة آثار الشرق القديم وحضارات المتوسط ولاسيما في ظل الدور الذي لعبته في تطوير فن العمارة الرومانية عبر شخصيات سورية على نحو المهندس السوري (أبولودور الدمشقي).كما يضم المتحف آثاراً متميزة من مدينة شهبا السورية جنوب دمشق ومنها لوحات فسيفساء مرتفعة بلطف لتسهل عرضها للزائر كما في شخصيات أباطرة سوريين حكموا روما على نحو (جوليا دومينا) و(فيليب العربي) الذي بنى مدينته (شهبا) على النمط الروماني.‏‏

ويشتمل قسم العصور الإسلامية في المتحف على آثار من العصر الأموي تشهد على مدينة دمشق عاصمة الخلافة الأموية وعلى الكثير من معالم تلك الفترة وفي مقدمتها واجهة (قصر الحير الغربي) الذي بناه الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك غرب مدينة تدمر بنحو 80 كم لينقل هذا الأثر الجميل إلى متحف دمشق الوطني مع بداية عام 1936 على يد العالم الفرنسي فلوبيرجر.‏‏

أما قسم آثار العصر العباسي فيدلل على عراقة المدن الإسلامية وجماليتها العمرانية على نهر الفرات وأهمها مدينة الرقة ويضم هذا القسم عدة أروقة، خصصت إدارة المتحف الرواقين الأول والثاني للمعابد بما يضمانه في خزائنهما البلورية من تحف ولقى أثرية هامة تشتمل على خزائن النقود حسب التسلسل التاريخي من فترة التعريب النقدي في المرحلة الأموية وحتى المراحل الآتية من عباسية وفاطمية وأيوبية ومملوكية.‏‏

بينما نرى في الرواق الثاني أبهى أنواع الحلي الذهبية والفضية التي تعود لعصور إسلامية مختلفة فضلاً عن قاعة الحجر وتضم في معظمها قطعاً أثرية تعود في معظمها إلى العصر الأتابكي وقاعة الخزف التي تعود في أكثر محتوياتها إلى العصر المملوكي إضافة إلى قاعة حماة حيث تعود الآثار الموجودة فيها إلى الجهد الذي بذلته البعثة الدنماركية في التنقيب في هذا الموقع الاسلامي المهم وتضم زخارف وتيجاناً ونقوداً معدنية.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية