بدأت إنعام سرية أم ماهر حديث ذكرياتها عن ضيعتها وبيتها الذي يقع على الطريق العام لموقع تل الفخار وهو ممر للعابرين وللعسكر..
وأضافت: دكان والدي عبارة عن ثلاث غرف مفتوحة على بعضها ومساحة كل غرفة لاتقل عن 20 متراً مربعاً ويحتوي على كافة الحاجيات من أغذية ومعلبات، وما أعرفه أن والدي كان يبيع في المحل ويعمل حلاقاً بالمحل نفسه ويبيع الخبز على التنور حيث يخبز أخي وجاراتنا تعجن العجين ويقطعه.
وفي بيتنا كان لدينا براد يعمل على الكاز وشكله مثل البراد العادي تماماً يعبئ والدي له الكاز ويشغله وفي كل الضيعة لا يوجد براد إلا عندنا.
وعند النزوح كان عمري سبع سنوات تقول أم ماهر وتتذكر أن والدها في ذلك الوقت اشترى أرضاً وزرعها كلها صبر ومساحتها ما يعادل سبعة دونمات وتتذكر أم ماهر بيتها وتقول: كان مبنياً من الحجر والبازلت الأسود وأرض الدار مبلطة ببلاط رخام وبيتنا عبارة عن قسمين: قسم للعائلة، والآخر لأخي والجزء المخصص له مبني من البلوك والدهان الزياتي والبلاط.
والصورة التي لاتزال في مخيلة أم ماهر الطفلة أن أهلها لم يعملوا في الأرض بسبب وجود المحل لدى والدها الخاص ببيع الألبسة والمواد الغذائية وأيضا سيارة للتنقل بين الضيعة والقنيطرة وأكثر ما يبيعونه الخبز للعسكر.
تضيف أم ماهر قائلة: بيتنا يقع على تلة مرتفعة وعندما نجلس على الدرج العالي ننظر إلى مدينة الخالصة بفلسطين ونرى أضواء منازلها وكان والدي يذهب في الشتاء إلى يافا ويجلب البرتقال اليافاوي.
وتلفت أم ماهر النظر إلى أن أهلها لم يسمحوا لأولادهم بالخروج واللعب في الضيعة وكان والدهم يأخذهم إلى المحل كي يساعدوه في عمله.. ولهذا فإن ذكرياتها ليست بالكم الكبير من حيث أصدقاء الطفولة أو الجيران ومعرفتها محصورة بالأقارب ولكنها لاتنسى شوارع الضيعة وشجرة الكينا أمام المحل وعين المي، وفاجأتنا أم ماهر بحديثها عن أشجار التين وورق العريش وبعض المفردات الجولانية وبينت لنا أن ما تعرفه عن الضيعة مصدره حماتها التي تعلمها الطبخ الجولاني وتساعدها في إعداد المونة وأحياناً كثيرة تطبخ لها بعض الأكلات التي تتعلمها منها لأنها تمثل جزءاً من التراث الذي يحرص أهالي الجولان على نقله للأحفاد حتى لايندثر..
وتقول أم ماهر يمكنني التحدث عن الضيعة ليس من خلال ذكرياتي التي سردتها لكن مع الإضافات التي منحتني حماتي التعرف عليها وأعتبرها كنزاً أحرص على نقله لأبنائي حتى ينقلوه بدورهم إلى أولادهم.