تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ملحمة مكتوبة بدماء زكية

الجولان في القلب
الأثنين 29-8-2011
فراس الطالب

يدرك أبناء الجولان أن المعركة مع المحتل الإسرائيلي لن تكون بالمعركة السهلة بل سيكون طريق النصر محفوفاً بالصعاب والعقبات، فالعدو الصهيوني عدو شرس يملك آلة عسكرية تعتمد

على أرقى معطيات التكنولوجيا، كما أن الغرب عموماً والولايات المتحدة الأميركية خصوصاً يعملان على مد هذا الكيان الإرهابي بكل أسباب البقاء تنفيذاً لمآربهم في السيطرة على المنطقة العربية التي تعد من أهم المناطق الإستراتيجية في العالم والعمل على استغلال ثرواتها والتحكم بأبنائها.‏‏

هذه الحقيقة لاتغيب عن أذهان أبنائنا في الجولان العربي السوري المحتل لكن إدراكهم لها لا يشكل عامل إحباط في مسيرة نضالهم التي بدأت ولن تكل حتى يسقطوا نير الاحتلال معلنين عودتهم إلى حضن سورية أمهم الحبيبة بل يشكل إدراكهم لها عنصر تحفيز لمتابعة النضال والتصميم على قطف ثمار النصر حتى لو تطلب الأمر بذل الغالي والنفيس وتقديم التضحيات بلا حساب في سبيل الوصول إلى هذا الهدف، هدف التحرر وهو أغلى وأسمى أهدافهم قاطبة.‏‏

هم على قناعة مطلقة ويقين لا يرقى إليه الشك أن الحرية شجرة يجب أن يسقيها الصغار والكبار كما سقاها أبناء سورية الأشاوس بدماء شهدائهم الأبرار يوم أقسموا وبروا بالقسم ألا تدنس طهر التراب قدم المحتل الغاصب، فامتدت جذورها عميقة في تربة الحرية وشمخت أغصانها العالية في سماء الكرامة والفخار.‏‏

تلك هي حكاية شعب يعرف قيمة كل ذرة من ذرات ترابه الذي يحبه ويفديه بخفقات القلوب ورفيف الأهداب، حكاية شعب سورية الأبية الصامدة في وجه الأعاصير وأبناء الجولان هم في النهاية عرب سوريون يحملون كل ما في هذا الشعب من وفاء وأصالة وتعلق بالأرض واستعداد للذود عنها مهما غلت التضحيات.‏‏

ملحمة رائعة أصر أبناء الجولان على كتابتها منذ اليوم الأول لوقوع الجولان في قبضة الاحتلال الإسرائيلي واستمرت هذه الملحمة مكتوبة بالدماء الزكية ومن منا لا يذكر على سبيل المثال غالية فرحات شهيدة الجولان التي أقامت في قلب ووجدان وضمير كل أبناء الوطن ومازالوا حتى هذا اليوم يشيدون ببطولتها الفريدة وتحديها جبروت المحتل الإسرائيلي؟‏‏

ملحمة مكتوبة بدماء الشهداء الذين وصفهم القائد الراحل حافظ الأسد بأنهم أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر وكرمهم السيد الرئيس بشار الأسد لأنهم حملة مشاعل الحرية في زمن تكاد فيه ظلمات الظلم تخيم على المشهد العربي، هي ملحمة الصمود والكبرياء والعزة نستعيد فصولها عاماً بعد عام فتجدد فينا الشعور العارم بالإباء ونتذكر ونحن الذين لن ننسى أن هناك أرضاً عربية مغتصبة وأن هناك محتلاً يريد حرماننا منها فتشتعل العزيمة في العروق إصراراً على استعادة كل جزء سليب من أرضنا العربية الطاهرة، هذا هو لسان حالنا ولسان حال أبناء الجولان الأبي الذي لا ينام على ضيم.‏‏

أبناء الجولان الأشم يؤمنون إيماناً راسخاًَ أن الحرية عروس مهرها الروح فلم يبخلوا بتقديم قوافل الشهداء واليوم يعاهدون سورية أنهم على العهد باقون تضحية وبذلاً حتى يسترد الجولان حريته ويعود إلى صدر الوطن الغالي ferasrart72@hotmail.com ">سورية.‏‏

ferasrart72@hotmail.com ‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية