والمواقف المبدئية والثابتة حول التمسك بالمقاومة ورفض الإملاءات والمخططات الخارجية التقسيمية وذلك بالعزف على وتر ما يسمونه الاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين.
بالأمس القريب زادت القنوات الفضائية العربية والغربية والأبواق الأممية فضلاً عن بعض العرب من جرعة أكاذيبهم ونفاقهم وتحريضهم لبث الذعر في الشارع السوري عبر القول بأن هناك قمعاً للمدنيين وبأن عشرات الآلاف يتظاهرون في سورية لتصوير الوضع في البلاد على أنه على شفير الهاوية.
بعثة الأمم المتحدة التي زارت سورية لم تغرد بدورها خارج السرب المتآمر حيث أنها رغم إقرارها بعدم وجود أزمة إنسانية في سورية»إلا أنها عادت لتناقض نفسها فتضيف بأن»المدنيين بحاجة لمزيد من الحماية»دون أن تتطرق بتاتاً لشهداء الجيش وقوى الأمن الذين سقطوا في سبيل الوطن والمواطن أو حتى للعصابات الإرهابية المسلحة التي تعيث قتلاً ونهباً وتدميراً للمنشآت العامة والخاصة.
المشهد الراهن يطرح جملة من التساؤلات..ماذا يريد الجوار من سورية؟هل هي محاولة من البعض ليأخذ دورها الريادي في المنطقة؟أم هي مجرد ستار لتصفية الحسابات؟ثم إذا كان الوضع في سورية مستقراً وخالياً من أي أزمة للمدنيين فلماذا إذاً الحماية للسوريين؟..الأحداث الجارية تؤكد أن الأمم المتحدة وبعض الدول تحولت إلى مجرد أدوات ابتزاز وضغط تمارس دوراً تصعيدياً ضد سورية عبر التدخل بالشؤون الداخلية السورية واختراق الأمن والاستقرار السوريين عبر تجنيد شبكات من العملاء والمأجورين الممولين أميركياً وأوروبياً والذين ينفذون الأجندات الغربية الهدامة على الأرض السورية.
وللأسف فإن مجتمع النفاق العربي والدولي الذي يتباكى على السوريين يعمي عينه العوراء تماماً عن الوضع الإنساني المتدهور للفلسطينيين في غزة جراء الحصار الإسرائيلي الخانق ولليبيين على خلفية غارات الناتو الوحشية والتي تستهدف المدنيين الأبرياء!كما أنه يتناسى معاناة العراقيين من قتل وتهجير وتشوهات جينية جراء الأسلحة المحرمة دولياً التي استخدمتها أميركا في غزوها للعراق!بل إنه يشطب من سجلاته تماماً أن الولايات المتحدة والتي تقود قوى الشر والعدوان على سورية قد أبادت 112 مليون إنسان ينتمون إلى أكثر من 400 أمة وشعب وذلك كله تحت مزاعم وشعارات ثبت زيفها فيما بعد.
ولكن مهما ارتفعت وتيرة الضغوطات واتسعت دائرة العقوبات المفروضة على سورية إلا أنها وبعزم وإصرار شعبها على الثبات والالتفاف حول قيادته الممانعة ستلجم جماح الحاقدين والمتربصين.