فلا شك ان مسلسل الولادة من الخاصرة،والسراب والغفران وحتى جلسات نسائية وصبايا والخربة... كلها مسلسلات أثبتت حضورها الخاص بغض النظر عن بعض التفاصيل التي يمكن الوقوف عندها نقديا...لكن على العموم هي دراما حاولت القفز عن السابق والبناء على ما قدمته سابقا سواء فيما يتعلق بنواح فكرية أو شكلية...
لعل ما يلفت النظر في تلك المسلسلات اقترابها من الواقع مع نسج خيوط درامية تضيف لذلك الواقع قسوة أو جمالا...
فإذا كان مسلسل الولادة من الخاصرة حاول جرنا الى تلك الاماكن السوداء في المجتمع وكبّرها ودفع بها في وجوهنا...عبر شخصيات نراها تارة معقدة وتارة أخرى في منتهى البساطة..انها تتمازج مع ظرفها الحياتي لنراه يشكلها بطريقته العبثية تاركاً ظلالاً لاتمحى...
بينما أتى مسلسل جلسات نسائية ليركز على الجمال الانساني والمكاني..الامر الذي يجعلك تتابع المسلسل براحة دون أن تتعبك تفاصيله أو مآسيه...حتى تلك الاحزان التي ترافق شخصياته تأتيك عبر روح حزينة لكنها خفيفة تجعل من ذاك الحزن الرومانسي لامعا..لامؤلما...
المسلسلات الترفيهية التي كنا نعتبرها فيما مضى ترفا لانحتاجه..الآن اختلفت إليها نظرتنا... بتنا نريدها لكي تنتشلنا من كل هذا الحصار الدموي الذي تصر الفضائيات على جرنا اليه...هكذا تبدو تلك المسلسلات الخفيفة كصبايا أو بقعة ضوء او الخربة..ذات وجود هام تمنحنا فسحة حقيقية للهروب الممتع...
soadzz@yahoo.com