تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


خلال الاجتماع غير العادي لجامعة الدول العربيــــــة.. السفير أحمد: ماضون في الإصلاح ونرفض أي تدخل خارجي .. لا يحق لمن لا يمتلك تجربة بالحريات أن يدّعي الحرص

سانا - الثورة
صفحة أولى
الاثنين 29-8-2011
ماتشهده سورية من احداث اضافة الى ظروف وملابسات التدخلات والضغوط الخارجية التي تستهدف امنها واستقرارها واستقلالية قرارها الوطني وآخر التطورات في ليبيا كان محور الاجتماع غير العادي

الذي انعقد على مستوى وزراء الخارجية في جامعة الدول العربية ، حيث تم تكليف الدكتور نبيل العربي الامين العام للجامعة بالتوجه الى دمشق للقاء المسؤولين السوريين والتباحث معهم حول مجمل المشاورات التي تمت في هذه الاجتماع.‏

وفي هذا الاطار اكدت سورية انها ماضية في طريق الاصلاح والدفاع عن امنها واستقرارها ووحدتها الوطنية ولن نسمح للارهاب والتطرف باستهداف التعايش السلمي او استقلالية القرار فيها.‏

وكان السفير يوسف احمد مندوب سورية الدائم لدى جامعة الدول العربية ورئيس وفدها الى الاجتماع قد القى مداخلة أطلع المجلس خلالها على واقع وحقيقة ما تشهده سورية من احداث وعلى ظروف وملابسات التدخلات والضغوط الخارجية التي باتت تشكل خطراً على وحدة واستقلال البلاد.‏

القيادة والحكومة تجاوبتا مع المطالب الشعبية‏

واوضح السفير السوري في مداخلته انه منذ ان انطلقت الازمة الحالية في سورية في منتصف شهر اذار المنصرم كان تقييم القيادة واجهزة الدولة السورية لها انها تحركات احتجاجية شعبية تعكس مطالب المواطنين في توفير مناخ أوسع من الحريات الاساسية وتحسين واقع الحياة الاقتصادية والاجتماعية وقد تجاوبت القيادة والحكومة في سورية مع المطالب الشعبية المحقة من خلال سلسلة من الاجراءات وعبر اصدار حزمة من القوانين والاعداد لحزمة اخرى كانت وما تزال تسعى بمجملها الى تحسين ظروف الحياة وفتح الباب امام حوار وطني حقيقي يجمع اطياف ومكونات المجتمع السوري والى ترسيخ المزيد من الحريات السياسية والاقتصادية والاعلامية والحزبية وتوفير فرص عمل جديدة وتحسين ظروف العمل والاجور ومحاربة الفساد وتعزيز مبادىء العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص بين جميع فئات واطياف المجتمع السوري.‏

الجماعات المتطرفة حرضت‏

على الدخول في مواجهات مع الدولة‏

الجماعات المتطرفة حرضت على الدخول في مواجهات مع الدولة واضاف السفير احمد ان تجاوب القيادة السورية مع المطالب الشعبية المحقة اسهم في توقف موجة التحركات الشعبية في العديد من المدن وتراجعها الملحوظ في مناطق اخرى الا ان ذلك تزامن مع ظهور مريب لنشاط اشخاص خارجين على القانون وجماعات ذات خلفيات دينية وحزبية معروفة تمركزت في المدن والمناطق السورية الحدودية وحرضت على الدخول في مواجهات عنيفة ومسلحة مع الشرطة والمؤسسات الوطنية المسؤولة عن حماية امن البلاد وهي مواجهات لا تندرج على الاطلاق تحت تصنيف التظاهرات والاحتجاجات السلمية بل كانت استغلالا بشعا ووحشيا لشعارات التظاهر السلمي والمطالب المشروعة تختفي وراءه مجموعات ارهابية مسلحة والكثير من الخارجين على القانون في سعي الى خلط الاوراق واستغلال الاجواء السائدة في المنطقة والعمل على اشعال الفتنة واثارة الفوضى في البلاد واستهداف المدنيين وقوات الامن والجيش بالقتل والتعذيب والتمثيل بالجثث وتخريب الاملاك العامة والخاصة وترهيب الناس وابتزازهم واجبارهم على عصيان الدولة وعلى اغلاق محالهم ومصالحهم التجارية والصناعية والخدمية تحت طائلة التهديد بحرقها وتخريبها وارهاب العائلات ومنعها من ممارسة الحياة الطبيعية واستهداف امنها وشعورها بالطمأنينة واقحام الاطفال والمراهقين من الفئات العمرية الصغيرة في تظاهرات كانت تشهد استخدام هذه الجماعات للاسلحة النارية بشكل عشوائي ضد المدنيين وعناصر الامن والجيش هذا الى جانب التخطيط والتنفيذ لعمليات ارهابية تخريبية ضد خطوط الغاز والنفط والكهرباء والسكك الحديدية وقطع الطرق الدولية والطرق الرئيسية داخل المدن لشل الحياة فيها وقطع اوصال البلاد ومنع الناس من ممارسة اعمالهم وحياتهم الطبيعية.. اما الاخطر فكان رفع شعارات وبث اخبار كاذبة تحرض كلها على الفتنة الطائفية البغيضة واستخدام دور العبادة للتحريض الطائفي والمذهبي واطلاق الدعوات التكفيرية ودعوات اقامة الامارات الاسلامية في بعض المناطق.‏

الجماعات الإرهابية مستمرة‏

بتلقي التوجيهات والفتاوى الخارجية‏

ونبه المندوب السوري الدائم الى ان هذه المجموعات الارهابية المسلحة كانت وما تزال تتلقى توجيهات وفتاوى خارجية بضرورة استثارة مشاعر الرأي العام في الداخل والخارج حتى لو كان الثمن سقوط الضحايا الابرياء من المدنيين والعسكريين ورجال الشرطة مشيرا في هذا السياق الى ان عدد الضحايا في صفوف الجيش وقوى الامن قد بلغ حتى الان اكثر من 600 شهيد و2000 جريح ما زال معظمهم في المستشفيات وقد اصيب ثلثهم باعاقات دائمة الامر الذي يؤكد ان مطالب الحرية والاصلاح كانت بالنسبة للبعض داخل سورية وخارجها مجرد غطاء تختفي وراءه عملية قذرة منظمة وممولة واصبحت واضحة الخيوط والاطراف اليوم وهي تستهدف استقرار سورية وامنها ووحدتها الوطنية.‏

استهداف الدور الوطني للجيش‏

ودحض السفير احمد المزاعم المغرضة التي استهدفت الدور الوطني المشرف للجيش العربي السوري مؤكدا ان القطع العسكرية التي تدخلت لحماية امن المواطنين وفرض الاستقرار في المدن والمناطق التي شهدت بعض الاضطرابات انما كانت متمركزة في جوارها اصلا كونها مدنا ومناطق حدودية بعضها على تماس مباشر مع قوات العدو الاسرائيلي كما انها مناطق استغلتها تلك الجماعات لتهريب السلاح والافراد وتسهيل الاتصال والتنسيق وتلقي الاوامر عبر الحدود مع جهات تحرض وتمول وتخطط من الخارج مشددا على ان الجيش العربي السوري هو جيش وطني يقوم بمهامه على الاراضي السورية من اجل حماية الامن والاستقرار وسلامة الحدود والارض.‏

ماضون في الإصلاح وتلبية‏

المطالب المشروعة للمواطنين‏

وشدد السفير أحمد على ان سورية ماضية في طريق الاصلاح وفي تلبية المطالب المشروعة للمواطنين وفي اداء الواجب الوطني المتمثل في حماية ارواحهم وامنهم وممتلكاتهم وفي الدفاع عن امنها واستقرارها ووحدتها الوطنية وانها لن تسمح للارهاب والتطرف ان يستهدف التعايش السلمي فيها واستقلالية قرارها الوطني والقومي.‏

كما عبر عن تقدير سورية للمواقف المشرفة للدول الصديقة والشقيقة التي ادركت حجم وابعاد المؤامرة التي تتعرض لها سورية ورفضت جميع اشكال التدخل الخارجي المشبوه في الشأن السوري الداخلي داعيا جامعة الدول العربية الى التمثل والارتقاء لموقف روسيا الاتحادية التي تتصدى داخل مجلس الامن الدولي لسعي الولايات المتحدة والقوى الغربية من اجل جعل هذا المجلس مجرد اداة للتدخل في شؤون الدول واستهداف سيادتها وقرارها الوطنين.‏

ثمة أطراف تنظر إلى الأحداث بعين واحدة‏

ثم اشار السفير السوري الى مواقف بعض الاطراف التي قررت ان تنظر الى ما تشهده سورية من احداث مؤسفة بعين واحدة موجهة وسعت الى توظيف الحالة السورية لخدمة مصالح ضيقة وقصيرة المدى والى استدعاء تدخل خارجي سافر لم يجلب عبر التاريخ والحاضر إلا الويلات والدمار للبلاد العربية وشعوبها وذلك بدلا من ان تمارس دورا ايجابيا بناء ينصب على تشجيع الحوار والحل السياسي واطلاق خطوات الاصلاح على الارض وان تعكس حرصها على استقرار سورية وامنها ووحدتها الوطنية معتبرا ان الحرص العربي الحقيقي على امن واستقرار سورية ليس منة او مكرمة من احد بل هو موقف وواجب يعكس الحرص على استقرار الدول العربية بأسرها وعلى امن وسلامة المنطقة.‏

دور تحريضي رخيص لبعض‏

أجهزة الإعلام العربي والأجنبي‏

وتحدث السفير احمد عن الاداء التحريضي الرخيص لبعض اجهزة الاعلام العربية والاجنبية في التعامل مع ما تشهده سورية من احداث مؤسفة والتي زعمت انها تعمل تحت ستار الاستقلالية السياسية والفكرية والمبدئية والمالية في حين كانت بعيدة عن هذه الاستقلالية وعن المهنية والاخلاقية والمصداقية وعن ميثاق شرف الاعلام العربي حيث جندت اسلحتها غير المهنية للتحريض على الموقف الرسمي السوري وتجاهل ارادة الغالبية العظمي من الشعب السوري فتغاضت عن الضحايا من مدنيين ومن ضباط وجنود الجيش وقوى الامن الذين سقطوا برصاص مجموعات ارهابية مسلحة وعن اعمال التخريب والارهاب التي ارتكبتها هذه المجموعات التي كانت في نظر اجهزة الاعلام الموجهة هذه مجرد تظاهرات سلمية تدعو للحرية والاصلاح ثم تبنت روايات طرف واحد حتى لو كان سندها مجرد شريط مصور ومركب وغير واضح مدته عشر ثوان على موقع الكتروني أو أشباح مجهولة الهوية والمكان وتحمل صفة شاهد عيان, او ناشط حقوقي وذلك لتلفيق الروايات عن مجازر يرتكبها الجيش والامن في سورية وعن حصار واقتحام للمدن والبلدات وغير ذلك من روايات وهمية كان الغرض منها شيطنة السلطة في سورية بأي ثمن وضرب سمعة وشرف الجيش العربي السوري وقوات الامن الذين سقط منهم المئات بين قتيل وجريح في الدفاع عن امن الوطن والمواطن وتحريض البعض في الداخل على سلطة الدولة في سعيها لاستعادة الامن والاستقرار وتنفيذ مشروع الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد وصولا الى الهدف الاخطر وهو استدعاء اي شكل من اشكال التدخل الخارجي في الشأن السوري.‏

قنوات الفتنة تنشر البغضاء والطائفية‏

واشار السفير السوري الى بعض القنوات التي تبث من عواصم شقيقة وترتدي زورا وبهتانا عباءة الدين الحنيف ووظفت اشخاصا ادعوا الفقه والعلم ونسوا قوله تعالى والفتنة اشد من القتل فسعوا منذ البداية الى نشر الفتنة والبغضاء والطائفية بين مكونات الشعب العربي السوري وحرضوا الاخ العربي والمسلم على اخيه وكفروا الدولة بجميع اجهزتها ودفعوا الناس الى الفوضى والعصيان وقالوا صراحة دون ورع ان بعض فئات المسلمين اشد عداوة لبعضها الآخر من اليهود والاسرائيليين.‏

الحالة السورية فريدة‏

بعناصرها وتركيبتها الداخلية‏

واعتبر السفير احمد ان وسائل الاعلام هذه تناست وتجاهلت ان الحالة السورية فريدة بعناصرها وتركيبتها الداخلية وبابعادها الاقليمية والدولية وان الشعب السوري بغالبيته العظمى يراقب ويعي الخلفيات والنوايا من وراء هذا الاداء الاعلامي التحريضي الرخيص وان سورية لم ولن تكون مسرحا للصراع بين ابنائها بجميع اطيافهم واديانهم وانتماءاتهم ولا ساحة للتدخل الخارجي الذي يستهدف قرارنا الوطني والقومي ويسعى لتقويض امننا واستقرارنا وصولا في النهاية الى القضاء على هويتنا ووجودنا كعرب وكخير امة اخرجت للناس.‏

نقبل النصائح التي تحرص‏

فعلاً على أمن واستقرار سورية‏

واستغرب السفير السوري ذلك التزامن بين اشتداد الضغط الدولي والامريكي على سورية وبين لجوء اطراف عربية واقليمية الى اصدار تصريحات وخطابات تتضمن نصائح للقيادة السورية في مجالات الديمقراطية والاصلاح وحقوق الانسان وتلبية المطالب الجماهيرية معتبرا ان سورية كانت لتقبل التعامل مع نصائح وخبرات تأتيها من دول شقيقة او صديقة تحرص فعلا على امن واستقرار سورية وتملك في ذات الوقت تجربة عملية ودستورية وقانونية عريقة في مجال الحريات العامة والاساسية والاعلامية وفي مجال الممارسة الانتخابية الشفافة والنزيهة والحياة البرلمانية الفاعلة معتبرا ان ما جرى كان مجرد محاولات من دول لا يملك بعضها دستورا الى الان وبعضها اصدر فتاوى شرعية بتحريم التظاهر والاحتجاج لاستغلال الحالة السورية في خدمة اهداف ومصالح بعيدة كل البعد عن غاية دعم أمن واستقرار وحرية سورية وشعبها.‏

البوصلة العربية انحرفت‏

عن العدو والخطر الحقيقيين‏

واعتبر السفير السوري ان الصورة باتت واضحة امام الجميع اليوم وان المشكلة صارت تتعلق في تحديد الخيار بين التعامل مع هذه الاحداث بعقلية وخلفية تتجاهل عامدة متعمدة الحقائق والملابسات والتداعيات الحقيقية التي ستطال الامة العربية جمعاء وليس سورية فحسب وبين اعمال العقل والحكمة وتنحية الاعتبارات والاجندات التي يسعى الآخر لفرضها علىنا في تقييمنا وتعاملنا مع ما تشهده سورية والمنطقة العربية بأسرها من احداث وتداعيات.‏

وتساءل السفير احمد فيما اذا كانت البوصلة العربية قد ضاعت وان المجموع العربي بات مجرد اداة تحركه غرائز تصفية الحسابات مع الشقيق العربي بسبب الخلاف او الاختلاف في السياسات والمواقف او توجه اجندات رسمها البعض في الخارج ثم البسها ثوبا زائفا يدعي حماية المصلحة القومية العربية والامن القومي العربي وتمثيل الحقوق والمصالح العربية حتى انحرفت البوصلة عن العدو والخطر الحقيقيين وبات الشقيق العربي او الاخ المسلم اكثر عداء من الاسرائيلي او ممن يستهدف امننا واستقرارنا ووجودنا جميعا كعرب دون استثناء.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية