مقابل استيراد بعض الأغذيه، الألبسة والحاجيات؛ لكن الميزان في الصعيد الإنساني أبقانا بين الدول النامية لعدم التوازن النوعي...؟
فلماذا لا نستورد عقولاً كما نصدرها باعتبارنا نعيش عصر العولمة والانفتاح...؟!
فلم تعد اليوم هجرة للعقول فقط بل لعنصر الشباب ككل فإذا بحثنا في أسباب السفر وهو أول خطوة لطريق التصدير نجدها تقريبا في أمور ٍ:
قلة قليلة جداً تخرج في منح دراسية لكن العامل الاقتصادي الذي يجذب الكفاءات العلمية منخفضة الدخل إلى دول ذات مستوى معيشة عال ٍ جعل المعادلة ها هنا خاسرة أمام بلد ٍ نام ٍ فقير للغاية، لأن المتعلم الذي درس في بلد رأسمالي متقدم درس حل المشاكل والأمور المتعلقة بهذا البلد والذي لا يتناسب مع الوطن الأم لذا لا يجد ميداناً لتطبيق دراسته سوى البلد الذي تعلم فيه، وهنا تكمن المشكلة (إما،أو) هجرة أو عودة.
الأهم والأكثر شيوعاً أي السفر من أجل تحسين المعيشة ورفع المستوى المادي للفرد والأسرة ولجذب العامل أو الدارس على اختلاف عمله قامت الدول الرأسمالية بتسهيلات منها الاقامه والجنسية والنتيجة تراجع عقود الزواج وعنوسة بنات البلد.
وهذه المشكلة العظمى لأن نيل الجنسية غالباً ما يتم بزواج الشاب من أجنبية، إما زواج مصلحة أو زواجا حقيقيا فبعض الأشخاص يتزوج من أجنبية فقط لأخذ الجنسية أي تحول عقد الزواج إلى عقد بيع وشراء مثله مثل باقي العقود، جنسية مقابل مبلغ مالي لتنتهي العلاقة بين الشخصين عند هذا الحد، ولكن تغير هذا الأمر مع التغيرات الدولية ..! فهناك أشخاص تزوجوا من أجنبية بهدف علاقة إنسانية تنشأ عنها خلية عائلية راجماً بذلك حياته الأسرية بحجر التأقلم .
أيمكن أن يكون استغرابنا لتلك الحالة آتٍيا من عقد نقص؟ أم أنّ مصيبتنا عظمى أمام ارتفاع نسبة العزوف عن الزواج من قبل الفتيات بسبب عدم توفر الشريك المناسب والذي ذهب ليؤمن حياته في بلد اصطاده بشبكاته العنكبوتية، وليكون التبادل عادلاً ولا نبادل بمبدأ السلعة وننحي فوكوياما جانباً يجب أن تتوفر عدة شروط في الوطن الأم منها:
- تأمين منح دراسية داخلية باعتبار ان لدينا جامعات خاصة على مستوى علمي عال والأهم:
- تأمين فرص عمل للخريجين وغير الخريجين كي لا ينخر هذا السوس حياتنا و يستنزف كامل شبابنا وبرفع مستوى المعيشة ونشر الثقافة والوعي خصوصاً ثقافة التأقلم وبذلك ،نخرج من بلدان العالم الثالث، ونسترد بدل البضائع عقولاً مقابل أي عقل خارج فلا نبقى ضمن الكفة الأضعف ليكون بذلك الاستيراد والتصدير بمأمن من الخسارة و المكابدة.