في الأمانة السورية للتنمية الشباب أن تكون الدراسات العليا في جامعاتنا متقدمة وتنافس مثيلاتها في الدول المتقدمة لكي يتابعوا دراساتهم في وطنهم ولايضطروا للسفر وهاهو التعليم العالي يبداً بالتوسع على امتداد القطر ورغبات شبابنا بدأت بالتحقق فقد شهدت ساحتنا الجامعية في السنوات الخمس الماضية تطوراً ملحوظاً عبر افتتاح العديد من الكليات الجامعية في المحافظات وكان آخرها افتتاح كلية العلوم في محافظة السويداء هذا العام والأسئلة التي تطرح نفسها: ماذا عن أهمية هذه الخطوة؟ وأين موقعها على سلم الإصلاح؟ وهل لعبت دوراً في ارتفاع نسبة القبول الجامعي؟ أم أنها اكتفت ببعض الأهداف الأخرى؟ ومن جهة ثانية ماذا عن الظروف التي إن توفرت تجعلها ناضجة أكثر؟ وكيف يقرأ شبابنا الجامعي هذه الخطوة؟
وللحديث عن ذلك رصدنا عدداً من آراء الشباب والتقينا عبر نافذة ملحق الشباب بالدكتور وائل الإمام الأستاذ في كلية الهندسة الميكانيكية بجامعة دمشق ومدير مركز البحوث والدراسات السكانية سابقاً فكان الاستطلاع التالي:
خطوة ضرورية
* هديل – ع – سنة أولى كيمياء قالت:لاشك أن افتتاح كليات جديدة يخفف الضغط على الجامعات ويرفع من نسبة القبول الجامعي ويخفض المعدلات الجامعية كما أنه يوفر على الطلاب مصاريف النقل والسكن، وتعتبر هذه الخطوة ضمن برنامج الإصلاح.
توفيراً للمصاريف
* أيهم – ح – سنة ثانية فيزياء قال: تأتي أهمية افتتاح كليات جديدة من كونها توفر على الطالب مصاريف السكن والتنقل لكن يجب استكمال هذه الخطوة بافتتاح كليات علمية في المحافظات أسوة بالكليات النظرية.
نتمنى افتتاح كليات علمية في المحافظات
*سناء – ش- رياضيات سنة ثانية قالت: أعتقد أن افتتاح كليات جديدة في المحافظات نجم عن شعور الحكومة بوضع الطلاب من خارج دمشق وهو خطوة صحيحة خصوصاً وأنه يخفف الضغط على الجامعات والمصاريف على الطلاب، وباعتبار أن لدينا في قسم الرياضيات مادة واحدة عملية وبالنظر لأن عددنا يصل إلى 500طالب في المدرج أثناء المحاضرات النظرية وصغر هذه المدرجات وإنارتها الضعيفة نتمنى على وزارة التعليم العالي افتتاح كلية للرياضيات في المحافظات.
يخفف ضغطاً على الجامعة
* مازن – ك – سنة رابعة حقوق قال: إن افتتاح كليات جديدة في بعض المحافظات أمر يستحق التقدير والوقوف عنده حيث إنه يوفر عبء السفر ومصاريفه على الطالب كما أنه يخفف الضغط على الجامعة وهذا من شأنه أن ينعكس إيجاباً علينا كطلاب من حيث حضور المحاضرات وتصحيح الأوراق الامتحانية أمام انحسار العدد.
لا تؤدي دوراً في زيادة القبول الجامعي!!
* محمد – ي – سنة رابعة حقوق قال: لا أحد ينكر أن افتتاح كليات جديدة في المحافظات يوفر على الطالب ضغطاً نفسياً ومادياً لكنه لا يلعب دوراً في زيادة القبول الجامعي لوجود التعليم الموازي والمفتوح، كما أنه لا يحل مشكلة الطلاب في التخرج إذ أنه لايتم التعامل معنا كطلاب بحكمة وموضوعية ولا نأخذ حقنا في العلامات التي نحصل عليها الأمر الذي يؤدي إلى تكديس الطلاب وعدم تخرجهم بحجة تخفيف نسبة البطالة مما يحمل الطالب عبئاً نفسياً ومادياً، وأعتقد لو أن الطلاب حصلوا على حقوقهم في التصحيح لما حدث ضغط على الجامعات واضطر المسؤولون لافتتاح كليات جديدة.
خطوة هامة
*أما الدكتور الإمام فقال: جاءت فكرة افتتاح كليات جديدة لتخفيف الضغط على جامعتي دمشق وحلب بالدرجة الأولى، أما جامعتا البعث وتشرين لم يكن فيهما أية مشكلة، أما الضغط فقد تمثل بعدة أمور أولها بأعداد القبول في كل كلية من الكليات وثانيها أن تفاقم المشكلة كان يظهر في المدن الجامعية وعملية إحداث وحدات سكنية في كل مدينة جامعية وثالثها أن الشكل المركزي للتنمية كان يظهر واضحاً في التعليم العام، من هنا انطلقت هذه الفكرة عندما كان الدكتور هاني مرتضى وزيراً للتعليم العالي حيث أخذ يطرح هذا الموضوع إلى أن أخذ شكله النهائي الذي نراه الآن متمثلاً في إحداث فروع لجامعات دمشق وحلب وتشرين في بقية المحافظات.
فوائد جمة
وعن الفوائد الناجمة عن افتتاح كليات في المحافظات تابع الدكتور الإمام حديثه فقال: إن وجود هذه الفروع من الجامعات مع إمكانية تطويرها لأن تكون نواة لجامعات حكومية في تلك المحافظات يساعد في التنمية اللامركزية من خلال جعل التعليم العالي لامركزياً في كل المحافظات إضافة لأنه يساهم في تخفيف تكاليف الدراسة على قاطني هذه المحافظات وعلى طلابها، ثم إنه يساهم في تشغيل أيد عاملة من تلك المحافظات
في هذه الفروع، عدا عن أنه بدأ يظهر معالم سوق محلية حول هذه الجامعات من مكاتب وتصوير مستندات تم استغلاله، كما أن الأبنية التي تحيط بمراكز الجامعات بدأت نشاطها من خلال الآجار والاستئجار، وبالتالي فإن كل هذه المقومات تعطي أهمية للتنمية اللامركزية في المحافظات.
إيفادات وبنى تحتية
وعن العوامل التي تساهم في تطوير هذه الخطوة قال الدكتور الإمام: لابد من توفر عدة أمور إذ يجب أولاً أن يكون لهذه الفروع من الجامعات إيفاداتها الخاصة بها ضمن مسابقة المعيدين أي من الأفضل تكوين كادر تدريسي خاص بهذه الفروع علماً أن الدورة الزمنية لأي دكتور عائد من الإيفاد سبع سنوات وسطياً، عندئذ لابد من التفكير من الآن بإيفاد بعض الطلاب المتفوقين للحصول على المؤهلات العلمية التي تضمن استمرارية عمل هذه الفروع، ثم إن قبول طلاب في أحد فروع الجامعات باختصاص موجود في الجامعة الأم يجب ألا يخفض عدد الطلاب المقبولين في هذا الفرع في الجامعة الأم، كما لابد من تحسين البنى التحتية لفروع المحافظات وتطويرها وتزويدها بالكوادر البشرية اللازمة لاستمرارية عملها.
لابد من إيقاف تحديد قبول الطلاب
وعن العوامل التي تجعل من افتتاح فروع جديدة للجامعات في المحافظات ينعكس إيجاياً على معدلات القبول الجامعي أضاف الدكتور الإمام: إن مشكلة المعدلات مرتبطة بزيادة عدد الطلاب في كل كلية من كليات الجامعة، إذ كلما زاد عدد الطلاب انخفضت المعدلات الجامعية، وبالتالي لابد من إيقاف تحديد أعداد القبول أو زيادتها ليتم تخفيض المعدلات حتى لو كان ذلك على حساب الجودة والاعتمادية، ويكفينا مقارنة أعداد الطلاب المقبولين في الجامعات السورية لعام 2005-2006بأعداد الطلاب الذين تم قبولهم عام 2010-2011حتى نستطيع فهم هذا التقليص اللامنطقي الذي تسببت فيه معايير الجودة والاعتمادية، فنحن لا نقف ضد هذه المعايير ولكن نقول بضرورة تهيئة البنى التحتية والموارد البشرية اللازمة حتى نستطيع استيعاب الزيادة في عدد الطلاب الناجحين في الثانوية العامة.
افتتاح فروع علمية في المحافظات
وعن ضرورة افتتاح كليات علمية في المحافظات قال الدكتور الإمام: إن افتتاح كليات علمية في المحافظات أمر ضروري وأعتقد أنه خطوة قادمة لابد من إجرائها لكن بعد تهيئة البنى التحتية والكوادر التدريسية اللازمة وهذا يحتاج إلى ما لا يقل من سبعة أعوام إذا ما اشتغلنا على ذلك منذ الآن كما أن هذا يؤكد فكرة تحويل فروع الجامعات إلى جامعات وطنية.
تصوير: سامر سقور