منحت المشاركين خبرات متنوعة خصوصاً أنها اختصت بتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة فنونا مختلفة وتوجت بمعرض ضم أعمالهم ومشغولات خاصة لفتت الأنظار كما ضمت مهارات متنوعة كونها ذات طابع اجتماعي وتطوعي وليس تعليمياً فقط فشجعت اندفاعهم ومبادراتهم واكتسبوا خبرات تواصل اجتماعي خاصة بعد تعاملهم مع هؤلاء الأطفال ذلك ما أكدته آراؤهم فقالت ليلاس الزعيم أهمية هذه الورشة وإن كانت مهمتنا كشباب فنانين هو تعليم هؤلاء الأطفال المعوقين أنها عرّفتنا على هذا العالم والذي نتعامل جميعاً معه بشيء من الحذر والجهل وكنت أخاف التعامل معهم سابقاً إلى أن أتت هذه الورشة وعرفتني على عالمهم المرهف وقد وجدت أنهم طيبون جداً وأشعرتني تلك التجربة بضرورة كسر هذه الحواجز وخصوصاً أن تجربتنا بالتعامل مع هذه الفئة جديدة ومن جهة ثانية فقد أتاحت هذه الورشة لهم التعبير عن أنفسهم وبقيمتهم وأشعرتهم بقيمة ما يصنعونه إذ تمكنا نحن الشباب الأخذ بيدهم وقد أشرف كل منا على طفل أو أكثر لتعليمه فنوناً مختلفة منها الرسم، التشكيل بالطين والخزف والخط العربي وتمكنوا من الإنجاز بالشكل الرائع.
وقد جمعت أعمالهم التي لخصت جهود الورشة ضمن معرض أقيم في معهد الفنون التطبيقية، ومن جهتنا كشباب فنانين ومتطوعين قمنا بتعليم الأطفال من جهة وشباب المنظمات التي أشرفت على الورشة وأعتبر هذه التجربة رائعة وفي أكثر من جانب لأنني أيضاً شعرت بأنني أقدم الفائدة للآخرين كما شعر هؤلاء الأطفال أنهم قادرون على العمل والإنتاج فحققنا لهم الفرح وخصوصاً أن معرضهم رافقه العديد من الأنشطة من غناء ورقص وتوثيق لأشغالهم تلك لتشجيعهم.
تواصل وإحساس بالآخر
ورشة العمل «من صنع يدي» محطة متميزة منحت المشاركين خبرات حياتية أيضاً من شأنها أن ترسخ الكثير من قيم الإيثار والغيرية والإحساس بالمسؤولية تجاه الآخرين، عن أهمية هذا الجانب في الورشة تحدثت الشابة نغم أبو حمدان وقالت: وجدت متابعة الورشة في البداية في منتهى الصعوبة لأنني لأول مرة أتعامل مع هذه الشريحة إذ أجهل تماماً آلية التواصل معها وأجهل تماماً مواجهة ردود أفعالها لكنني تجاوزت الخوف فيما بعد وتمكنت من الإشراف على تعليم ثلاثة أطفال وكانوا ينتظرون قدومي للبدء بالعمل فسعدت بذلك وشعرت كم أن هذه الورشة مفيدة لنا وقد علمتني الكثير من الناحية الاجتماعية وصار عندي خبرة أدركت من خلالها أهمية الإحساس بالمسؤولية تجاه المحيط بعد أن تعلمت كيفية التعاطي معهم وكيف استطعت تعليمهم ومساعدتهم كمعوقين، وقد استطاعوا أن يعبروا عن أشياء داخلهم، وأعجب المشرفون من المنظمات المشاركة في هذه الورشة بآلية عملنا وتعاملنا وتأثيرنا كشباب على هؤلاء الأطفال، هذا عدا عن تأثي المعرض من أشغال يدوية ورسومات أثبتت هذا الجانب، وقد شعرت أن هذه الفئة لديها الصدق في اليرها علينا، فهذه المشاريع بمعطياتها وطبيعتها أعطتنا خبرات حياتية رائعة، إضافة إلى التدريس، وكون الورشة ذات طابع تطوعي وخيري فإنها تطلعنا على أجواء اجتماعية خاصة لم نكن نعرفها، وقد جمعت التجربة بين الترفيهية والتعليم والتواصل الاجتماعي والروح الجماعية ونتاجات الأطفال فتعبير والإحساس، لأنني أنا بالذات علمت ثلاثة أطفال منغوليين وهم أصعب من المقعدين في التعامل ولم أكن أتقن التعامل لولا هذه الورشة التي عرفتني على تفاصيل ونماذج إنسانية لم أعرفها أبداً وقد شجعتني لتقديم أوراقي للتوظيف من مجال التعليم، بعد أن عرفت أساسيات التواصل مع الآخرين بشكل أفضل، ووصلت إلى قناعة بأننا نحن الشباب تحديداً يمكننا الاستفادة من أي تجربة تعليمية أو حياتية ولدينا القدرة على ترجمتها دوماً بالشكل الجيد.
توجيه للقدرات
أما الشاب ثائر سلمان قال: ما تم انجازه في هذه الورشة وبما حملته لنا من مقومات وعناصر إيجابية فقد جسدت التوجيه الحقيقي لقدرات الشباب المشاركين ووضعتها في مكانها الصحيح، فهي دعتهم إلى الاجتهاد والعمل والبحث ثم التدريب على أدواتهم الفنية هذا عدا عن اكتساب الشباب عادات جماعية ثم التكريس لفكرة الإحساس بالآخر، من خلال المحاولات للنجاح في هذه التجربة وتعليم الأطفال فنوناً عديدة يكتسبونها ويعبرون بها عن ذاتهم.