تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أفضـــــل وســـــــيلة لنشــــــر الأخبـــــار..

ثقافة
الاثنين 13-10-2014
 مصطفى علوش

أذكر أن أحد أساتذتنا في الجامعة وكان مشرفاً على المعسكر الإنتاجي قد جعلنا في أحد ليالي المعسكر نسهر حتى الصباح ونحن نتحاور في سؤال شائك وجميل يتعلق بقلّة عدد النساء المبدعات في التاريخ الإنساني، وذلك بالقياس إلى عدد الرجال،

وتطور الحوار ليشمل مناحي غير إبداعية أيضاً.كنا حوالي العشرين طالباً وطالبة شكلنا حلقة تشبه الحلقات الفلسفية التي كانت تحيط بسقراط أيام زمان ولم نصل إلى جواب نهائي.‏

وحتى هذه اللحظة الحاضرة مازالت أسئلة أستاذنا حاضرة، لاسيما عندنا نحن في هذا الشرق حيث تفتح كل الأبواب أمام الجميلات وتغلق أمام الشباب، ومع ذلك قلة هن النساء اللواتي يثبتن في عالم العمل.. وإذا أردتم جواب اسألوا قطاع رجال الأعمال السوري.‏

في عالم الأدب، يحدث أن تتقدم في غفلة من الزمان امرأة بدون تاريخ إبداعي، إنما تملك مسحة من الجمال المعجون بالقليل من التمييش العام للشعر، تلك المرأة تبدأ علاقتها بالأدب من خلال رجل يبدأ بنصيحتها أولاً ويتطور الأمر إلى أن يكتب لها وقد يصل به الأمر إلى تأليف كتاب كامل لها، وبعد صدور الكتاب تبدأ جوقة العلاقات بالظهور لمتابعة هذا المنتج الجديد، فإن كان شعراً صارت الأخت حفيدة الخنساء، وإن كان قصصاً صارت تلك السيدة شقيقة غادة السمان إبداعياً، وأجمل شيء عندما تعقد الندوات الثقافية لمناقشة الأبعاد الدلالية في البنى الجمالية في النصّ الشعري عند تلك الأخت الحنون.‏

وضمن هذا السياق أيضاً مازالت الآراء الحقيقية تجاه المرأة تقال في العتم وفي الظل وليس في الضوء، فالرجل الذي يعرف أن تاريخنا العربي يتضمن أسماء الخنساء وغادة السمان ونوال السعداوي وإلفة الإدلبي، مازال يردد في العتم بأن النساء ناقصات عقل، وإذا راقبنا سلوك الرجل تجاه الظاهرة السابقة نتساءل من هو ناقص العقل هو أم هي؟‏

حسناً دعونا نتذكر معاً «مارك توين» ذلك الكاتب الهزلي المشهور وهو عائد مرة من انكلترا، وكان حوله عدد كبير من السيدات، وكنّ في أثناء السفر لا يفارقنه، لما كان يسرد عليهن من الأقاصيص المضحكة، فلما قاربت السفينة الوصول، أقام توين لرفقائه مأدبة الوداع، وعندما شرب نخبهم قال: سادتي هذه كأس كل السيدات، لأنهن بعد الصحافة أحسن وسيلة لنشر الأخبار.‏

أما الشيخ يوسف الخازن، فكان غير مرة يقول: أنا أحبّ اللغة الفرنسية والأدب الفرنسي، ولا أحبّ الفرنسيين، فسأله أحدهم: لماذا لا تحبّ الفرنسيين؟ فأجابه: لأن الفرنسيين كالنساء عرضة للمفاجآت، وقد جاؤوا إلى بلادنا، يجربون مفاجآتهم بنا.‏

وليس هذا كل شيء فنساء كثيرات على هذه الأرض يملكن السلطة الفعلية، فإذا أردت أن تبحث عن مفاتيح الرجال ابحث عن علاقاتهم النسائية، وإذا أردت أن تسوّق كتاباً فابحث عن عنوان نسائي مثير لانتباه النساء،،و إذا أردت أن تدخل عالم الشهرة فلابد من تسويقك من قبل نساء يشتغلن في الإعلان.. وثمة حقيقة ننكرها هنا في هذا الشرق مفادها أن الجمال الفعلي على هذه الأرض مصدره المرأة، والسعادة الحقيقية مصدرها المرأة.‏

وفي معادلة الحياة اليومية وإذا أردت متابعة الحياة السعيدة لابدّ لك من العيش مع امرأة ذات طبع هادئ ومزاج رائق.‏

وفي الختام لابد من القول أن نقول أنه ليس كل النساء نساء وليس كل الرجال رجال.‏

ومهما حاول الأدب الكتابة والبحث عن الفكاهة فإن ابتسامة امرأة تعادل في مفعولها كومة من الأدوية.. ونعتقد أن توازن الرجل مصدره علاقته بالمرأة، وطبيعة هذه العلاقة. ونصيحتنا الأخيرة أن لا نعطي سرّنا للنساء عملاً بنصيحة مارك توين السابقة.‏

M3alouche@hotmail.com

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية