تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التعاون النووي السري بين أوروبا وإسرائيل

عن: لوغراندسوار
 بقلم: ديفيد كرونين
متابعات سياسية
الاثنين 13-10-2014
 ترجمة: سراب الأسمر

يجري التعاون سرياً بين الاتحاد الأوروبي واسرائيل بشأن الصناعة النووية منذ ست سنوات، وتتم المباحثات بهذا الشأن بين جوزيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية وبنيامين نتنياهو( وهذا ضمن إطار خدمة العمل الخارجي الأوروبي).

يقول كاتب المقالة، حصلت على وثيقة داخلية مؤخراً تنص على اتفاق موقع عليه من جانب الاتحاد الأوروبي واسرائيل في عام 2008 بصدد «مبادرات تعاون مشتركة لاستخدام الطاقة النووية سلمياً ويضيف النص يظل هذا الاتفاق سرياً، ولم يعلن عنه».‏

وكان قد تم صياغة هذه الوثيقة قبيل زيارة انطونيو تاجاني لاسرائيل في تشرين الأول 2013، وتاجاني هو عضو إيطالي في المفوضية الأوروبية ليس من الصعب فهم تحفظ الاتحاد على سرية هذا التعاون، لكون الاتفاق أبرم مع لجنة الطاقة الذرية الإسرائيلية، مشغل مفاعل ديمونا حيث يتم تطوير الأسلحة الذرية.‏

أدخلت اسرائيل الأسلحة النووية إلى الشرق الأوسط ورفضت التوقيع على معاهدة عدم التخصيب(tnp) بالإضافة لرفضها التفتيش الدولي على أنشطتها النووية.‏

عام 2006، اعترف رئيس وزراء إسرائيل إيهود أولمرت بامتلاك اسرائيل للأسلحة النووية، وعام 1999 كانت قد قدرت وكالة الاستخبارات الأميركية للدفاع عدد الرؤوس النووية التي تمتلكها اسرائيل بين الستين والثمانين رأساً نووياً.‏

وخلافاً لاسرائيل، لاتمتلك إيران أسلحة نووية فقد أعربت الاستخبارات الوطنية وهي مجموعة استشارية مقربة من الرئيس الأميركي عن كامل ثقتها حول واقع إيقاف إيران تطوير برنامج أسلحتها النووية منذ سنوات عدة.‏

بالرغم من وضوح هذا التصريح إلا أن أوروبا وأميركا فرضتا عقوبات على إيران، وفيما خففت بعض الدول هذه العقوبات نرى أن أميركا فرضت قيوداً جديدة على التجارة مع إيران مؤخراً وحجتها الأساسية أنه يجب عمل ماباستطاعتها لمنع إيران من امتلاك القنبلة الذرية. بالمقابل اكتفى الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع إسرائيل التي تمتلك فعلياً القنبلة فهل نستغرب أن المسؤولين الأوروبيين لايريدون لفت الانتباه إلى نفاقهم هذا؟‏

سألت مركز البحوث المشترك في الاتحاد الأوروبي والذي تتمثل مهمته في تنفيذ الاتفاق «السري» لماذا يتعاون مع اسرائيل التي تشكل تهديداً واضحاً على السلام العالمي، حاول الناطق باسم المركز تقديم«التعاون العلمي» المتورط في الاتفاق على أنه أمر غير ضار.‏

وفقاً للناطق باسم المركز تعنى البحوث التي يعمل بهامع إسرائيل بالاستخدام الطبي للنويدات المشعة، الحماية من الإشعاعات والأمن النووي في الكشف عن المواد النووية والإشعاعية ومطابقتها«فهي لاتتعلق بإعادة أي معالجة أو تخصيب.‏

أما حول ماإذا كانت تقدم إسرائيل ضمانات للاتحاد بعدم استخدام ذلك لأهداف عسكرية، فلم أحصل على أي إجابة وبصدد كم أنفق الاتحاد الأوروبي في مجال التعاون الذري مع إسرائيل أجاب مركز البحوث المشترك أن كل مؤسسة تقدم التمويلات لأنشطتها الخاصة كما تحظى اللجنة الإسرائيلية للطاقة الذرية بالإضافة لإشرافها على تطوير الأسلحة النووية، بارتباطات قوية مع صناعة التسلح الصناعي.‏

بالإضافة لـ ديمونا، تدير اللجنة مركز أبحاث سوريك، ويوضح موقع الانترنت الخاص بسوريك أنه يعمل على تطوير نوع معدات لاستخدامها في الأمن الداخلي- وهي عبارة عن تكنولوجية مراقبة وتسليح، وحين زار عدد من الصحفيين المركز تباهى علماؤه بأنهم اخترعوا ليزراً يساعد القناصين.‏

كما تعاون مركز البحوث المشترك بشكل مباشر مع صناعة التسليح الإسرئيلي في كانون الأول 2010، تعاون المركز مع شركة التسليح الإسرائيلي (إلبيت) على ما أطلق عليه تسمية «حملة للكشف عن السفن الصغيرة» في حيفا وكان هدف هذه العملية رؤية كيفية عمل طائرة بدون طيار في المراقبة البحرية، بهدف إعاقة طالبي اللجوء عن دخول أوروبا.‏

وتعتبر إلبيت أحد أولى موردي الطائرات العسكرية لإسرائيل وأبدت أوروبا استعدادها بنشر أدوات القتل الإسرائيلية الجماعية بحق اللاجئين.‏

خوسيه مانويل باروسو- رئيس الجماعة الأوروبية المنتهية ولايته- تصور إلى جانب نتنياهو أثناء التوقيع على معاهدة التعاون حول الطاقة والماء 2012 فمركز البحوث أكد على مسألة الطاقة المتجددة والحفاظ على الموارد.‏

ولاننسى اعتداء اسرائيل على مركز للأطفال المصابين بالتوحد، كانت سطحه مزوداً بالألواح الشمسية، في نفس الوقت الذي التزمت فيه بمسألة الطاقة المتجددة.‏

إسرائيل دولة متغرسطة وتملك أسلحة نووية وأنا أعلم أن الكثير من الناس الشرفاء سيرتعبون حين يعلمون بطبية الروابط الأوروبية مع وكالات تطوير الأسلحة النووية الاسرائيلية، حتى وإن كان هذا التعاون «هادئاً»..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية