في الجهة المقابلة تستمر الاوهام العثمانية بفرد جناحي ارهابها على ادلب، والتي سيكون مصيرها ومصير اتباعها من المرتزقة الارهابية كحال كل «داعشي « تم القضاء عليه بسواعد الجيش العربي السوري.
الوصول الى الميادين في ريف دير الزور لم يكن بالأمر السهل كون المنطقة كانت ثاني اخطر معاقل التنظيم الارهابي « داعش» فهي تحتوي اهم مستودعاته و اهم دوائره القيادية الارهابية و اهم محاكمه الشرعية كما يتم في الميادين صك نقود «داعش» ، لذا كان الجيش العربي السوري والقوات الحليفة والرديفة قد بدأ قبل ثلاثة أيام بعملية تحرير مدينة الميادين و ذلك من محوري سلسلة جبال الثردة والتيم فتقدمت القوات بشكل سريع عبر تنفيذ عملية التفاف على طريق ديرالزور-الميادين فتم تطهير الطريق بشكل كامل اضافة لتحرير باديتي البوليل والموحسن لتصل القوات الى بعد 8كم عن الميادين ، ليعود الجيش ويواصل تقدمه باتجاه مواقع «داعش» في دير الزور، حيث أحرزوا نجاحات جديدة في مدينة الميادين والضفة الشرقية لنهر الفرات ودمر آخر دفاعات «داعش» في الميادين وسيطر على طريق السخنة-دير الزور وطردوا منه الإرهابيين حيث أفاد مصدر مطلع بانه سيتم افتتاح الطريق قريباً بعد تأمينه من الألغام، فيما أفادت مصادر ميدانية عن هروب جماعي لمسلحي «داعش» من أحياء دير الزور، ليعود الجيش ويستعيد السيطرة على بلدة مراط الفوقا شرق الفرات ، كما ذكرت المصادر أن الجيش أحكم طوقا على مجموعة كبيرة من ارهابي «داعش» في الميادين وكبدوه خسائر كبيرة في الأفراد.
بالمقابل ومع كل انتصار للجيش العربي السوري تخرج واشنطن بوجهها الحقيقي فهي ترمي بورقتها البرية « قسد» للمواجهة المباشرة مع الجيش، فقد أعلنت قوات « قسد» المدعومة أميركيا عن نيتها شن هجومها الأخير على الرقة بحجة التخلص من فلول «داعش» المتبقية، بل ذهب بهم التعنت الى اعلانهم أن تحرير الرقة من الارهاب سينتهي خلال أيام! فأي أيام تتحدث عنها «قسد» وهي التي تسعى واشنطن الى التخلي عنها وحرق ورقتها عبر وضعها في فوهة المواجهة مع الجيش العربي السوري وهو المخول بتحرير وحماية الاراضي السورية من الارهاب.
وعلى نفس خط الارهاب تستمر ماتسمى « المعارضة» بفرد اوراقها الخاسرة فيما تستمر الدول الداعمة لها بالسفر بأوراقها عبر الاروقة السياسية علها تستطيع اثبات وجود بعض عناصرها وهو ماتقوم به الرياض مؤخراً فهي لم تسأم من دعوة ماتسمى «المعارضة» لتشكيل وفد موحد قبل جنيف، حيث عبر وزير خارجية النظام السعودي عادل الجبير، عن أمل بلاده في أن يتم تشكيل وفد موحد «للمعارضة».
للجبير كانت امنياته وللارهاب جولاته فمن تدعمه بلاده من «معارضة» وتنظيمات ارهابية لم تستطع ان تؤثر بأي فصيل ارهابي على ارض الميدان بل استمر هذا الارهاب بضرب الحياة واستهداف المدنيين بقذائف الموت .
جبهة الاردن لم تكن أخف وطأة من التآمر والتذبذب بالعلاقات والتصريحات ، حيث صعدت الحكومة الأردنية لهجتها، معتبرة إن من يشكك بـ»مواقف الأردن التاريخية هو جاهل بالتاريخ، هذا الرد المجحف والمتآمر بطبعه بحق سورية جاء على خلفية ماقاله القائم بأعمال السفارة السورية في عمان من أن اندلاع الأزمة الخليجية دفع السلطات الأردنية لتغيير موقفها من الأزمة السورية وبدء التقارب مع دمشق، خاصة انه في الأونة الأخيرة شهدت الاردن تراجعا كبيرا في مواقفها وتصريحاتها وهو مارأته تحليلات مغازلة خجولة لدمشق لكنها لا تبدو كمؤشر لاستئناف العلاقات بين البلدين خاصة أن الاردن لايزال يفتح حدوده للتنظيمات الارهابية وللقواعد الاميركية.
كما ذهبت التحليلات الى أن اكثر ما يمكن ان يحصل على صعيد العلاقات الثنائية أن تتخلى عمان نهائيا عن محاولة الضغط للتفاوض بين الدولة السورية وماتسمى « معارضة» ومن خلفها التنظيمات الارهابية التي تعيق أي اتفاق حول ادارة معبر نصيب، وأن تتخلى الاردن عن دعم التنظيمات الارهابية في الجهة الجنوبية للحفاظ على «شعرة معاوية»، الامر الذي قد يسهل اول «قطعة» في التعامل بين الجانبين المتمثلة بفتح المعبر وادارته من قبل الدولة السورية، ثم يتم الحديث حول أي «قطعة اخرى»، اما التعاون العميق والاستراتيجي، فالامر الواقع يفرض انه لن يكون بسهولة حسب الأراء أيضاً، كل هذه التحليلات جاءت في ظل اعلان الاردن رسمياً عن فتح معبر نصيب مع مطلع العام المقبل (2018)، حيث افادت تسريبات اعلامية أن الاردن بانتظار ترتيب الإجراءات الأمنية من الجانب السوري، لضمان سلامة الشحن والنقل بين البلدين، في تجاهل تام لقرار التنظيمات الارهابية التي تعيق وتمنع اتمام هذا الاتفاق ، فقد نشرت وكالة «قدس برس» للأنباء، تأكيد مصدر رسمي أردني، عن إعادة تأهيل منطقة معبر نصيب داخل حدودها، وعززته بالكوادر الجمركية والأمنية، تمهيداً لافتتاحه بشكل رسمي بداية عام 2018، وذلك بعد إغلاق دام لأكثر من عامين.