تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


نقابة الجيولوجيين بين الحلم والواقع ... الدراسات الدقيقة تقدم الحلول الإنشائية الأسلم..ودور هام في الاستكشافات النفطية

مراسلون وتحقيقات
الأربعاء 29/6/2005م
مصطفى المقداد

يحلم الجيولوجيون السوريون بتحقيق امنيتهم في انشاء نقابة مهنية تجمعهم تحت مظلتها, وتنظم مهنتهم الضائعة, ما بين الاختصاصات المختلفة من جهة, وتباين شروط العمل والتعيين,

وتحديد الحقوق والمزايا التي يحصل عليها زملاء لهم, يؤدون المهمة ذاتها, لكنهم يحملون تسميات مهنية اخرى, الامر الذي يتسبب بحرمانهم من تلك المزايا.‏

ويسعى الجيولوجيون منذ فترة طويلة لانشاء نقابة لتنظيم عمل هذه المهنة, ولا يتركون بابا او مدخلا قانونيا إلا ويحاولون طرقه علهم يستطيعون تحويل جمعيتهم المؤسسة منذ عام 1957 الى تنظيم نقابي اسوة بغيرهم من اصحاب المهن الفنية المنضوية في نقابات, خاصة وان عدد الجيولوجيين في سورية يتجاوز الخمسة آلاف تخرج معظمهم من قسم الجيولوجيا في جامعة دمشق ويحمل الكثير منهم شهادات عليا واختصاصات دقيقة ودرجات الماجستير والدكتوراه في الاختصاصات الدقيقة, كما اثبتوا حضورا دوليا لافتا ويسهم بعضهم في دراسات عالمية لمشروعات كبيرة, كما تبوأ عدد منهم مناصب ومواقع علمية متقدمة في اكبر دول العالم, واكثرها تقدما.‏

الجيولوجي عادل الزعبي رئيس الجمعية الجيولوجية السورية عرض المبررات الموضوعية والاسباب الموجبة لاحداث نقابة مهنية للجيولوجيين, فالجيولوجيا مهنة علمية واقتصادية وتنموية عامة, غايتها دراسة الارض ومكوناتها, واستكشاف ثرواتها واستخراجها, وتوظيفها في خدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة, فضلا عن اجراء الدراسات والتحريات الجيولوجية اللازمة للمشاريع الانشائية, ووضع الاسس والتدابير العلمية الكفيلة بتأمين سلامة المنشآت الاقتصادية,وقدرتها على المقاومة, وحمايتها من المخاطر الطبيعية, او على الاقل, الحد من آثارها, والمساهمة في دراسة البيئات الجيولوجية الطبيعية ,وسبل حمايتها, وترشيد استثمار مواردها.‏

ويضيف السيد عادل الزعبي ان الجيولوجيين هم حاملو هذه المهمة, والقائمون بهذه المهام المختلفة,وهم يعملون في قطاعات الانتاج والخدمات والتعليم, ويشكلون شريحة هامة من الكوادر الوطنية المتخصصة في مجال دراسات علوم الارض, كما تقع على عاتقهم تنفيذ مهام علمية وتطبيقية على غاية من الاهمية يمكن ان نذكر منها:‏

1- البحث والتنقيب عن مصادر الطاقة الطبيعية, كالنفط والغاز, واستخراجها لتأمين الاحياتجات المحلية منها, وتصدير الفائض بما يعود بالفائدة على مستوى الناتج الوطني العام.‏

2- استكشاف ودراسة الثروات المعدنية, واللامعدنية مثل الفوسفات, والجص, والاسفلت, والرخام, والملح الصخري, والرمال الكوارتزية, ومواد البناء مثل الاسمنت, وخامات الصناعة, واستغلالها للاغراض الصناعية والزراعية والانشائية.‏

3- التحري عن مصادر الثروة المائية, جوفية كانت او سطحية,ودراستها, واستثمارها لتأمين الاحتياجات من مياه الشرب والري والصناعة والخدمات, فضلا عن تنفيذ استصلاح الاراضي ووضعها في خدمة التنمية الزراعية.‏

4- تنفيذ التحريات الجيولوجية والجيوهندسية الامر الذي يعني تقديم معلومات علمية دقيقة لقطاع الانشاءات العامة وقطاعات التعدين والاسكان والتعمير ,والزراعة, والمواصلات,والبيئة.‏

اضافة الى دراسة المخاطر الجيولوجية الطبيعية الناجمة عن الحركات والانزلاقات الارضية وغيرها, الامر الذي يسمح في النهاية بتحديد المواقع الملائمة لاشادة المدن والمنشآت الحيوية الهامة كالسدود والجسور والانفاق والطرق والمطارات وخطوط السكك الحديدية, وخطوط الميترو وغيرها.‏

وذلك بما يخفف من الآثار التدميرية الناجمة عن الكوارث الطبيعية .‏

5- اجراء المسوحات والدراسات الجيوبيئية, ورصد حالات التلوث التي تصيب المياه والتربة, وتحديد اسباب نشوئها, وكيفية حدوثها, ووضع المقترحات اللازمة لمعالجتها, او التخفيف منها, او تلافي وقوعها ..‏

6- تنفيذ اعمال الرصد الزلزالي, واجراء الدراسات والبحوث الزلزالية اللازمة لوضع خرائط تصنيف النطاقات الزلزالية التكتونية (البنيوية) النشطة, والتنبؤ باحتمالات وقوع الزلازل,وبالتالي اقتراح الاجراءات الكفيلة بالتخفيف من آثارها, الامر الذي يحيي ارواح السكان ويسهم في حماية المنشآت الاقتصادية الحيوية الكبرى..‏

مبررات قوية‏

وامام هذه المهمات الكبيرة المناطة بالجيولوجيا والجيولوجيين, واهمية علوم الارض في تحقيق النمو الاقتصادي تبرز ضرورة تحسين واقع هذه الشريحة العاملة والفاعلة, وهنا يضيف الجيولوجي عادل الزعبي ان خطط التنمية الشاملة تتضمن ضرورة استغلال الثروات الباطنية,كون عائداتها توفر الاحتياجات الاساسية للدولة ومواطنيها, الامر الذي يستدعي ضرورة توفير الوسائل التي تؤدي الى احداث نهضة علمية في مختلف علوم الجيولوجيا والعمل على رفع شأن هذه المنطقة وتعزيز دورها العلمي والتقني في مختلف الميادين, وتحديث وسائل العمل والبحث العلمي الجيولوجي وتوسيع دائرته, ورفع سوية الجيولوجيين السوريين وتوظيف امكاناتهم, وتشجيعهم ,ودعم مبادراتهم,الفردية والجماعية, وتطوير مؤهلاتهم العلمية والتنظيمية, ليكونوا في مستوى المسؤوليات الوطنية, وذلك في عصر العلم والمعلوماتية, والمنافسة الاقتصادية, المتعاظمة, وعندما يستطيعون تقديم افضل الخدمات والدراسات الجيولوجية,لاستكشاف واستثمار الموارد الطبيعية, والثروات الباطنية, وبناء وحماية منشآت البلاد, ويجزم الاستاذ الزعبي ناقلا رأي زملائه الجيولوجيين ان ذلك لن يتحقق بالمستوى المطلوب, ووفقا للشكل الامثل مالم يتم احداث نقابة للجيولوجيين السوريين تكون بمثابة منظومة مهنية رابطة فيما بينهم, وتعمل على تنسيق جهودهم العلمية والعملية للاسهام في تحقيق التنمية الاقتصادية المستهدفة ..‏

أهداف وطموحات‏

يؤكد رئيس الجمعية الجيولوجية السورية ان احداث نقابة للجيولوجيين يمكن ان يسهم في تحقيق نهضة جيولوجية شاملة تتضمن تطوير مختلف قطاعات الطاقة النفطية والغازية,وذلك من خلال توصيف مهنة الجيولوجي ومهمته وتنظيم اسس مزاولة هذه المهنة والاسهام في اعداد خطط التنمية المرتبطة بعلوم الجيولوجيا وتطبيقاتها. خاصة وان الجيولوجيين السوريين قد اثبتوا مقدرة وكفاءة عاليتين في مجالات عملهم في مختلف وزارات الدولة وهيئاتها ومؤسساتها وشركاتها, اذ تحققت على ايديهم اكتشافات هامة للنفط والغاز والثروات المعدنية, وتحولت سورية من دولة مستوردة لكثير من هذه المواد الى دولة مصدرة, كما انجزت مشاريع الري واستصلاح الاراضي بخبرات الجيولوجيين المحلية, وقد شكلت هذه الانجازات الدعامة الاساسية لتحقيق التنمية الزراعية والامن المائي والغذائي للسكان.‏

ويبقى حلم الجيولوجيين معلقا امام القوانين والتعليمات التي تحول دون تطلعاتهم,لكن الامر لن يكون صعبا امام اصرارهم على الانتظام في نقابة مهنية, بعدما بدؤوا نشاطات كبيرة داخل مجلس الشعب للحصول على تأييد اغلبية اعضائه,واعتماد طريقة زملائهم الاطباء البيطريين الذين استطاعوا تحقيق اقامة نقابة لهم قبل عدة سنوات .‏

تعليقات الزوار

محمود الحكيم |  mlw_wise@yahoo.com | 23/09/2007 21:44

أنا برأيي أن الأشخاص الذين يطالبون باحداث النقابة وأقصد القائمين باعمال المؤسسة هم نفسهم الذين يعرقلون انشاء النقابة وذلك خوفا على كراسيهم من الضياع

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية