عائلات النجوم وسلسلتها ويوميات مدير عام العائد من جديد لكن بسوية أقل مما كان عليه, فالجديد فيه لا يكاد يذكر وبدلاً من القول عن الوضع الذي يعالجه في إحدى المديريات” عوجا” نقول عنه “ عوجا” وجميل وهناء وأعمال أخرى لاداعي لذكرها.
أقصد بالعمل الأول, ضيعة ضايعة, بجزئه الأول المبهر أما الثاني فلم يخفت الإبهار بل تراوح بين التوازي أو التخلف قليلاً لكن هذا لا يضير العمل ككل وحسناً فعل منتجو العمل عندما استفاقوا من لعنة الأجزاء والاعتماد على التاريخ المجيد للنجاح الذي حققه العمل, العمل الثاني هو, الخربة حيث يعتمد الكاتب والمخرج على نفس الخلطة الأولى, بيئة مغرقة بالمحلية ولهجة جديدة تطرق إذنا المتلقي بجمالياتها مع كركترات منتقاة بعناية ومرسومة بحدودية واضحة مع معالجة آنية للحدث المجتمعي من وجهة نظر تلك البيئة.
لا ريب ان العمل حقق النجاح من أكثر من جانب, الجانب الأول هو فتح شبابيك التواصل بين أهل منطقة الجنوب وباقي المجتمع السوري وتحبيبهم بتلك المنطقة بكسر حاجز اللغة والعادات وظهور تلك الحميمية، وخاصة أن الناس صارت تتكلم لهجة أهل السويداء أما لجهة الانتقادات التي طالت العمل لهذا الخصوص, فهي لا تستحق الرد لسبب واحد وحيد أن العمل لم يقصد أو يعمد التقليل أو الاستخفاف بأهل هذه المنطقة مع العلم أن العمل تخييل يستند لمرتكزات واقعية, فقط, وإن لم يكن كذلك, فتلك مصيبة لأن مقاربة أي بيئة ساعتها ستحتاج لألف موافقة وبالتالي ظهور رقيب أشد قسوة من الرقيب العادي المتعارف عليه.
الجانب الثاني, تحرير دريد لحام من شخصياته السابقة وتشكيل كركتر جديد له سيبقى بالذاكرة, كذلك رشيد عساف يظهر وكأنه ليس رشيد الذي نعرفه, أما بقية الممثلين, فقد أجادوا ما أوكل لهم المخرج ولكن غلطة الشاطر بألف, فباسم ياخور يكاد لا يرى وعليه نضع حول دوره وأدائه أربع علامات استفهام و أيضاً علامة تعجب وأخيراً نقطة.
ممدوح حمادة الكاتب يدير قصصه بطريقة ذكية ولكن هل جاءت بجودة النص السابق لضيعة ضايعة أم إن الأمر لا وجود للمقارنة فيه؟, المقارنة مفروضة لتشابه البيئة والشخصيات وحتى القضايا وإن كان بعضها تناول الأحداث الجارية حاليا بطريقة سريعة لا أكثر, فالمعالجة الدرامية ذاتها والحبكة للإدهاش ذاتها ورسم شخصيات بطريقة مضخمة كما في فن الكاريكاتير ذاتها, كان على ممدوح أن يخرج من شكل هذه الأعمال ليترك لنفسه فرصة بإيجاد الجديد كلية لا أن يضع خمرته الجديدة في جرار ضيعة ضايعة.
الليث حجو, عدسته واثقة من نفسها لكن إلا تذكرنا تلك الرؤية الإخراجية برؤية سابقة. إن تتابع الأعمال لنفس المخرج يجعله يقع بمطب الاستسهال وخاصة عندما تنجح تشكيلة سابقة للإخراج, فيعود لها لا شعورياً عدم يدركه الوقت وصعوبة اجتراح الجديد.
الخربة بالقياس لغيره من الأعمال التي تبث حالياً يتقدمها بجدارة, فقد قدم كوميديا راقية ولكن التاريخ القريب لنجاح باهر جعله يتراجع عن ما أنجز سابقاً.