تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أوغاريت دندش : الإعلام ليس غاية بل وسيلـة لغاية شريفة... هوية دمشق لا تزال نفسها والحياة تتسع فيها للجميع... لن أتخلى عن مبادئي حتى لو اضطررت لاعتزال الإعلام

فضائيات
السبت 3-9-2011
نجلاء دنورة

أوغاريت دندش إعلامية انضمت مؤخرا إلى قافلة الإعلاميين الذين رفضوا الاستمرار في مسلسل الأكاذيب والتضليل الذي انتهجته مؤسساتهم الإعلامية لمايتعمتعون به من ضمير صاح ..

دندش أبت أن تكون جزءاً من مخطط استهدف زعزعة استقرار بلد صامد ثابت في مواقفه متمسك بقضية العرب الأولى وبنهج المقاومة ..وتقول: لن أتخلى عن مبادئي حتى لو اضطررت لاعتزال الإعلام..‏

* كيف ترين الدور الذي لعبته وسائل الإعلام في التحريض في هذه المرحلة؟‏

** يقال إن الصحافة هي السلطة الرابعة لكن تتقاسم المركز الأول مع أدوات أخرى فهي لا تقل شأناً عن السياسة أو العمليات العسكرية ..لذلك هي الأكثر قدرة حالياً إن كان بالتحريض أو غير التحريض وقدرتها على التأثير بطريقة سريعة وفتاكة وهذا الشيء كان قد اكتشف عند الشعوب الأخرى، لكن الأحداث الأخيرة التي حصلت عندنا هي التي جعلتنا ندرك الإعلام والدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه ،وبالتالي أصبحنا كباقي شعوب العالم ندرك أن الإعلام هو سلاح من المفترض أن نمتلكه لندافع من خلاله عن وجودنا وقضيتنا وكرامتنا وأرضنا ،فهو الوسيلة الأنجع والأكثر تأثيرا.‏

* ما مدى الخطورة الناتجة عن انحراف القنوات الإخبارية عن مهمتها، وخاصة بعد أن جذبت عدداً كبيراً من المشاهدين وكانت المصدر الأهم والأكثر مصداقية على مر سنين؟‏

** هناك نوعان، بعض المحطات لم تنحرف عن مسارها والبعض الآخر كشفت على حقيقتها لأنه وببساطة لم تكن الظروف مؤاتية لأن تظهر وجهها الحقيقي.‏

وفي كثير من الأحيان تكون بعض وسائل الإعلام سواء كانت مرئية أم مسموعة أم مكتوبة جزءاً من مخطط كبير تنتظر الفرصة المناسبة كي تقوم بعملية القنص ،وإذا كان المقصود هو المحطات التي برزت في موقع معين وهي الآن خارج هذا الموقع تماماً فذلك لأنها لعبت دوراً عن سابق إصرار وترصد لتكسب تأييد الجماهير وتكون لها شعبية كبيرة بين الناس وتشكل مصداقية، وبالتالي عندما يأتي الوقت لتلعب الدور المطلوب منها تكون متصدرة للحملة أو الحرب التي تشن هذا بشكل عام ،لكن بالمسألة السورية كان الانقلاب واضحا منذ البداية سواء من قبل المؤسسات الإعلامية أم حتى الدول وهذا كان ضمن خطة معدة مسبقا، لن أدخل في تفاصيل وسائل الإعلام ،لكن أستطيع أن أقول : إن دولة مثل تركيا لعبت بسفينة مرمرة كورقة لمصلحتها فكانت هي المدخل، وخاصة اننا شعوب عاطفية وقبلنا أن تكون تركيا حليفتنا ،وللأسف تركيا لم تنتظر سير الأحداث في سورية إنما بدأت بوضع موطئ قدم جديد لها في أرضنا من خلال هذه الأحداث وتدعي أنها حاملة راية الحرية والديمقراطية ،فإذا كانت كذلك لماذا تعاملت مع حزب العمال الكردستاني بهذه الطريقة؟‏

* زرت كلاً من ليبيا واليمن ومصر، إلى أي درجة هناك تطابق بين ما يجري على أرض الواقع من أحداث وبين ما نشاهده على شاشة التلفزيون؟‏

** قارنت بين ليبيا ومصر ،في مصر تجمع في العاصمة حوالي مليوني شخص وشكلوا حالة ضغط ،لكن على الرغم من مشاركة جميع الفئات الشعبية في مراحل متقدمة من الثورة كانت في البداية معتمدة على فئة نخبوية مقتصرة على من يستخدمون الفيس بوك ،لكن كذبنا على أنفسنا ففي مصر 80 مليوناً وليس جميعهم يستخدم الفيس بوك ،وفي مصر ايضا حركات كانت تعارض النظام في مواقف لا تتناسب مع الشعب المصري فهذا ما جعل الأرضية مهيأة لتقبل وجود ثورة.‏

وقلت في وقتها إنها ثورة نخبوية وتختلف عن ثورة ليبيا..في ليبيا وقف الناس أمام الكاميرا وقالوا نحن نرفض التدخل الخارجي ونطالب جامعة الدول العربية بفرض حظر جوي وهذا حقهم ومن المفترض أن تقوم الجامعة في حماية حقوق الموطنين العرب وقلت في البداية إن الشعب الليبي يثور وكنت إلى جانبهم بمطالبتهم لحقوقهم لكن وللأسف الليبيون سلموا بلادهم للغرباء ،وأنا أقول إن ليبيا بيعت بالرخص للغرب الذي لايرى إلا نفطها ومقدراتها الطبيعية ،أما في اليمن هناك التركيبة مختلفة تماما فعندما وصلت كان نصف الجيش منشقاً ،والسلك الدبلوماسي ثلاثة أرباعه منشق ومن المعروف أن السلك الدبلوماسي يختاره النظام وهذا يدل على أن هناك معاناة حقيقية.‏

* وكيف قرأت الأحداث في سورية؟‏

** أتمنى أن يكون لدينا القدرة على تكذيب جميع الذين في الخارج من خلال تواجدنا على الأرض،فحتى الآن لم يتمكن من يسمون أنفسهم بالمعارضين.. من إخراج مليون شخص من أصل 23 مليونا..وأستغرب من اعتماد بعض المحطات على صور ومقاطع فيديو لا تمتلك مصداقية وتبثها على أساس أنها مظاهرات واحتجاجات هذا أمر معيب جداً ،والأمر الأهم هو تماسك الجيش والسلك الدبلوماسي وحتى النخبة اعتراضهم كان لمطالب إصلاحية.‏

* تميز تلفزيون الجديد بمواقفه الايجابية تجاه سورية لكن وبشكل مفاجئ كان هناك انقلاب كبير ما الدافع وراء ماحصل؟‏

** أعتبر تلفزيون الجديد بيتي هو المكان الذي أتاح لي الفرصة لأعبر من خلاله عن عقيدتي وقضيتي وانتمائي وتحديداً موقفي من المقاومة وكل من يدعم المقاومة ..‏

في مرحلة من المراحل بعد الأحداث في سورية حصل طلاق خلعي بيني وبين الجديد وذلك لإيماني أن الجديد لديه مصداقية عالية في الشارع السوري سابقا وبشارع المقاومة في لبنان والعالم العربي..لا أعرف الأسباب لكن الذي أعرفه لا احد يموت من الجوع ولكنه يموت من الذل.‏

الإعلام ليس غاية بل وسيلة لغاية شريفة لحماية المجتمع والقضية ومحاربة العدو الصهيوني المحتل لأرضنا فلسطين ويهدف لإزالتنا من الوجود.‏

فهذه المبادئ لا أستطيع التخلي عنها لو اضطررت لاعتزال الصحافة وهذا الموقف يتطلب مني أن أدافع عن الحلف الذي يجمع سورية والمقاومة وقضية تحرير فلسطين ،ولولا هذه المقاومة ومن يدعمها أين كنا الآن؟؟‏

* قيل إن اوغاريت دندش كانت تفكر بالاستقالة منذ زمن لكنها استغلت الأحداث وما يجري في سورية لصنع بروباغندا إعلامية؟‏

** ليقولوا ما يشاؤون ..لست بحاجة لصنع بروباغندا باستقالتي، وخاصة هذا العام فقد كان من أنجح السنوات المهنية الإعلامية ،ذهبت إلى مصر،ليبيا،اليمن ..وزيارتي إلى اليمن لوحدها تعتبر حدثاً عالمياً، وخاصة أني تمكنت من الذهاب إلى الحوثيين الذين لم يستطع أي صحفي عربي أو أجنبي من مقابلتهم..ولو كنت أرغب بعمل بروباغندا لأجريت لقاءات مع المحطات التلفزيونية ووسائل الإعلام الأخرى التي اتصلت بي للاستفسار عن الاستقالة لكني لا أريد التشهير بتلفزيون الجديد.‏

* هل كان هناك أي شروط لقبول الاستقالة؟‏

** لم تكن هناك أي شروط عند استقالتي ،وأتمنى أن تعود قناة الجديد إلى الطريق الذي كانت رائدة فيه حيث كانت تعتبر قناة المقاومة.‏

* من خلال زيارتك لسورية واطلاعك على الوضع فيها ما الرسالة التي تتوجهين بها لمن هم في الخارج ويمارس عليهم هذا الضخ الإعلامي المضلل؟‏

** زرت سورية في بداية الأحداث والآن ..وأكثر ما يجعلني سعيدة أن هوية دمشق لا تزال نفسها والحياة تتسع فيها للجميع ،لكن لا ننكر وجود بعض الحركات في مناطق محدودة جداً ،وأتمنى أن يكون الوعي لدى الشعب العربي السوري كبيراً كي لا يخسر هذه الجوهرة «سورية» لسبب أن نمط الحياة في سورية يتميز بمزيج رائع وغني ،وأرجو ألا يسمحوا لآخرين بلعب معاركهم على أراضيهم ومن في الخارج ويتابع وسائل الإعلام يعتقد أن سورية أصبحت في حالة من الفوضى ..لا هذا غير صحيح فإن سورية بخير وأي شيء يمكن أن يمس بهذا الأمن يمس بحياة كل مواطن ..وأتمنى أن تكون هذه الأزمة دافعاً للحراك الشبابي والتفاعل والحوار والإصلاح الذي بدأ فعلاً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية