على جائزة نوبل، الأحدث في سلسلة طويلة من الجوائز التي حصل عليها الكاتب هير. وسيتم الاحتفال بالفائز في العاشر من تشرين الأول في مكتبة بريطانيا.
وهذه الجائزة مشتركة بين كاتب بريطاني ذي نظرة لا تتزعزع عن العالم, وكاتب عالمي آخر على أن يكون هذا الكاتب قد دفع ثمناً كبيراً لتناوله موضوعاً هاماً وتعرض للسجن.
ذهبت الجائزة الأولى عام 2009 للشاعر والكاتب المسرحي البريطاني توني هاريسون، والشاعر الشعبي البورمي مونغ ثورا المعروف باسم زارغانا، وهو ممثل كوميدي ومخرج سينمائي يعد من أشد المنتقدين للحكومة العسكرية في بورما، ويقضي حالياً عقوبة السجن لمدة 35 عاماً.
وفي العام الماضي، منح الجزء الدولي من الجائزة للصحافية المكسيكية والناشطة في مجال حقوق الإنسان «ليديا كاتشو»، التي فضحت في كتابها سلسلة من المواد الإباحية بحق الأطفال ما أدى إلى سجنها وتعرضها للمضايقات، بل وحتى التعذيب.
واعتبرت اللجنة الخاصة بالجائزة والمؤلفة من أرملة بينتر السيدة أنطونيا فريزر, وجيليان سلوفو وتومالين كلير, ومايكل بيلينغتون والفائز بالجائزة العام الماضي الروائي حنيف قريشي، بأن هير نال الجائزة هذا العام عن جدارة كبيرة.
وقالت فريزر إن ديفيد هير في مسيرته الطويلة كان دائماً يتحدث دون خوف في القضايا السياسية من أوسع معانيها، وهذه الشجاعة، جنباً إلى جنب مع موهبته الإبداعية الغنية جعلاه جديراً بالفوز بجائزة بن بينتر.
ومن جانبه، رأى بيلينغتون أن ديفيد هير كان خياراً مثالياً لهذه الجائزة لأنه واجه الجمهور في القضايا الكبرى على مدى العقود الأربعة الماضية بدقة متناهية، هو كاتب مسرحي من الدرجة الأولى، ويجسد روح الجائزة.
واعتبرت اللجنة أن أعمال هير المميزة والغزيرة تتحدث عن بريطانيا فيما بعد الحرب مثل «غياب الحرب» التي كتبها بعيون زوجة دبلوماسي حول الكنيسة الأنغليكانية، والنظام القانوني وحزب العمل، و «الغرفة الزرقاء» وهي سلسلة اسكتشات حول الجنس، فضلاً عن كتاب
«السخافات» الذي يتحدث حول الحرب في العراق. وقال هاري في محاضرة ألقاها في الجمعية الملكية للأدب في العام الماضي: «> إنه الشخص الذي يلعب خارج ما يدور في الصحف».
وستقدم الجائزة للفائزين خلال حفل عام يقام في المكتبة البريطانية في العاشر من تشرين أول.
وقد اشتهر ديفيد هير بتجسیده الجاد والعنيف للمجتمع البريطاني المعاصر حيث رسم في أعماله المشهورة بما فيها «الغزارة» صورة عن خيبة الأمل في فترة ما بعد الحرب في بريطانيا.
كما رشح ديفيد هير لجائزة الأوسكار عام 2003 عن مسرحية «الساعات» وفي عام 2009 عن عرض درامي من بطولة كيت وينسلت بعنوان «قارئ الكتاب».
وهو أيضاً كاتب ومخرج مسرحية «مقطورة التجسس الصفحة الثامنة» بطولة بيل نيكي وراشل وايز التي ستعرض قريباً علی شاشة الـ بي بي سي.
وفي عمل «برلين»، الذي عرض على خشبة المسرح الوطني في لندن، قدم السيد ديفيد نظرة ملؤها الرقة والحنان للمدينة الألمانية بعد 20 عاماً على سقوط جدارها الشهير الذي كان ذات يوم أحد أهم معالمها الأيقونية البارزة.
وفي عمل «خليط جدار «حمل نبرة أشد غضباً، حيث حلل طبيعة ورمزية الجدار الذي تبنيه إسرائيل في الضفة الغربية ويبلغ طوله 670 كيلو متراً، وبدأت بتشييده عام 2002. ويقول هير: إن جدار الفصل الإسرائيلي سوف يكون عند الانتهاء من بنائه «أطول بأربع مرات من جدار برلين، وفي بعض الأماكن يبلغ ارتفاع الجدار الأول ضعفي ارتفاع الثاني.
وهكذا نرى أن مواضيعه متنوعة، حيث ينتقل من خصخصة السكك الحديدية في بريطانيا عبر كتاب «الطريق الدائم» والأزمة المصرفية وفضائح الصحافة البريطانية وصولاً إلى كتابه السخافات «الذي يتحدث عن غزو العراق.
وفي 1998، عمل هير مخرجاً سينمائياً ومسرحياً حيث فاز بجائزة بافتا وجائزة أوليفر. وعلق بينتر نفسه على رواية هير «الطريق الدائم» بالقول: إنه شرح لخصخصة السكك الحديدية البريطانية حيث يبدي هير تعاطفاً فولاذياً مع الشعب.
ولد هير في سانت ليونارد قرب البحر، هاستينغز، شرق ساسكس، وهو نجل البحار كليفورد هير. تلقى تعليمه في لانسينج في مدرسة مستقلة غرب ساسكس، وفي كلية يسوع في كامبريدج، وعمل مديراً للموارد البشرية في اللجنة التمثيلية في نادي الهواة في جامعة كامبريدج 1968.
وقد أسس هير شركة إنتاج أفلام سينمائية باسم غرين بوينت عام 1982، وكتب سيناريو لأفلام مثل الكثير وويترباي وحمالة وباريس ليلاً. وحصل على جوائز عديدة منها جائزة بافتا (1979)، وجائزة حلقة نيويورك لنقاد الدراما (1983) وجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي (1985) وجائزة أوليفر (1990) وجائزة نقاد المسرح في لندن (1990).
وهو متزوج من مصممة الأزياء الفرنسية نيكول فرحي.
عن الغارديان البريطانية