فكانت دافعاً قوياً له لتشكيل فرقة المسرح العمالي عام 1973 تلتها (الممثلون يتراشقون الحجارة) (العشاق لا يفشلون) (لا تنظر من ثقب الباب) وغيرها.
كان همه الأول ترسيخ أصول المسرح عند العرب وقد رسم لتجربته المسرحية قواعد ذهبية بعدما درس المتفرج العربي في أخص خصائص مفهومه عن الجمال، خاض في مجال الكتابة والبحث والنقد والإعداد والإخراج وشارك في لجان تحكيم مهرجانات مسرحية عربية ومحلية عديدة وكرم في بعضها وفي أكثر من مدينة سورية وفي أكثر من جهة ثقافية في حمص على الرغم من ذلك وتحت رابطة الخريجيين الجامعيين بحمص لتكريمه في حديقة الرابطة، والمسرحي بلبل يعتبر رجل المسرح بكل معنى الكلمة فهو يتميز بين أقرانه المسرحيين باشتغاله في التأليف المسرحي والاقتباس والإعداد للكبار والصغار وبكتابته التاريخية والنقدية والتعليمية والتنظيرية في المسرح التي تجلت في كتبه التي باتت مراجع مهمة على المستويين المحلي والعربي.
وقد تنوعت تجربته من خلال الممارسة العملية على خشبة المسرح وفي كواليسه، مخرجاً ومدرباً للتمثيل ومدرس الإلقاء في المعهد العالي للفنون المسرحية.
وكانت من أهم خصائص مسرح فرحان بلبل هي:
1- شكلت قضية الوطن وقضية الفئات التقدمية والثورية في المجتمع عصب الموضوعات التي تناولها مسرحه.
2- ربط بلبل مصيره الإبداعي والفكري بفرقة المسرح العمالي بحمص وعليه فقد التزم بالطبقة العاملة وقضاياها ومشكلاتها.
3- أتكأ على التراث العربي حيناً وعلى الحياة المعاصرة حيناً آخر وكتب المسرحية الطويلة ذات الفصول الثلاثة أو الفصلين.
4- شخصيات مسرحياته تميزت بغناها الإنساني وعمق أغوارها النفسية حيث يحتدم النقاش والجدل ويتخذها النقد مثالاً على الإنسان ذي الوجود الاجتماعي والعاطفي والفكري.
فرحان بلبل حمل هم المسرح وهم المواطن والوطن خلال مسيرة امتدت أربعين عاماً ولا تزال مستمرة بالعطاء كتابة وإخراجاً وتدريساً وهو واحد من أهم عشرة مسرحيين في العالم كما اعتبره مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي عام 1995 الذي كرمه ضمن عشرة من أهم المسرحيين في العالم، تحدر من أسرة محافظة ما جعل مسيرته الفنية كمن يمشي بغابة من الخناجر، ففي الزمن المليء بالمتناقضات السياسية والاجتماعية 1937 كانت ولادته في مدينة حمص التي تركها للدراسة إلى دمشق حيث نال إجازة في اللغة العربية 1960 لم تكن كافية للبيئة فدرس الشريعة ليعود بعدها إلى حمص ويبدأ العمل المسرحي بمسرحية (الجدران القرمزية).