يشكل إضافة أخرى لتلك الأدوار المشبوهة التي لاتزال تضطلع بها بعض الدول العربية في قتل الحلم الفلسطيني واجهاض القضية الفلسطينية التي كانت ولاتزال تشكل للكثيرين ممن رفعوا راية الدفاع عن الحقوق العربية والوطنية قضيتهم المركزية طوال سني الصراع الطويلة مع الكيان الصهيوني.
.. واستعانة حكومة الاحتلال التي اعتبرت ذهاب الفلسطينيين الى الامم المتحدة تهديدا خطيرا على اسرائيل.. استعانتها ببعض العرب لقتل ذلك الحلم الفلسطيني يؤكد مجددا إفلاسها وعجزها عن كسر إرادة الفلسطينيين الذين قرروا المضي قدما نحو تحقيق حلمهم بدولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف .. هذا الافلاس الذي تترجمه إسرائيل على الارض بمزيد من التحذيرات والتهديدات والضغوطات المتصاحبة مع سلسلة لامتناهية من الممارسات الارهابية والاجراءات العدوانية بحق الفلسطينيين التي لاتهدف الى ثنيهم عن مشروعهم الاممي فقط بل تهدف أيضا لإعادتهم الى تلك الحلقة المفرغة التي رمتهم بداخلها منذ اكثر من ستة عقود تحت مسمى المفاوضات التي لايزال يلهث وراءها بعض العرب والفلسطينيين دون جدوى .
إن التصعيد الاسرائيلي تناغم مع جملة إجراءات اميركية واوروبية بدأت بتهديد واشنطن باستخدام حق النقض في مجلس الامن وتحذيرها الفلسطينيين على لسان مجلسي النواب والشيوخ بخفض المساعدات فيما اذا قرروا المضي في خطتهم تلك، اضافة الى تأكيد اكثر من مسؤول غربي عزم الاوروبيين التضييق على الفلسطينيين ومحاصرتهم سياسيا ودبلوماسيا وماديا.
إن ولادة دولة فلسطينية كان ولايزال يشكل كابوسا مخيفا لإسرائيل لطالما حاولت الاستيقاظ منه كونها تيقن قبل غيرها أنه آت لامحالة وأنه ليس إلا بداية الطريق نحو زوالها واندثارها .