أنه ما زال ينام ويصحو على تلك الخديعة، والحقيقة لما تنكشف أمامه بعد،وهي حقيقة تشير إلى أن الكيان الإسرائيلي هو المسؤول عن إدخال المنطقة في أتون الصراعات والنزاعات الدامية،وأنه برفضه السلام سيبقي هذه المنطقة مطروحة في دوامة الأزمات الكبيرة.
ولا نستغرب أن يصل إلى ذلك اليوم الذي يطالب فيه المسؤولون الإسرائيليون بإرسال دعوة لحضور حفل استلام جائزة مخصصة لهم كصانعي سلام رأينا آثاره في المنطقة دماء وضحايا وتدميراً لكل شيء: الأرض والشجر والبشر والحجر.
ولن نستغرب إذا طالبوا بالفوز بالجائزة الكبرى لحرصهم على بناء الجولان السوري المحتل بناء فريداً مادته الأولى تدمير كل شيء في هذا الجزء الغالي الذي لاينفصل عن سورية الأبية.
وكلما جرى الحديث عن مؤتمر أو لقاء أوجلسة تخصص لموضوع تحريك عملية السلام مع الفلسطينيين،أو تعالت دعوة تنتقد سلوكهم في الجولان انتقاداً أشبه بالعتاب توجهوا بالشكر لصاحب الفكرة كونه ما زال يظن أن الكيان الصهيوني يمكن فعلاً لا قولاً أن يكون من المؤمنين بضرورة قيام السلام في هذه المنطقة المتأججة من العالم، وكذلك يتوجهون بالشكر لمن يدعونهم لمناقشة مستقبل الجولان في ظل الاحتلال الإسرائيلي البغيض، لكن ليكونوا على ثقة أنه احتلال إلى زوال،ولايهمنا في سياق الحديث التفكير بقبول الساسة الإسرائيليين الدعوة أو رفضها وإن كانوا في معظم الحالات يسارعون إلى أقلامهم لتسطر عبارة (عدم القدرة على حضور اللقاء) لأسباب لايحتاج القارئ الحصيف لاستذكارها لأن العالم كله بات يحفظها عن ظهر قلب، وكيف لايعتذرون وهم المنشغلون طوال الوقت بالولوغ في الدم الفلسطيني في فلسطين المحتلة، والدم السوري في الجولان السوري المحتل ؟
فاللقاء بصرف النظر عن تفاصيل مكوناته الأولى زمانه ومكانه هو مسرح يجد المفاوض الإسرائيلي نفسه فيه مجبراً على خلع الأقنعة التي يغطي بها وجهه قبل الصعود إلى خشبة المسرح،هنا بعدسقوط الأقنعة يظهر الوجه الإسرائيلي بصورته الحقيقية لا المصطنعة، وجهاً مليئاً بحفر الإجرام التي لا يمكن إخفاء قبحها بأفضل أنواع مساحيق التجميل في العالم، والعجوز الطاعنة في السن لا يمكن أن تعود فتية شابة، وكذلك لن ينسى العالم كل ما اقترفه الكيان الصهيوني من جرائم في الأرض العربية.
طال الليل ليل الاحتلال في فلسطين والجولان ولاحت تباشير الفجر مشيرة إلى قرب قدومه وسيكون فجراً أغر في تاريخنا الذي علمنا أن الحق منتصر وأن الباطل منهزم،عشنا بهذه القناعة ولن نتخلى عنها ما دمنا على قيد الحياة.
أطلي يا شمس فلسطين وأنت يا شمس الجولان ليستحم فجر الحرية بأنوارك البهية وليعانق الجولان فلسطين في كتاب تاريخ النصرالكبير.
ferasrart72@hotmail.com