السابقة لأبنائهم وبالأخص تلك الظواهر النفسية الجديدة التي تطرأ على مرحلة الشباب كظهور شعور الحب مثلا .
الحقل الانفعالي ..
ويؤكد علماء النفس أن مرحلة الشباب معقدة وخطرة فالإنسان يقف فيهاعلى عتبة الحياة المستقلة ويختار السبيل الذي سيسير فيه ويقدر إمكانياته واهتماماته وميوله بالإضافة الى ذلك يكتمل لديه تشكل الحقل الانفعالي المتمثل بظهور شعور الحب الذي ليس بالضرورة ان يشعر به كل شاب و فتاة في فترة شبابه،فالكثير منهم يجتاز هذه المرحلة دون الشعور بأي عواطف تذكر ومع ذلك ينبغي على الاهل توقع امكانية ظهور مشاعر الحب لدى ابنائهم وأن يعملوا لتهيئتهم لملاقاة هذه المشاعر بشكل سليم ونبيل وهوما يوجب عليهم فهم جوهر فترة الشباب بشكل جيد وكذلك التعرف على تلك المقدمات التي يمكن ان تصبح حافزا لولادة هذه الظاهرة الهامة والمعقدة في حياة الانسان التي تتمثل بشعور الحب.
وحسب الدراسات والبحوث فإن مرحلة الشباب بشكل عام هي فترة اكتمال الشخصية بجميع جوانبها وبالدرجة الاولى الجوانب الانفعالية ووعي الذات الذي يعتبر احدى البنى النفسية المعقدة والتي تشمل ادراك الانا الذاتية والامكانية المتاحة لها بالإضافة الى وعي الملكات النفسية المميزة لها كالميزات الارادية والاخلاقية والخلقية كما ان وعي الذات يتشكل في مرحلة مبكرة جدا فالطفل الصغير يميز نفسه عما يحيط بها ثم ينتقل لوعي ذاته من خلال الانا المميزة والمستقلة اما المراهق فيستطيع تمييز بعض سماته النفسية بدقة مقبولة ويمكنه تقدير امكانياته بصورة موضوعية .
شعور مركب ومتشعب..
ويشرح علماء وخبراء علم النفس اكتمال الشخصية عند الشباب من خلال تقدير الشاب لمظهره الخارجي حتى اعتباره لصفاته الاخلاقية فالشاب او الفتاة يحاول النظر الى نفسه من منظار جانبي ويقارن نفسه بأولئك الناس الذين يعتبرهم قدوة ومثلا اعلى ويحاول ان يدرك الى أي مدى تتطابق سماته الخارجية والداخلية مع تلك الصفات المثالية التي يسعى لامتلاكها الا ان الشيء الذي يثير الشاب بالدرجة الاولى هو المظهر الخارجي .. فإذا كان بالسابق لايهتم بجملة امور كلون الشعر وقوة عضلات الكتف وطول القامة وعرض الاكتاف فان هذه الامور ستصبح الان اول ما تشغل باله حيث يبادر الى الاهتمام بمظهره الخارجي ويقوم بتأمل نفسه طويلا امام المرآة ليقارن بين ذاته وبين ذلك المثل الاعلى الذي اختاره لنفسه .
وتشير بعض الابحاث الاجتماعية الى ان الرغبة في نيل اعجاب الاخرين التي تظهر في سن الشباب والسعي للفت الانتباه من قبل الجنس الاخر هي امور طبيعية تماما وترتبط بتلك التغيرات في البنية النفسية لشخصية الشاب او الفتاة التي تظهر في هذه المرحلة من العمر ويمكن للرغبة بنيل الاعجاب ان تتطور لتصبح شعورا بالحب إلا ان المشكلة الحقيقية تكمن عندما تأخذ هذه المشاعر منحنى وطريقا اخر كان يبدأ الشاب او الفتاة بالتحرر من المعايير الاخلاقية السائدة في المجتمع او الذهاب بعيدا بمشاعر الحب تلك نحو التطرف بتطبيقها وخاصة اذا كان الشاب او الفتاة في مرحلة عمرية مبكرة حيث يميل الشاب في هذه المرحلة التي بدأت تظهر لديه مشاعر الحب بالبحث عن الطرف الاخر الذي قد يدخل الشباب في مهاوي الردى او طريق الجحيم مما يسبب للأهل المشكلات والالم وخاصة اذا علمنا ان الصعوبة النفسية لشعور الحب تكمن في انه شعور مركب ومتشعب كونه يشمل المشاعر الجنسية والحسية الى جوانب المشاعر الروحية والرومانسية المقدسة وهو مايميز الحب الحقيقي عن الاخر الغرائزي .
التربية الصحيحة..
ولهذا فإن الكثير من علماء التربية ينصح الشباب بالأعمال الجسدية والرياضية والاهتمامات الروحية التي تعتبر من اهم العوامل التي تساعد على اجتياز الرغبات الجنسية التي تظهر في وقت مبكر ،وكذلك التربية الصحيحة للشاب والفتاة انطلاقا من نظرة الاحترام العميق لشعور الحب والتأكيد على جوانبه الروحية والعاطفية حتى لايرى ابناءنا في الحب مجرد شهوات حسية وغريزة حيوانية تفتح معه كل ابواب الخطأ والرذيلة من اجل اشباع الرغبة التي تحولت الى رغبة غرائزية بعيدة كل البعد عن مشاعر الحب الحقيقي، وفي بعض الاحيان يمكن للشاب أو الفتاة ان يقع تحت سيطرة شعور الحب والرغبة التي يسعى لتحقيقها بكل الطرق والوسائل خاصة اذا كان الاهل بعيديين كل البعد عن هموم ومشكلات ابنائهم وفي ظل غياب كامل لرقابتهم .
ولهذا كله يتوجب على الاهل الاضطلاع بمهمة تعليم أبنائهم القدرة التحكم بأنفسهم وان يروا في شعور الحب عندهم افضل جوانبه واسماها والنظر الى مشاعراولادهم بجدية كاملة فالحب الانساني لايمكن ان يكون انعكاسا نابعا من اعماق الشعور الجنسي الغريزي الساذج فالطاقات الخلاقة للحب الانساني الحقيقي يمكن ان توجد خارج ميل الانسان لاشباع رغبته الغريزية الجسدية فالشاب اليافع لن يقدر أن يحب أحدا خارج اسرته محبة حقيقية مالم يعش هذا الشعور تجاه والديه وزملائه وأصدقائه وكلما كان مجال هذه المحبة الروحية أوسع كلما أصبح الحب الجسدي أرقى واسمى .