اذا فقد الإنسان البوصلة وأضاع الطريق الصحيح ، فكل الاتجاهات في نظرة حينها لا فرق بينها ما دامت أنها لا تؤدي إلى الغاية المرجوة وهكذاهم من يريدون الإصلاح ، فإذا لم تكن هناك طريق واضحة أمامهم فسيظلون تائهين وفي ضياع مستمر وفي بحث دائم عنه لكن بلا أي نتيجة إن أول خطوات الاصلاح هي أن يبدأ الانسان بنفسه لأنه إذا صلح الفرد صلح المجتمع وإذا صلح المجتمع صلحت الأمة ، وهذا ما نريده ونسعى إليه.
إن أول من يطعن الوطن بظهره هو الفساد واربابه من الفاسدين ، وها هم يستغلون الظروف للنيل من الحكومة والشعب .فإذا كان شرطي المرور لا يوقف أحداً لأنه لا يضع حزام الأمان لا يعني ذلك أن لا نضعه، بل يجب علينا أن نحترم الأمن الذي أعطانا فرصة كي نقيم أنفسنا بأنفسنا ، هذه الحرية التي تنادون بها هل هي حرية المخالفات وعمل أي شيء من دون الاهتمام بالأخرين .
حتى تتحول العملية الاصلاحية إلى واقع يعايش نحتاج للأخلاق والعمل بعيداً عن الشعارات وأن نبدأ الاصلاح من ذواتنا من دون أن نتكل على أحد بنية خالصة للوطن الأم سورية فلنكن يداً واحدة ضد الفساد .
على كل انسان أن يعلن الثورة على نفسه هو، أولا عليه أن يغير سلوكه وأن يجعل من نفسه مثالاً وقدوة قبل أن يطالب الآخرين بأن يبدلوا من سلوكهم ، واصلاح النفس هي نقطة البدء في التغيير والاصلاح لا الشعارات فالدعوة إلى اصلاح النفس هي للجميع حكاماً ومحكومين مسؤولين ورعية فبصلاح الفرد يصلح المجتمع وبصلاح المجتمع تتحقق الحرية .