لكن الانتقال - خصوصاً بالنسبة للأطفال - من مرحلة اللهو واللعب والتسلية ، إلى مرحلة الدراسة والجدية والانضباط لا يكون ناجحاً إلا إذا مر بمرحلةتحضيرية تشكل فاصلاً بين موسم الإجازة وموسم الدراسة.
و الأم مسؤولة عن جعل هذه المرحلة ناجحة فعلاً من خلال وضع بعض القوانين موضع التنفيذ لتسهيل التكيف مع قوانين المدرسة
ما هي الأمور التي يجب التوقف عندها وتنظيمها؟
أولاً موعد الخلود إلى النوم ... من المعروف أن إجازة الصيف تتيح للأسرة الانتقال من المنزل إلى أماكن أخرى ، قد تكون هذه الأماكن بلداناًجديدة أو مصايف لها ظروفها ، وعلى هذه الأسر بكل أفرادها التمتع بما يقدم لهم من أجل إجازة ناجحة، ولعل حسب مفهومنا الشرقي والعربي تحديداً أهم شروط التمتع بالإجازة هو التفلت من النظام اليومي للحياة والسهر حتى مطلع الفجر.
الأطفال يخضعون بدورهم لهذا البرنامج ويسهرون ويمارسون عادات الكبار في الطعام والتجول .
هذه التجاوزات التي يسمح بها في الإجازة لاتتناسب إطلاقاً ونظام الدرس والجدية ، لذلك عليك تعويدهم تدريجياً على العودة إلى الموعد الملائم للنوم ، وهو موعد يجب التقيد به بحزم ، لأن النوم يشكل أهم عوامل النمو السليم للأطفال ، وكذلك يبقى مقوياً ومحصناًلجهاز المناعة لديهم ، فلن تكون متابعتهم الدراسية جيدة وناجحة إذا لم يحصلوا على قسط كاف من النوم .
ثانياً : مواعيد تناول الوجبات، وموعد الدرس والمذاكرة.
كما يخضع موعد النوم للفوضى في الصيف ، كذلك مواعيد تناول الوجبات تخضع لمزاجية الإجازة . من الضروري إعادة الأمور إلى نصابها لتنظيم الحياة وتأمين إنتاجية كافية في الدراسة
ثالثاً : إعادة انخراطهم في جو الدرس ، حققي ذلك عن طريق التحضير لبدء العام الدراسي من حيث تحضير الكتب والدفاتر والحقائب وما يرافقها من قرطاسية، احرصي أن يشاركك الطفل ذاته في اختيارها ، دورك هو تعويده على الاختيار الصائب من دون ضغط حتى يكتسب القدرة على التصرف الذاتي . إن اختياره للألوان وللأغراض التي يحب ينعكس حباً للمدرسة وللدرس وبالتالي للنجاح .
رابعا:ً أعيدي إلى أطفالك عادة التعاطي بالكتب ، فإذا تعذر عليك ذلك خلال إجازة الصيف ، احرصي على أن تمضي ساعة قراءة برفقة أطفالك تقرئين لهم فيها قصة وتزرعين في نفوسهم عادة المطالعة المفيدة جداً لهم ....
إن النجاح في التكيف السريع مع المدرسة في بداية موسمها الجديد يعتمد على مرحلة تحضيرية ناجحة تعدينها بنفسك وتفرضين الالتزام بضوابطها ، لأنها تساعد على العودة السريعة إلى نظام الدراسة دون مشكلات جدية ، سواء على صعيد الصحة الجسدية أو الاستعداد النفسي والفكري.
الاختصاصي بالأمراض النفسية