فقد أجرت «جمعية آلام الظهر» في بريطانيا مسحاً على ألف تلميذ في الصفوف المبكرة،
وتوصلت إلى نتائج مهمة، منها أن نحو 80٪ من الأطفال يحملون وزناً أكبر من طاقتهم في حقائب سيئة التصميم لاتساعد على حماية الظهر، كما أن 92٪ منهم قالوا: إن إدارة المدرسة لم ترشدهم إلى الطريقة الصحيحة لحمل الحقائب المدرسية، ولا توجد خزائن مخصصة لهم بالمدرسة، ما يضطر الطالب إلى حمل متعلقاته معه باستمرار.
دراسات عدة أكدت جميعها أن الحد الأقصى المسموح به لوزن الحقيبة المدرسية يجب أن يشكل نسبة 10 في المئة من وزن التلميذ إلا أنه غالباً ما يتم تجاوز هذه النسبة، حيث يشكل وزن الحقيبة المدرسية نسبة 26 في المئة من وزن الطالب. هذا الواقع يعرض التلميذ لكثير من الضرر، لاسيما إذا كان في مرحلة عمرية، يكون جسده فيها في طور النمو، فقد يعاني الإرهاق و أوجاع الظهر، وثمة احتمال أن يصاب باعوجاج في عموده الفقري. كيف ذلك؟
إن حمل الحقيبة المدرسية على كتف واحد يؤدي إلى حدوث ضغط جانبي على العمود الفقري، ما يعرض التلميذ على المدى الطويل لخطر الإصابة بمرض «الجنف» وهو اعوجاج جانبي في العمود الفقري إلى جهة اليسار أو اليمين، بحيث تبدو كتف أعلى من الأخرى. ولكن حتى ولو حملت الحقيبة بطريقة سليمة، فإن وزنها الزائد سوف يرغم الطالب على بذل مجهود إضافي ليحافظ على توازنه، ما يعرضه لخطر إصابته بمرض الحدب الذي يكثر انتشاره بين الأحداث، والحدب هو عبارة عن اعوجاج يطال المنطقة العليا من الجسم بحيث تبدو الكتفان منحنيين معاً إلى الأمام مع ظهور حدبة في أعلى الظهر.
كثيراً ما يؤدي التحدب إلى إصابة المريض بآلام مبرحة في ظهره وبضيق في التنفس نتيجة الانحناء الحاد، الذي يضغط على القفص الصدري، وبالتالي على القلب والرئتين، ما يضيق مساحة التنفس، وهذا يستدعي تصحيح التشوه من خلال العلاج التقويمي بواسطة جهاز «كورسيت» وفي حال تعذر ذلك، يجب عندها اللجوء إلى العلاج الجراحي، شرط أن يكون التلميذ قد اكتمل نموه الجسدي، وتعتبر الفتيات أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض، نظراً الى بنية أجسادهن الضعيفة وقلة ممارستهن التمارين الرياضية، التي من شأنها أن تقوي العضلات، وتحمي الجسد من الإصابة بالتشوهات.