تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


توفيق الحكيم.. رائد المسرح الذهني .. وعدو المرأة والفقر..!!

مسرح
الأثنين 5-9-2011
ولد توفيق اسماعيل الحكيم في مدينة الاسكندرية (1898) لأب ريفي وأم من أصل تركي التي أمنت له حياة مترفة بعكس إخوته من أبيه الذين عاشوا حياة بسيطة.

جو الترف الذي حرصت أمه على أن يأخذ الطابع الارستقراطي مكنه من أن ينشأ وقد تعلق بالفنون الجميلة وخاصة الموسيقا، وكان قريباً من العزلة، فأحب القراءة وخاصة الأدب والشعر والتاريخ.‏

خلال سنوات دراسته الجامعية أخرج الحكيم عدة مسرحيات مثلتها فرقة عكاشة على مسرح الأزبكية والمسرحيات هي: /العريس-المرأة الجديدة-خاتم سليمان- علي بابا/.‏

عندما أنهى دراسته في كلية الحقوق قرر السفر إلى فرنسا لاستكمال دراسته العليا في القانون، ولكنه انصرف هناك عن دراسة القانون، واتجه إلى الأدب المسرحي والقصصي.‏

عاش الحكيم في فرنسا ثلاث سنوات كتب خلالها مسرحية «أمام شباك التذاكر) عاد إلى مصر ليلتحق بسلك القضاء /وكيل نيابة/وتنقل بحكم وظيفته بين مدن مصر وقراها، وكتب خلال هذه الفترة يومياته الشهيرة «يوميات نائب في الأرياف» وعدداً من المسرحيات(أهل الكهف) التي تعتبر حدثاً هاماً في الدراما العربية حيث كانت تلك المسرحية بداية لنشوء تيار مسرحي عرف (بالمسرح الذهني) بالرغم من الانتاج المسرحي الغزير للحكيم، الذي يجعله في مقدمة كتاب المسرح العرب وفي صدارة رواده، فإنه لم يكتب إلا عدداً قليلاً من المسرحيات التي يمكن تمثيلها على خشبة المسرح ليشاهدها الجمهور.. فكانت مسرحياته يطلق عليها (المسرح الذهني) الذي كتب ليقرأ.. ويفسر الحكيم صعوبة تجسيد مسرحياته وتمثيلها على خشبة المسرح فيقول:(إني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن، وأجعل الممثلين أفكاراً تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز.. لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح، ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلى الناس غير المطبعة»‏

ولا ترجع أهمية توفيق الحكيم لكونه صاحب مسرحية عربية ناضجة بالمعيار النقدي الحديث فحسب وهي مسرحية (أهل الكهف) وإنما ترجع أهميته أيضاً إلى كونه أول مؤلف إبداعي استلهم في أعماله المسرحية الروائية موضوعات مستمدة من التراث المصري وقد استلهم هذا التراث عبر عصوره المختلفة،(الفرعونية-الرومانية-القطبية-الاسلامية)واستمد أيضاً شخصياته وقضاياه المسرحية والروائية من الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي المعاصر لأمته.‏

موقفه .. من المرأة‏

تبنى الحكيم عدداً من القضايا القومية والاجتماعية، وحرص على تأكيدها في كتاباته، فقد عني ببناء الشخصية القومية، واهتم بتنمية الشعور الوطني، ونشر العدل الاجتماعي، وترسيخ الديمقراطية، وتأكيد مبدأ الحرية والمساواة.‏

أشيع عن توفيق الحكيم عداوته للمرأة لكن كتاباته تشهد عكس ذلك تماماً فقد حظيت المرأة بنصيب وافر في أدب الحكيم ، وتحدث عنها بكثير من الإجلال والاحترام الذي يقترب من التقديس . والمرأة في أدب الحكيم تتميز بالإيجابية والتفاعل ، ولها تأثير واضح في الأحداث ودفع حركة الحياة ، ويظهر ذلك بجلاء في مسرحياته ( شهرزاد - ايزيس - الأيدي الناعمة- بجماليون - قصة الرباط المقدس - عودة الروح)‏

مأثوراته‏

عندما قرأ توفيق الحكيم إن بعض لاعبي كرة القدم دون العشرين يقبضون ملايين الجنيهات قال عبارته المشهورة :‏

« انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم لقد أخذ هذا اللاعب في سنة واحدة مالم يأخذه كل أدباء مصر منذ أيام اخناتون»‏

- لاشيء يجعلنا عظماء غير ألم عظيم .‏

- المصلحة الشخصية هي دائماً الصخرة التي تتحطم عليها أقوى المبادىء.‏

- لايوجد إنسان ضعيف ، ولكن يوجد إنسان يجهل في نفسه مواطن القوة.‏

توفي الحكيم في تموز 1987 عن عمر بلغ التسعين عاماً ، وترك تراثاً رفيعاً وثروة هائلة من الكتب والمسرحيات .. بلغت نحو 100 مسرحية و62 كتاباً .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية