في الفيلم الجديد (الجلد الذي ألبسه) la piel que habito ويتقمص فيه الممثل دور طبيب جراح مجنون غريب ومزعج, يبتعد فيه عن دور الشاب الوسيم كما في بداياته . وفي هذا اللقاء الذي أجرته معه مجلة اكسبريس يتحدث الممثل عن عمله مع هذا المخرج المبدع ويقول (كنت خائفاً من العمل معه , ولكن كان مهماً جداً بالنسبة لي العمل مع بيدرو، وهذا جزء من حياتي . عملت معه خمسة أفلام قبل عشرين أو ثلاثين عاماً , وفي ذلك الحين وخلال أعوام الثمانينات , في بدايتي المهنية كان المجتمع الإسباني في عز اضطراباته والديمقراطية تتلمس طريقها فيه , ودشنت أفلام بيدرو آفاق جديدة , إنها حقبة لا يمكن نسيانها , وكنت خائفاً لأني لا أعلم إلى أي مدى أثرت بنا هذه السنين الماضية) .
وينتقل الممثل انطونيو لوصف المخرج بيدرو (هو مخرج صعب إرضائه ومعقد وموجه قدير , يعرف بالتحديد ما يريد . كان جو البروفات الأولى للفيلم في منزله متوتر , وأراد أن أقتصد في دوري بينما كنت أعتقد أن الشخصية تكشف عن عواطفها غضبت لمرات عدة ثم رضخت للأمر . وعندما عرض الفيلم في مهرجان كان عرفت أنه كان يختبر الحكاية من خلال البروفة ويريد أن يرى فيما إن كنا نتكيف مع بعضنا البعض , ويريد ردم هوة السنوات التي فرقتنا, إنني أراها أجمل تجربة في حياتي فقد أخرج بيدرو من داخلي أصوات لم أشك يوماً بوجودها . بيدرو لايقبل أن يكون مواظباً عادياً , يريد خلق الانزعاج) .
وللذكرى نصيب في حديثه (لقد غادرت مدينتي ملقا إلى مدريد عام 1980وفي جيبي 15 ألف بيزيتا – 80 يورو - جمعتها من أهلي , مقتنعاً أن مستقبلي المسرحي هو هناك , والكل مقتنع أنني سأعود خائباً بعد أسبوع . كانت السنة الأولى في مدريد صعبة للغاية , لم أجد عملاً في المسرح , وكنت على وشك الموت جوعاً حتى أني كنت أبحث بين السيارات عسى أن أعثر على محفظة سقطت . وكان يعطيني نادل كافتيريا المسرح الوطني سراً سندويش الجبنة وكأس بيرة . بعدها قررت العودة إلى بلدتي ملقا وعندما كنت أهم بصعود الدرج لأركب القطار شاهدت ابنة مديرة المسرح القومي , وسألتها كيف يمكن التمثيل في هذا المسرح . وعن طريقها انطلقت في العمل والتقيت بيدرو بعد عدة أشهر . إنما كان حلمي أن أمثل على المسرح وألعب دور هاملت . وقد قبلت التمثيل في أفلام غير ناجحة وأدوار ليست لي , ولكن لا يهمني دخول تاريخ السينما، أريد أن أمثل وهذا كل شيء) . ويبرر عمله في الإخراج إلى رغبته في ابتكار عالمه وإظهاره من خلال شخصيته .