تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ماء السبيل.. حكاية ترويها دمشق

دمشق-سانا
منوعات
الأثنين 5-9-2011
يعتبر سبيل الماء احدى العلامات الخاصة بمدينة دمشق عن غيرها من مدن العالم حيث يشكل ماء السبيل الدمشقي «المنهل» أحد الروابط الحضارية التي نتجت في دمشق الشام بسبب طبيعة المدينة وخصال سكانها

ففي الوقت الذي تفتقر فيه معظم المدن الكبرى إلى هذه الظاهرة كانت ولا تزال سبلان الماء تتوزع في شوارع العاصمة السورية لتتدفق من عيونها أعذب مياه على وجه الأرض.‏‏

وما إن يسير المرء في شوارع دمشق القديمة أو يمر بحارة من حاراتها إلا ويجد بناء ماء السبيل فيها إذ يتميز هذا الصرح الحضاري بطابع عمراني لافت للنظر امتزجت في بنائه البساطة والإتقان مع وجود الزخارف التي تحيط به فهو لا يدل بالطبع إلا على سعي نحو الخير ومشاركة الناس العطاء والتمتع بجمال المنظر والإحسان.‏‏

وكانت دمشق حتى عام 1908 تعتبر ماء السبيل من أكثر مصادر الماء أهمية في الشام التي ينهل منها المواطنون كمياه عذبة تصدر عن نبع الفيجة مباشرة فانتشارها في الأحياء السكنية والشوارع العامة جعلها تغطي حاجة جميع السكان إلى مياه الشرب.‏‏

وما زالت دمشق تحتفظ حتى الآن بحوالي مئتي سبيل قائم بالدور الرائد الذي نهضت به مدينة دمشق على الدوام في مجال توزيع مياه الشرب على سكانها وزائريها منذ أن كان الماء ثروة عزيزة المنال إلى أن أصبح في يومنا هذا حقا لكل مواطن.‏‏

ويقول محمد إبراهيم الحمادة أستاذ مادة التاريخ إن دمشق تتميز بوجود بناء ماء السبيل الذي ينتشر في جميع أرجاء المدينة حتى بلغ عددها 800 سبيل ماء في القرن التاسع عشر ويعود هذا إلى وفرة المياه العذبة في المدينة أما سبب اختلاف الطراز الفني العمراني للسبيل فيرجع إلى اختلاف العصور التي أنشئت فيها السبل فمن المعروف أن كل عصر يتميز بطابع عمراني وفني معين انعكس هذا على بناء ماء السبيل.‏‏

وأهم هذه العصور العصر الأيوبي حيث لا تزال خمسة سبل موجودة إلى الآن من ذلك العصر كسبيل «بحرة كنعان» الواقع في منطقة باب الجابية وسبيل «الموصلي» الواقع في حي الميدان وسبيل جامع عسقلان.‏‏

ويوضح حمادة أن سبل الماء العائدة إلى العصر المملوكي ترجع إليه سبل كثيرة منها سبيل «البريد» وسبيل «حمام فتحي» الواقع في حي الميدان أيضا وسبيل «الخزنة» أما في العصر العثماني فقد انتشر بناء السبل بتشجيع الدولة العثمانية فكان سبيل «الحجاز» الواقع في شارع النصر مقابل محطة الحجاز وسبيل «المولوية» في نفس الشارع أيضا وسبيل «جامع الورد» في منطقة سوق ساروجة.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية