وشكل انتقال المستجدين للتدخل الخارجي في الشؤون السورية من الحديث غير المباشر على قنوات التحريض الى اجراء المقابلات المباشرة واطلاق الدعوات فصلا جديدا في سعي هؤلاء لانجاح المؤامرة على سورية غير آبهين بالنتائج الوخيمة على امن واستقرار الشعب السوري.
وتطور الخلاف بين بعض المعارضين على توزيع المناصب الوهمية فيما بينهم الى الخلاف على طرق واساليب الدعوة للتدخل الخارجي في شؤون بلادهم وتسليح الارهابيين فيها ودعوتهم لارتكاب المزيد من عمليات القتل والاجرام وتخريب المؤسسات.
وها هو عبد الحليم خدام يدافع دون خجل عن فكرة التدخل العسكري في سورية على غرار ما حصل في ليبيا معتبرا أن التدخل العسكري لا يعني احتلالا دون ان يهتم لعدد القتلى الذي سقط نتيجة الحرب التي يشنها حلف شمال الاطلسي على الشعب الليبي والذي بلغ اكثر من خمسين الف قتيل ومئات الآلاف من الجرحى والمفقودين .
ولم يجد خدام حرجا في انتقاد بعض المعارضين الذين دعوا الى ارسال مراقبين دوليين الى سورية عوضا عن التدخل العسكري واصفا مواقفهم بالانهزامية لمجرد انهم حذروا من عواقب ذلك على الشعب السوري.
ولم يفوت خدام الفرصة لدعوة الارهابيين و المعارضين في سورية الى عدم الانصات لاصوات البعض الذين يدعون الى رفض التدخل الخارجي وتحريضهم على الاستمرار بارتكاب المجازر وعمليات القتل والاعتداء على الاملاك العامة والخاصة.
ومن جهته هيثم المالح لم يكن بأحسن حال من سابقه خدام حيث اطلق التهديدات للجامعة العربية محذرا اياها باللجوء الى المنظمات الدولية ومجلس الامن للتدخل في شؤون سورية مطالبا بمده بالدعم وبكل ما يحقق اهدافه واطماعه بالسلطة داعيا الى استخدام كل الطرق لتحقيق ذلك .
وبدوره عوض سليمان من باريس حض الدول الغربية الاستعمارية على التحرك بسرعة فائقة في مجلس الامن للتدخل في سورية وعدم انتظار مواقف بعض القوى الدولية الرافضة لتكرار السيناريو الليبي .
وفي موازاة دعوات المعارضين للتدخل الخارجي في سورية وتسليح الارهابيين هناك مجموعات من شهود العيان وما يسمى اعضاء التنسيقيات وغيرهم تقوم بفبركة الاخبار الكاذبة وبثها على الفضائيات التحريضية التي تتحدث عن استخدام الطيران في عدد من المناطق وغيرها من الاخبار غير الموجودة الا في مخيلتهم بهدف استخدام ذلك سياسيا واعلاميا على المستوى الدولي وفي استجداء التدخل الخارجي.
ان مسارعة هؤلاء المعارضين ومن يقف خلفهم لاستدعاء التدخل العسكري الخارجي يعكس خيبتهم من تحسن الاوضاع وعودة الحياة الطبيعية الى سورية وانكشاف معظم خيوط المؤامرة الامر الذي افقدهم صوابهم وبدؤوا باستجداء التدخل العسكري في الشؤون السورية .
وكذلك الامر جاءت هذه التوسلات كمحاولة يائسة من دعاة التدخل الاجنبي العسكري لاخراج ادواتهم الداخلية من حالة اليأس والفشل التي وصلوا اليها بفعل وعي الشعب السوري لاهداف المخطط الخارجي وحقيقة الاهداف المرسومة له لاضعاف سورية وتهديد وحدتها وسلب دورها في المحافظة على الحقوق العربية.
هذا وقد أدانت الشبكة السورية لحقوق الانسان دعوة بعض اطراف المعارضة للتسليح مبينة ان هذه الدعوات لا تنسجم مع ثقافة المجتمع السوري وان لغة التسامح وطاولة الحوار والانطلاق من الداخل هي الارضية الاساسية لاي حل يمكن ان يطرح مع الاخذ بعين الاعتبار ان لا مشكلة لولا التدخلات الخارجية.
واكدت الشبكة ان المؤسسات الدولية من مجلس الامن وهيئة الامم المتحدة لو جسدت دورها الحقيقي وطبقت مواثيق التأسيس الخاصة بها لما احتل العراق ولما تدخلت الدول الغربية في افغانستان وليبيا ولما كان هناك مشكلة الان في سورية ولحلت قضية فلسطين من عقود.