تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قوانين الرايخ الثالث

يديعوت أحرونوت
ترجمة
الاثنين1-6-2009
ترجمة : أحمد أبو هدبة

صادقت اللجنة الوزارية على تأييد الحكومة لمشروع قانون النائب ألكس ميلر من «إسرائيل بيتنا» الذي تقدم به قبل نحو سنة، وبموجبه يجب حظر عقد مناسبات أو نشاطات عامة تتعامل مع مجرد إقامة دولة إسرائيل كنكبة.

وحسب مشروع القانون، فإن العقوبة على الاحتفال بيوم الاستقلال كيوم عزاء سيكون حتى ثلاث سنوات سجن. وأثار النبأ موجة من ردود الفعل العاصفة. النائب اغبارية من الجبهة الديمقراطية أعلن أن «مشروع القانون لا يقل في خطورته عن قوانين الرايخ الثالث. والنائب زحالقة من التجمع الديمقراطي أعلن بأن القانون يحظر العزاء، الكرب والحزن».‏‏

من جهة أخرى القانون الجديد هو بالفعل عمل غبي. مقربوه، الأكثر حماسة وعلى حق، أشاروا الى أن محاولة حظر احتفالات النكبة لن تنجح. فالاحتفالات ستقام مع القانون أو من دونه. ومن مثلنا نحن اليهود يعرف بأن محاولات النظام فرض الوطنية على الرعايا الرافضين يثير فيهم مقاومة مضاعفة. فالرومان كانوا أكثر منا وأقوى بكثير، ولكن محاولاتهم فرضت علينا افكارهم ومعتقداتهم احتمالات فشلت نجاح القانون المقترح ،هي احتمالات هزيلة على نحو خاص لأنها جزء من سياسة لايوجد فيها غير التهديد والعقاب، ويعوزها أي وعد أو إغراء تقريبا. إسرائيل تستهتر بمواطنيها الفلسطينيين، تميز ضدهم وتنتهك بثبات الوعود الزائفة بالمساواة وإصلاح المظالم. في مثل هذا الوضع ستجد الحكومة صعوبة في ان تعرض قانون النكبة كتعبير مشروع عن شعور الدولة بالإهانة.‏‏

القانون لن يصلح. محاولة حظر عقد احتفالات النكبة ستعتبر كإجراءات متشددة أخرى تفرضها الدولة على مواطنيها العرب. وهذه ستدفع نحو منظمي الاحتفالات الرسمية دما من المخاطرة والاحتجاج. والاحتفالات ستعقد بالسر في ظل الحماسة ودق القلب، وسيتجند شبان غير مكترثين للكفاح ليشددوا الاستياء والكراهية.من جهة أخرى ينبغي أن أشير الى أنه إذا كان لديّ عطف على المعاناة الفلسطينية، فليس لدي أي عطف على احتفالات النكبة. وهذا لا ينبع من ميولي العنصرية (وأنا اقترح على النائب اغبارية ان يراجع قوانين نورنبرغ قبل ان يذكرها)، ولاحتى من الانطلاق الحسي والرغبة في حرمان الفلسطينيين الإسرائيليين من حقهم في العزاء، الكرب والحزن. ففي حرب عام 48 (الاستقلال )تكبد الشعب الفلسطيني هزيمة أليمة ودفع ثمنا باهظا لقاء هذه الهزيمة. الحرب، ككل صراع بين مجموعتين قوميتين على ذات الأرض، كانت تترافق وأفعال الظلم، القتل، السلب والطرد. عمل بعيد السنين قام به المؤرخون «القدامى»، بقدر لا يقل عن «الجدد»، يترك هنا وهناك مجالا للجدال على التفسير، ولكنه يجعل من الصعب نكران الحقائق.‏‏

للفلسطينيين حق كامل في التعبير عن العزاء، الكرب والحزن. فقد كانت حرب الـ 1948 ولا تزال جرحا عميقا في نفوسهم. ومن يتوقع من الطرف المهزوم ان يفرح لهزيمته أما سخيف أو شرير. وفي ابعد الأحوال يمكن التوقع من المهزومين، المطرودين والمسلوبين ان يقبلوا حكم التاريخ والكيان السياسي الذي وجدوا أنفسهم فيه (بالطبع شريطة ان يحترم هذا حقوقهم المشروعة) ولكن احتفالات النكبة ليست ببساطة تعبيراً عن العزاء على الهزيمة والسلب. فالقرار بعقدها في يوم إعلان الاستقلال بالذات وليس في يوم الطرد من الرملة واللد مثلا، يشير الى أن النكبة في نظر المحتفلين ليست مأساة الحرب بل شيء آخر.‏‏

بقلم: افيعاد كلاينبرغ‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية