|
نرجـــــــــوك ياقــــــــــوي..!! ترجمة بل نعتبرها مجرد التماس دنيوي نضعه بين يدي الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي استضاف منذ امد قصير رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ذلك الرجل الذي نهج باستمرار الى ترديد كلمة القوة بسائر خطاباته لأنه لايفهم من الكلمات سواها ونحن الآن يحدونا الأمل أن يكون لقاء نتنياهو مع أوباما ناجحاً ويحقق ما أعلنه بخطابات سابقة، على غرار مانجح به وزير الدفاع ورئيس اتحاد العمال الإسرائيلي اللذان تمكنا من لي ذراع نتنياهو في مناقشات ميزانية الدولة. لاريب، أننا نهتم بإحداث تغيير شامل بسياسة رئيس مجلس الوزراء أكثر من اهتمامنا بإجراء تغيير نحو مايسمى بالسلام الاقتصادي الذي يصر عليه نتنياهو لذلك فإن أوباما يبقى الأمل الأخير لنا، لأنه لو ألقى بكامل ثقله لتحقيق السلام فإن كافة الأمور المعلقة في منطقة الشرق الأوسط ستأخذ بالتحرك نحو الحل، وقد كان بالإمكان أن يقوم بذلك أي رئيس أمريكي سابق، وأن يحقق تقدماً ملموساً في العملية السلمية، لو تم السعي فعلاً لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي قبل كل شيء، لكن الرؤساء الذين سبقوا أوباما أحجموا عن تنفيذ هذا الأمر، وأعطوا الأفضلية للاستسلام للوبيات المسيحية اليهودية، والدخول في مفاوضات لا طائل منها، ولم تحقق نتائج ملموسة على أرض الواقع. نتوقع الكثير من أوباما لأن سياسة التغيير التي يزمع تنفيذها في الشرق الأوسط ستشمل إسرائيل أيضاً، ويتطلب منه تنفيذ أمرين: أولهما القيام بضغط حقيقي على إسرائيل حيث ليست ثمة وسيلة أخرى غيرها، والثاني دعوتها للقيام بأفعال على أرض الواقع دون الاكتفاء بكلمات جوفاء تردد في الكثير من الخطابات وعندها لن نعطي أهمية سواء قال نتنياهو ام لم يقل «بحل الدولتين». إن الاختبار الحقيقي يكمن فيما يشعر به محمد وموشيه، اللذان عندما يشعران بالتغيير فإننا سنعرف أن رئيساً مختلفاً تسلم مقاليد الأمور في واشنطن، وأننا في هذا السياق، عندما نقول محمد فإننا نعني به أي شخص يتسنى له العيش في الأراضي الفلسطينية بحرية ورقي في حياته اليومية، كما نعني بموشيه أي شخص يعيش في إسرائيل، ويبعد عن تفكيره بأنه جهة احتلال. وعندما يأخذ هذا الشعور مجاله في فكر هذين الاثنين فإننا جميعنا سنشعر بالامتنان والتقدير لباراك أوباما. لن تجدينا نفعاً ابتسامات المجاملة المتبادلة، عندما يبدو نتنياهو متمسكاً بقناعاته حيال التهديد الإيراني ويعتبرها في قمة أولوياته وهنا يتعين على أوباما أن يفهم نتنياهو بأن حل النزاع العربي -الإسرائيلي يعني في واقعه ضماناً لمستقبل دولة إسرائيل الأمر الذي يتطلب منه حل القضية الفلسطينية باعتبارها الحجر الأساس في التأثير على المفاوضات مع إيران، أما إذا حاول التغيير في الأجندة لكسب الوقت فعندها سنكون متلهفين لوجود رئيس حكومة إسرائيلي يدرك أن الفرص تنفذ بسرعة، وأن أي بدائل أخرى ستكون أكثر خطورة، ومع ذلك فإن الأمل بتحقيق السلام أصبح بعيد المنال، حيث نشاهد بأنه في الوقت الذي نتحدث به عن حل الدولتين نجد إسرائيل تعمل جاهدة على توسيع مستوطنة معاليه ادوميم، وعندما نتحدث عن السلام تلجأ إلى شن حربين لاجدوى منهما. من المؤسف ألا يحصل أي تقدم في المفاوضات دون اللجوء إلى الضغط الفعلي الذي يأتي من واشنطن فقط، لذلك فإن رئيساً أمريكياً صديقاً لإسرائيل يتعين عليه ممارسة الضغط عليها لأنه السبيل الوحيد لجعلها تتخلى عن الاحتلال، أما المدعي كذباً بالصداقة فإنه يعمل جاهداً لدعم بقاء الاحتلال وبذلك فإن الصديق الفعلي هو من يساعد في تحسين أوضاع صديقه ويأخذه إلى جادة الصواب. لسنا الآن في محضر الطلب من الفلسطينيين تنفيذ شروط مسبقة من الاعتراف أو التخلي أو التسوية، لأنهم منذ مايناهز العشرين عاماً قد نفذوا ماطلب منهم، أما الآن فقد آن الآوان للمحتل أن يعمل على إنهاء احتلاله بشكل فوري، ودون شروط قبل أن تتضاءل فكرة «حل الدولتين»، وتلفظ أنفاسها، وتتلاشى من التداول كلياً الأمر الذي يستدعي من أوباما أن يوقف عجلة الزمن لأن الفرص بدأت تنفذ من أمامنا. ثمة رسالة واحدة ينبغي على واشنطن أن تبعثها وتضمنها دعوة لإسرائيل أن تبدأ الأفعال دون الاكتفاء بالأقوال، وذلك بقيامها بوقف لبناء وتوسيع المستوطنات دون اللجوء إلى المراوغة، والعمل على إزالة الحواجز العسكرية دون خداع، ومنح الفلسطينيين الحرية دون التحايل والالتفاف عليهم، والعمل على إعداد أجندة صارمة لإزالة المشروع الاستيطاني بشكل كامل، وبذلك فإن أي تراخ في تنفيذ تلك الأمور سيفضي إلى الفشل والاخفاق، وإلى المزيد من سفك الدماء ويقود إلى تأسيس دولة ثنائية القومية ذات طابع عنصري. اليوم، يوجد في البيت الأبيض رئيس طموح، في الوقت الذي أصبح به العرب على قناعة وثقة تامة أن إسرائيل لاتفهم سوى لغة القوة، والقوة وحدها، وذلك لأن التنازلات المحدودة التي تمت لم تنفذ إلا بعد سفك الدماء، وليس قبل ذلك، لقد آن الآوان الذي ينبغي على واشنطن أن تضع الواقع نصب عينيها. رجاء أوباما استخدام القوة إذ ليس من بديل لها في الوقت الحاضر. بقلم: جدعون ليفي
|