كي أبكي..
أفتح بوابة الكلمات: معبدي
وقد يفتح لي الرفاق.. صدرهم
إن أفاقوا
لأخبئ وجهي
من لهيب الريح
والسفر..
مترع بالرحيل أنا..
مثقل بالهزائم
واحتمالات السقوط..!
لا درب يرافقني.. في رحلتي
ولا أقمار
تركت القبرات نائمة على أطلال عمري
لم تأت معي
وبقيت وحيدا
أسقي بماء الحزن أيامي
ويتسلى صدأ القهر بجدران روحي
على نوافذ العمر المشرعة..
وكنت.. والحنين إليك مفردا
البرد يصفر في جذور قلبي
لا نار أشعلها.. فتؤنسني
ولا بقايا جمر
في تنور جدتي
كل الجمر غفا في كف الرماد
واشتعلت في تنورها
العناكب
والريح
لا مركب يحملني
وليس لي متسع من البحر إلا.. عيناك
تفي بالوعد
وترتب أوبة الأمواج البعيدة
وتفسح للنوارس العاشقة
دالية الشطآن..
لا موت حتى الآن ينشدني
وليس لي متسع.. من الغياب
إلا السفر..
سأعد حقائبي إذن..
وأطوي بها كل الهدايا:
الدروب.. المبللة ببوح الخطا
والدمع المعلن.. والسري
وساقية تحت الياسمينة تنتظر..
والبحر: خابية الأماني
ونقش أسمائنا على الشجر.
سأعدها وأمضي
فمن يطهرني بعد اليوم
من آثام غيابي..؟! لا صدر يغمرني
وليس لي متسع من النبيّات
إلا القصيدة.. وأمي
وأنت.. أمي .. أنت.. أمي
فابقي دوما معي
عل القصيدة إن هاجرت.. دمي
أو لم تطاوعني يوما
فلي متسع.. على صدرك
لأبكي..