تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قرار «الفيفا» والقشــة...اتحاد الكرة يستند إلى الاتحاد الدولي.. ولن يستقيل حتى يشعر بالذنب؟!..صراعات وصفقات خلف الكواليس.. ثمن باهظ ورياضة تتراجع!!

رياضة
الخميس 8-9-2011
هشام اللحام

تحولت القصة المحزنة لخروج منتخبنا الكروي الأول من تصفيات المونديال بطريقة الإبعاد إلى مسلسل، ورغم أن النهاية التي ينتظرها الجمهور لن تكون سعيدة إلا إذا سقط اتحاد الكرة أو اختفى، (وليس مهماً طريقة اختفائه في هذا المسلسل)،

هذه النهاية بحسب الأحداث المتلاحقة لاتزال غامضة سواء من حيث الطريقة أم من حيث التوقيت، ويخشى الجمهور ونخشى معه أن يكون لهذا المسلسل أجزاء؟!‏

قرار وملفات؟!‏

وقد جاء قرار الاتحاد الدولي (الفيفا) باستبعاد منتخبنا من التصفيات على مبدأ ربّ ضارة نافعة، فقد لفت النظر أو لنقل أكد ما يتردد دائماً من خلل إداري وفوضى تعيشها كرتنا أولاً ورياضتنا عموماً, وبالتالي فإن القرار الذي أحزننا وضاعت معه أحلامنا قد يكون القشة التي قصمت ظهر البعير، بمعنى أن المسؤولية التي أجمع الكل على تحميلها لاتحاد الكرة رئيساً وأعضاء بإضافة إلى إداريين، ووضعت اتحاد الكرة ورئيسه تحديداً تحت الضغط، جعلت المهتمين يهددون بكشف المستور ويؤكد كلامنا ما نقله لنا أحد الزملاء عن اتصال بين أحد أعضاء المكتب التنفيذي ورئيس اتحاد الكرة يطلب فيه من الأخير الاستقالة، فكان رد رئيس الاتحاد فاروق سرية أن على المكتب التنفيذي أن يستقيل قبل اتحاد اللعبة فهو مسؤول أيضاً؟!‏

ولا يخفى هنا صراع المصالح الذي ظهر جلياً في التعامل مع هذه القضية بين أعضاء المكتب التنفيذي أنفسهم، فالأكثرية أو معظم الأعضاء تعاملوا مع القضية بمنطق وواقعية وخاصة أن الأمر لم يكن بحاجة إلى دراسة وفهم كبيرين فالصغير قبل الكبير عرف أن اتحاد الكرة معني أولاً وأخيراً بهذا الخلل الكبير، وهناك من رأى من زاويته الخاصة أن الاتحاد الكروي بريء وأن المدرب ومساعديه هم المسؤولون؟!.‏

وهذا يؤكد أن هناك من يعمل بحسب العلاقة مع الآخرين وبحسب المصلحة، وهناك أحاديث عن خشية كثير من المعنيين من بعضهم البعض، وهذا ما يؤخر صدور قرارات أو اتخاذ إجراءات حاسمة؟!.‏

لا استقالة؟!‏

وتابعنا ردود الأفعال وفي خضم الكثير الكثير ممن هاجم اتحاد اللعبة ورأس الهرم فيه، خرج رئيس الاتحاد (سرية) ليؤكد أن ما قيل عن استقالة جماعية للاتحاد هو غير صحيح، ويؤكد أيضاً أنه لا استقالة على الإطلاق (؟!)، بل زاد السرية في حديث عبر إحد المواقع أنه لن يستقيل حتى يشعر مع أعضاء الاتحاد بالذنب، ولا ندري هنا متى يمكن أن يشعروا بالذنب، ولدينا الكثير من الأعمال والتصرفات التي حملت إشارات استفهام كثيرة، والاتحاد الكروي يراها حسنات وإنجازات على ما يبدو؟!، فهل الفشل في التعاقد مع مدربين أجانب ومغادرتهم القطر وقد كلفوا أموالاً طائلة دون أن يعملوا من علامات النجاح؟! ولا ننسى هنا أنه كان بالإمكان أن يدفعوا الشرط الجزائي لإخلالهم بالعقود!!.‏

وهل ضعف التحكيم بالدوري حتى كان هناك الكثير من المشكلات شيء إيجابي؟!‏

وهل تغيير الكوادر الفنية لعدد من المنتخبات مؤخراً ودون سبب مقنع (الشباب والناشئين) أمر صحيح وخاصة أن الكوادر السابقة نجحت في تحقيق نتائج جيدة؟ وليت البدلاء أحسن؟!‏

ثم هل الخلافات بين الأعضاء والتي تتمحور حول اقتسام غنائم (السفر) وما إلى ذلك شيء إيجابي؟!‏

وأليس من الذنب بالأساس أن يكون اتحاد اللعبة ضعيفاً وأعضاؤه ليسوا أهلاً ليكونوا في هذا الاتحاد المهم والكلام لايخص الجميع طبعاً بل الأكثرية!!‏

تلميحات خطيرة؟!‏

من الواضح أن اتحاد الكرة ككل متمسك بموقعه، فالأعضاء ولاسيما الذين أتوا بعد عناء أو أن وجودهم في هذا الموقع حلم، ليسوا مستعدين ليعلنوا بشجاعة تقصيرهم أو مسؤوليتهم بطريقة أو بأخرى عما حدث، ومنهم من لا يستطيع لضعفه أن يعترف بضعفه وأن وجوده لايقدم ولا يؤخر!!.‏

لكن اللافت أنه في تصريح لرئيس الاتحاد فاروق سرية ألمح إلى أنه لا أحد يستطيع إقالة هذا الاتحاد لأن الاتحاد الدولي بحسب (السرية) سيحرم المنتخبات الأخرى (شباب- ناشئين- أولمبي) إذا ما تقرر حل الاتحاد وفي هذا شيء من التحدي بالإضافة إلى الحرب الكلامية بين السرية والمكتب التنفيذي والتي فيها من التحدي الكثير، بل هناك من يرى فيها تهديداً بكشف أخطاء وعثرات قد يدفع ثمنها من يطالبه بالاستقالة؟!.‏

فوضى عامة‏

إذاً هكذا تمضي رياضتنا عموماً وكرتنا التي هي جزء مهم وكبير منها، صراعات مصالح وفوضى وهنا لابد من الإشارة إلى أنه وفي الحديث عن العشوائية والفوضى ما تعانيه منتخبات مختلفة في ألعاب مختلفة في مسألة حجوزات الملاعب وتفريغ اللاعبين ولاسيما العسكريين، فكم من مرة اجتمع أكثر من منتخب في ملعب واحد وكم من مرة كان في الملعب لاعبو ألعاب قوى أيضاً وكم من بعثة افتقدت إلى لاعبين مهمين لأنهم «عسكريون» ولم تنجز معاملات تفريغهم وسفرهم؟!.‏

هذه هي رياضتنا وكرتنا وفي النهاية يكون الثمن باهظاً، هؤلاء المتصارعون لا يأبهون إن عانت رياضتنا وبقيت منتخباتها تائهة، فالمسألة عندهم حياة أو موت أو على مبدأ (علي وعلى أعدائي)؟!‏

فهل سنبقى تحت رحمة هؤلاء ومزاجهم وغرورهم وإن كان بلدنا هو الخاسر الأكبر؟!.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية