إذ يغلب على بعضها الطابع العقلاني كالملاءمة بين قدرات الفرد واستعداداته من جهة وبين مقتضيات الدراسة من جهة اخرى التي ينشأ بعضها نتيجة نقص في المعلومات التي يحتاج اليها الطالب، كما ان بعضها الآخر يغلب عليها الطابع الانفعالي مثل توافق الطالب وتكيفه مع زملائه ومدرسيه.. ومع اقتراب العام الدراسي نجد من الضرورة التحدث عن بعض المشكلات السلوكية التي تعتري ابناءنا علنا نساهم بإلقاء الضوء عليها بغية مسارعة جميع الاطراف الى معالجتها.
تربوية ونفسية ..
ويرى علماء النفس أن اهم المشكلات التي تواجه الطلاب في المدرسة هي المشكلات السلوكية التي تعد مشكلة تربوية ونفسية في آن واحد وتتنوع اشكال ظهورها في الدرس ،فبعض التلاميذ يكون مصدر إزعاج في الحصة الدرسية من خلال اسئلة غير مناسبة واصدار اصوات غير لائقة وماشابه ، وآخرون يكونون غير هادئين وعدوانيين، وآخرون يتحدثون مع زملائهم داخل الدرس ويضحكون بصوت عال ويلهون زملاءهم عن الدرس في اثناء شرح المعلم ،وهذه المظاهر المنفردة يمكن ملاحظتها في الحياة المدرسية كما يمكن تقويمها على أنها اعراض لمشكلات سلوكية عندما تظهر بشكل متكرر لدى التلاميذ ولمدة طويلة وتحت شروط مختلفة .
العدوانية ..
وحسب الكثير من التربويين فإن أسباب المشكلات السلوكية التي تظهر لدى الطلاب متعددة نذكر منها العوامل الدراسية واصابات الدماغ في الطفولة المبكرة وتغييرات الشخصية ومشكلات وأضرار النمو اضافة الى تلك الاضرار، النفسية المبكرة بالإضافة الى الكثير من الاخطاء التربوية والإهمال .
ومن ابرز المشكلات السلوكية التي تظهر على التلاميذ العدوانيةالتي تتجلى بشكليين مختلفين (السلوك العدواني المباشر والسلوك العدواني غير المباشر) فيبدو الأول في المشاكسة الكلامية والتهديد والشتم ومحاولات الابتزاز والضرب وظلم التلاميذ الضعفاء ومخالفات الانظمة المدرسية والهروب من المدرسة، اما الثاني فيأتي في حال عدم الرغبة في الفعل والكسل وعدم الرغبة في الإصغاء وقلة النظافة والكذب والعناد وعدم اللباقة في التصرف اما اسباب نشوئه فهي غالبا الشعور بعدم الامان والمخاوف والاحباطات المتنوعة التي يمكن ان تؤدي الى العدوان الذي يمكن ان يتجه الى مصدر الصراع او يمكن ان ينحرف الى شخص حيادي أو شريك ليست له علاقة بالصراع، كما ان حالات السلوك العدواني في البيت او في اوقات الفراغ تكون شرطا اخر لنشوء هذا السلوك لدى التلاميذ فمثلا عندما يربي الاهل ابنهم على العقاب الجسدي او عندما يتعلم الطفل داخل بيته او مع رفاقه في الحي فإن السلوك العدواني يجلب نجاحا في مثل هذه الحالات يعمم الطفل خبرته هذه في الحياة العامة في المدرسة والبيت والشارع.
الانتقال من جو الاسرة..
ومن المشكلات السلوكية التي تعترض الطالب ايضا الخوف من المدرسة ويبدو ذلك لديهم في بداية دخول المدرسة الابتدائية وذلك بسبب الانتقال من جو الاسرة الى جو جديد ويكون الخوف قوياً وملحاً في بعض الحالات فقد يكون عرضة لسلوك تجنب يتطلبه الخوف من الحشد وقد ينطوي على خوف من المنافسة وقد يكون الخوف نتيجة تضافر عدد من المخاوف وجدت في سلوك تجنب المدرسة الحل الوحيد لها .
ضعف الثقة بالنفس..
ومن المشكلات ايضا الخوف الامتحاني حيث إن اسبابه متعددة منها الخوف من الفشل والرسوب ومن ردود فعل الأهل وضعف الثقة في النفس والرغبة في التفوق على الاخرين وأنظمة الامتحانات السائدة ومعوقات صحية ،بالإضافة الى اساليب دراسية خاطئة تؤثر في قدرة الفرد على التركيز واستدعاء المعلومات من الذاكرة كما انه يساهم في تضييق ساحة الشعور وهذا يسهم الى درجة كبيرة في تخفيض المستوى التحصيلي للطالب إلا انه قد تكون له نتائج ايجابية حيث يدفع الفرد الى الدراسة لكي يواجه قلقه .
ومن المشكلات ايضا الهروب من المدرسة حيث تشير اغلب الاحصائيات الى ان عدد حالات الهروب من المدرسة تزيد عند الذكور اكثر من الاناث وتظهر احدى الدراسات عن الاولاد الذي يتكرر هروبهم من المدرسة الابتدائية أن 82% منهم كانوا يتغيبون بشكل متكرر خلال اول سنتين من التحاقهم بالمدرسة، وهذه المشكلة تزداد مع العمر وتصبح اكثر شيوعاً في عمر 13 سنة وكلما زادت فترة بقاء الطفل خارج المدرسة ازداد احتمال تحول الهروب الى عادة، ومن العوامل التي تسهم في الهروب هي اتجاهات الاهل السلبية نحو المدرسة واللامبالاة بالتعلم ودوره في الحياة وفي مثل هذه الحالات يكون الطفل من اسرة مفككة وايضا التقصير الدراسي الذي يسبب القلق من الواجبات المدرسية التي يجدها الطفل صعبة، فيسعى للهروب الذي يؤدي الى مزيد من الضعف التحصيلي وايضا هناك التفوق العقلي على زملاء الصف والشعور بالملل لعدم وجود المتعة بالدرس، ما يدفعهم للهروب وايضا بعض الاطفال يهرب بسبب العنف في المدرسة او لأنهم يبحثون عن المغامرة .
لفت الأنظار..
ومن المشكلات ايضا التهريج في الصف حيث يتصرف بعض التلاميذ في الصف بشكل مهرج ويبدو هذا السلوك لدى تلميذ واحد او عدة تلاميذ .. وامام هذا السلوك يضحك التلاميذ الآخرون في الصف وبذلك يتحقق الهدف الجوهري من التهريج وهو لفت انظار التلاميذ الاخرين ولايفيد الشتم أو التهديد بالعقوبات أو النظر لهؤلاء التلاميذ بازدراء للتغلب على هذه المشكلة وينصح في عدم الانتباه لسلوك التهريج وتوضيح اساليب اخرى لاسترعاء انتباه الاخرين وأن نكون قدوة للطفل ونعلمه المزاج المناسب .