تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحوار.. لم يغب يوماً عن أدبيات السوريين

مجتمع
الخميس 8-9-2011
غصون سليمان

لا أعتقد أن لغة الحوار قد غابت يوماً عن موائد نقاشات السوريين وبساطهم الواسع.. كما نعتقد جازمين أن الحوار بمفهومه الواسع والضيق قد تعززت أدواته ومفرداته خلال ال 40 سنة الماضية

من خلال المنظومة الهيكلية للمؤسسات والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية والجامعات ومالفّ لفيفها وصولاً إلى الجهة الوطنية التقدمية ومجلس الشعب وغيرها وهذه اللغة الرامية كانت تتم حيث مجلسها ومكانها مؤتمرات، لقاءات، مناسبات، نشاطات مختلفة و الجميع يدلي بدلوه ينتقد.. يشخص المرض، يشير إلى مكامن الخلل يعلي الصوت هنا وهناك، يحتدم النقاش.. تصوب البوصلة أحياناً وقد تغيب حيناً آخر، إذاً الحوار هو قائم ومتوفر أرضاً ومناخاً وإن كان البعض يحاول التهرب من هذه الحقيقة، وينفي عن النظام السياسي لهذا البلد وجوده «ربما لغاية في نفس يعقوب».‏

وإذا كان مفهوم الحوار هو الأكثر حضوراً هذه الأيام في أدبيات المجتمع العربي السوري نظراً لما أفرزته الأزمة من تحديات ومراهنات وضربات ترجيحية توزعت أشواطها بين اليمين واليسار والولاء وعكسه، يبقى المهم أن الحوار انطلق وتجسد حقيقة على الأرض في كامل المحافظات السورية، وإن كان مثقلاً بتداعيات وأحداث تحتاج إلى كثير من الوعي والحب والتأني والفهم لطبيعة المرحلة وتحدياتها ومتطلباتها، دون الدخول في تنازع القوانين بل البحث بموضوع الحوار كمحور هام من حوار الإصلاح، ولاسيما أن العديد من رجال الفكر والقانون والأدب قد وصف الحوار ودوره وأهميته في الحوار أنه سمة من سمات الثقافة الرائعة من خلال أحاديثهم ومقابلاتهم عبر وسائل الإعلام الوطني.‏

في حين كانت الفضائيات المضللة والمغرضة تتهم كل من يتحدث عن هذا البلد بمحبة وغيرة وإيجابية وإنتماء بأنه بوق من أبواق النظام ولايعترفون به حسب لغة إرسالهم، في حين تمادت هذه الفضائيات ومازالت إلى درجة الكفر والجريمة التي لاتغتفر وهي تكذب باسم الديمقراطية والحرية والغيرة على حقوق السوريين، وبالطبع فإن المسميات هنا متعددة جداً، حيث لديهم مدارس لم نسمع بها إلا وفقاً لمذاهبهم الفكرية والإعلامية «الملغومة» كما حشوة القنابل والمتفجرات، بدءاً من ناشط حقوقي وهو يكاد قد تجاوز المرحلة الابتدائية، «أو شيء رئيس تنسيقية عامل عطّال بطّال» وشاهد عيان ما أنزل الله به من سلطان لدرجة أن الشاهد عبد الله قد رأى فيلاً يطير في سماء درعا؟!.‏

وإذا ما رصدنا الحالة الداخلية والخارجية من ناحية المنابر الإعلامية المستأجرة فنجد أنه مجرد أن تدعو شخصاً للحوار، سرعان مايقول بلغة شرطه الأول.. لانؤمن بالحل الأمني.. يجب أن ينسحب الجيش حتى أحاور أو يحاور هؤلاء، وكأن المطلوب في قرارة النفس الأمارة في السوء أن تبقى الفوضى عارمة ويتم الحوار ضمن البيئة المتأزمة والمتخلفة بآن معاً، هذه الصورة بالتأكيد لاتجوز لأن الحوار يبنى على أمن واستقرار، ولأنه ضمانة رئيسية لمستقبلنا، وهو الذي سيرسم النسيج الإيجابي والرائع للمجتمع، مايعني أن طاولة الحوار لاشك أنها سوف تفرز الإنسان الغيور فعلاً وممن لديه وعنده انتماء وطني صادق على عكس من يغرد خارج السرب منتعلاً حذاء القاتل والحاقد من الأعداء دون وجل.‏

باختصار إن مانشهده في الساحة الداخلية هو حراك دائم نتحدث ونتحاور بشكل يومي خاصة وأننا في هذا البلد خليط اجتماعي وثقافي متنوع لكن بصورة غير رسمية، لكن اليوم فقد أصبح الحوار حواراً وطنياً انطلق اليوم على مستوى المحافظات ولابد أن نصل بهمة الجميع وعلى مختلف المستويات إلى نتائج تصل إلى ذروتها في المركز، أي حوار وطني جامع وفاعل وبناء واضح الرؤية والهدف مدعماً بالإرادة الوطنية للسوريين وعزيمتهم على الخلاص من شرور الفتنة ومشاريع التقسيم، إذاً الحوار ثم الحوار.. أولاً وأخيراً.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية