وتكشف هذه الرسالة أسرار ما يحدث حالياً في الوطن العربي (والشرق الأوسط لاحقاً) من أحداث ومظاهرات بدأت بشكل فجائي مع حلول العام الميلادي الجديد2011.
والمتمعن في هذه الرسالة المزعومة ،(وأنا بالطبع لا أتبناها ولا أؤكد صحتها) ، يجد أن فيها الكثير من التطابق مع ما تشهده منطقتنا العربية .
يبدأ وزير الخارجية الكوري الجنوبي رسالته موضحاً أن سبب كتابته للرسالة يعود إلى القلق بسبب أحد التقارير الاستخبارية التي وصلت إلى مكتبه في وزارة الخارجية . ويتابع قائلاً :(... وسوف أكون صريحاً معك إلى أبعد حد ، حتى لا يكون هناك خلل في فهم ما قد نقوم به مستقبلاً - كدول آسيوية- للمحافظة على مصالحنا في الشرق الأوسط . لقد أبديت لك عدة مرات خلال لقاءاتنا الأخيرة قلقنا البالغ من السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وأنها سوف تؤدي إلى خسارتنا لعلاقاتنا التجارية والاقتصادية مع تلك البلدان .وأوضحت لك أن معظم دول «آسيان»قلقة بسبب ما تعتقده من وجود رغبة أميركية في الاستحواذ على مقدرات وثروات الشرق الأوسط ، ما قد يؤدي إلى قيام حروب كبيرة بسبب هذه الرغبة في الاستفراد . إن العراق ماثل أمامنا ، أوضاعه مأساوية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فكل الإدعاءات التي قيلت في الأمم المتحدة من قبل معالي وزير الخارجية الأميركية الأسبق لتبريرغزو أميركا للعراق اتضح لاحقاً أنها أكاذيب استخبارية لا يمكن ن تقف في أي محكمة عادلة . وكل الذي استطعتم قوله إن هناك من ضللكم وهو مبرر غير مقبول، فمستقبل الشعوب لا ينبغي أن يكون لعبة بيد هذا أو ذاك . ومن تم قتلهم في العراق بعد الغزو الأميركي هو أضعاف أضعاف من قام صدام حسين بقتلهم ).
ويوضح وزير الخارجية الكوري بعد ذلك بمزيد من التفصيل والشرح دور السفارات والقنصليات الأميركية ، وأنها أصبحت تتجاوز الحكومات ، لتتعامل مع الجمعيات الأهلية ، والصحفيين ، والأحزاب .... وهذه أمور الهدف منها التأليب ضد الحكومات العربية بطريقة ناعمة ، بحيث يتم التغيير الذي يرغب به المدير الصهيوني لمشروع الشرق الأوسط الكبير ، ومن ثم يتم قطف الثمار لاحقاً.
الرسالة طويلة وتحمل الكثير من المفاجآت ، وأهمها ما جاء في الفقرة التالية التي أترجمها حرفياً :
(... لكننا نعتقد أيضاً أن أصدقاءناالأميركيين مخدوعون ، وسيتم إسقاطهم هم أنفسهم، وتفكيك أميركا إلى دويلات ، فلدى الصهيونية العالمية مخطط لإسقاط مصر خلال الفترة 2011-2015 ، ومن ثم إسقاط الولايات المتحدة نفسها خلال الفترة 2020-2025، بعد أن تكون قد قامت بما هو مطلوب منها . وفي خلال عشر سنوات التي بين التاريخين من المفترض أن يتم إسقاط وتفكيك معظم الدول العربية والإسلامية التي نراها أمامنا في الشرق الأوسط لكي يديرها زعماء الصهيونية عن طريق رئيس الدولة العالميةالتي يرغبون في قيامها !!الصهيونية العالمية توضح للأميركيين ، وبعض حلفائهم مثل البريطانيين والألمان والفرنسيين ، أنهم أصدقاؤكم وأن «إسرائيل» (دولة سلام) وأنها الضامن لعدم قيام حركات تطرف في الشرق الأوسط ، وأن هؤلاء المسلمين والعرب لو تركوا ...فسوف يفعلون كذا وكذا من الأمور . لكن الأميركيين بعد ذلك يصبحون بلهاء إذا ظنوا أنهم بتفكيك دول الشرق الأوسط سيستتب لهم الأمر . فهذه الدول من المفترض أن تكون تحت سيطرة الصهيونية العالمية والملك اليهودي القادم لحكم العالم . وبالتالي فلا بد من إسقاط أميركا نفسها وتفكيكها لكي تصبح هي نفسها تحت حكم الصهيونية العالميةوالحكومة العالمية . إن كل ولاية في بلادك ستصبح دولة.... سيدة كلينتون ، هذا هو المخطط شئت أم أبيت ... صدقت أم لم تصدقي . والعاقل من يفكر بطريقة صحيحة ، ولم يعتمد على الآخرين ليبنوا له أفكاره ، كما يفعل الأميركيون الذين يصدقون كل شيء يقال لهم . لقد تم تفكيك السودان ، وبعد أن يشتد عود الدولة الجنوبية ، التي لم توقع على اتفاقية توزيع مياه النيل، سوف يتم العمل على مشاريع تقطع ماء النيل عن مصر ، وبالتالي فإنه لا بد من إضعاف المؤسسة العسكرية المصرية التي تسيطر على الحكم في مصر ، واستبدالها بحكم مدني يدعي الديمقراطية ، لن يستطيع فعل شيء عندما يتم قطع مياه النيل عنه).
والذي يؤيد اعتقاد البعض بأن هذه الرسالة صحيحة ، ما دعا إليه «مردخاي قدار» الأستاذ بجامعة تل أبيب ، الدول الغربية إلى العمل من أجل تفكيك الدول العربية وتجزئتها إلى «دويلات صغيرة منسجمةمع حجمها وشعوبها» ، من أجل ضمان استقرار منطقة الشرق الأوسط وحماية الدول الأوروبية من موجات الهجرة غير الشرعية ، لمسلمي البلدان العربية.
ويضيف : إذا كان العالم يريد جلب الاستقرار لمنطقة الشرق الأوسط ، فليس هناك حل آخر غير ترك البلدان العربية الحالية - التي صنع الاستعمار حدودها - تنهار الواحدة تلو الأخرى ، بما يقود إلى استحداث دول جديدة صغيرة تقوم على قاعدة شعبية متجانسة ، وأن مساعدة العالم العربي من أجل علاج أمراضه المزمنة سوف لن يكون بعيداً عن خيار تفكيك الدول العربية الحالية ، وإقامة دويلات صغيرة بديلة عنها . وإنه على الغرب أن يدرك هذا البعد الجديد، وأنه يتعين تشجيع مساعي تفكيك هذه الكيانات السياسية الفاشلة ،واستبدالها بدول تحظى بالثقة !!
وينطلق «مردخاي قدار» من الواقع الذي تعيشه الأمة العربية ويعتبره مناسباً أكثر من أي وقت مضى لتحقيق ما يراه الحل الأنسب للخروج من مستنقع أزمة الشرق الأوسط ، الذي ينغص حياة الإسرائيليين ويهدد بزوال كيانهم العبري من الوجود ، فيقول : نحن نعيش حالياً اضطرابات اجتماعية في العديد من البلدان العربية ، وقد نجحت بعضها في الإطاحة برؤساء ، على غرار ما حدث في كل من تونس ومصر ، كماوفقت أخرى في زعزعة استقرار حكومات مثل ما يحدث في كل من ليبيا واليمن والبحرين .
وأترك للقارئ الكريم بعد قراءته للرسالة ولتصريحات «قدار» أن يخرج بالاستنتاجات والعبر..