فمن ارتفاع وتيرة الاعتقالات، الى اعتداءات المستوطنين على اراضي المواطنين الفلسطينيين والاماكن المقدسة، الى تزايد وتيرة بناء المستوطنات حيث وصلت في الضفة الغربية الى ضعفي البناء في داخل الخط الاخضر، حيث ان وتيرة البناء تجري في داخل الخط الاخضر بمعدل وحدة سكنية لكل 235 مواطناً، مقابل وحدتين سكنيتين لكل 246 مستوطناً في الضفة.
كل تلك الاعمال العدوانية دفعت بالشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الى مطالبة المجتمع الدولي الى ضرورة القيام بتحرك عاجل لوقف الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال اسفل المسجد الاقصى.. واجبارها على وقف جميع اشكال العدوان، في حين اعربت الصين عن دعمها لطلب انضمام فلسطين الى الامم المتحدة معتبرة ان ذلك سيشكل عامل سلام في المنطقة.
فقد اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي الليلة قبل الماضية ثلاثة فلسطينيين في مناطق مختلفة من الضفة الغربية.
وذكرت اذاعة اسرائيل ان عملية الاعتقال تمت في مدينتي طولكرم وقلقيليا بالضفة الغربية.
وفي الخليل اعتقلت قوات الاحتلال شابا فلسطينيا أثناء عبوره أحد الحواجز العسكرية المؤدية للحرم الابراهيمي.
الى ذلك تصاعدت في الاونة الاخيرة اعتداءات المستوطنين الاسرائيليين على الاراضي والمقدسات الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس المحتلة تزامنا مع ازدياد العمليات التي تشنها طائرات الاحتلال علي قطاع غزة بالتوازي مع الاعلان عن مخططات استيطانية جديدة اضافة إلى ارتفاع وتيرة الاعتقالات التي تشنها قوات الاحتلال في صفوف الفلسطينيين ما ينذر بمخططات اسرائيلية جديدة تستخدم كورقة لعرقلة توجه الفلسطينيين إلى الامم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وشهدت الايام الماضية اعتداءات متكررة للمستوطنين على المقدسات في الاراضي الفلسطينية من اقتحامات متكررة للمسجد الأقصى واحراق مسجد ذي النورين في قرية قصرة وليس اخرها اقتحام مجموعة من المستوطنين أمس لقبر يوسف في مدينة نابلس لاداء صلوات تلمودية فيه ما يعد استفزازا لمشاعر الفلسطينيين الدينية ودليلا على عدم وجود محرمات في القاموس الاسرائيلي تمنع الاعتداء على الاديان والمقدسات.
وفي خطوة تعزز اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين كشفت حكومة الاحتلال الاسرائيلي عن عمليات تدريب يجريها جيشها للمستوطنين يتاح لهم فيها اطلاق الرصاص على مسيرات فلسطينية نحو المستوطنات.
وذكر تقرير نشرته صحيفة هارتس أن جيش الاحتلال الاسرائيلي بدأ بتدريب من أسماهم مسؤولي الامن وفرق التأهب في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية لمواجهة الفلسطينيين في الشهر المقبل في حال خروجهم في مسيرات سلمية نحو المستوطنات في فترة التباحث في الامم المتحدة حول مشروع الاعتراف المرتقب بالدولة الفلسطينية.
ويبدو أن اسرائيل اختارت سلوك طريق المواجهة مع المجتمع الدولي الذي أجمع في غالبيته على تأييد حق الفلسطينيين في الاعتراف بدولتهم على حدود الرابع من حزيران عام 1967 فقد جددت الصين أمس تأييدها للتوجه الفلسطيني إلى الامم المتحدة وقال وزير خارجيتها يانغ جيه تشي ان الصين تؤيد على الدوام القضية العادلة للشعب الفلسطيني ونضاله من أجل استعادة حقوقه الوطنية المشروعة.
وفي السياق ذاته يجمع مختصون فلسطينيون في شؤون الاستيطان على أن تكثيف اعتداءات المستوطنين خلال الايام التي تقترب من موعد استحقاق أيلول محاولات لوضع العصي في دواليب اقامة دولة للفلسطينيين على أراضيهم المحتلة معتبرين أن حكومة الاحتلال أعطت الضوء الاخضر للمستوطنين بشن الهجمات على السكان الفلسطينيين وممتلكاتهم في محاولة لجرهم إلى التصعيد وهم ذاهبون للامم المتحدة لاستغلال القضية فيما يتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
الصين: ندعم قيام دولة فلسطينية
وفي سياق متصل اعربت الصين أمس عن دعمها لطلب انضمام فلسطين إلى الامم المتحدة مؤكدة انه حق مشروع ثابت للفلسطينيين وان ذلك سيشكل عامل سلام في المنطقة.
ونقلت وكالة الانباء الصينية شينخوا عن جيانغ يوي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية قولها خلال مؤتمر صحفي ان الصين تؤكد دعمها لجهود الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المشروعة وقالت ان السعي إلى اقامة دولة مستقلة حق ثابت للشعب الفلسطيني.
وأوضحت ان الصين تحترم وتتفهم وتدعم المسعى الفلسطيني اواخر الشهر الجاري ورغبة فلسطين في تحقيق توازن بين اقامة دولة لنفسها والسعي للحلول السلمية.
وقالت جيانغ ان الصين تعترف بفلسطين دولة عاصمتها القدس الشرقية وتتمتع بالسيادة والاستقلال الكاملين.
هذا وقد أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ان الخلافات ما زالت قائمة بين الفلسطينيين والولايات المتحدة بشأن فرص انضمام دولة فلسطين الى الامم المتحدة.
ونقلت وكالة ا ف ب عن نبيل ابو ردينة المتحدث باسم عباس قوله في ختام محادثات جرت أمس في رام الله بين عباس وكل من ديفيد هيل الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط ودنيس روس المستشار الخاص للرئيس الاميركي ان فجوة واسعة في المواقف ما زالت موجودة بخصوص توجهنا الى الامم المتحدة ونحن متمسكون ومحتفظون بحقنا بطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطينية.
واضاف ابو ردينة ان الاسبوع القادم سيشهد سلسلة اجتماعات مكثفة ومركزة للجنة المتابعة العربية ومع الادارة الامريكية واللجنة الرباعية.
إدانة لأعمال الحفريات تحت المسجد الأقصى
من جهة ثانية طالب الشيخ محمد حسين المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية المجتمع الدولي بضرورة القيام بتحرك عاجل لوقف الحفريات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي اسفل المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة بالقدس عقب أنباء تحدثت عن استكمال حفر نفق طوله 600 متر يبدأ من منطقة عين سلوان ويصل إلى طرف الاقصى.
ودعا حسين في بيان له أمس نقلته وكالة وفا الفلسطينية الي رصد ما تقوم به سلطات الاحتلال من طمس للمعالم العربية والاسلامية في القدس والتي تهدف من ورائها إلى افراغ المدينة من سكانها الفلسطينيين والقضاء على الوجود الفلسطيني في المدينة المقدسة.
وقال حسين ان سلطات الاحتلال تعمل على التصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة بهدف الضغط على الفلسطينيين وفرض سياسة الامر الواقع عليهم محذرا من سياسة مبرمجة تتبعها ضد المقدسات الفلسطينية وخاصة مدينة القدس التي أصبحت مهددة أكثر من أي وقت مضى.
وأوضح حسين أن الحفريات التي تجري في الخفاء تشكل خطرا حقيقيا يتهدد المسجد الأقصى وأروقته وجدرانه موضحا أنها ليست الأولى بل سبقتها حفريات أدت إلى العديد من الانهيارات كالتي حدثت في شارع سلوان وفي مدرسة الوكالة.
بدوره ندد حزب الله بأعمال الحفر التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي اسفل المسجد الأقصى في مدنية القدس المحتلة والتي تهدد اساسات المسجد.
وقال الحزب في بيان أصدره أمس ان تلك الحفريات المتواصلة هي حلقة من مسلسل خلخلة أساسات المسجد الأقصى ما يجعله عرضة للانهيار في أي لحظة نتيجة أي ظروف طبيعية أو اعتداءات غير مباشرة تحصل حوله.
الاستيطان في الضفة
ضعف وتيرته داخل 48
في اثناء ذلك كشفت حركة السلام الان الاسرائيلية أمس ان وتيرة انشطة الاستيطان الاسرائيلي داخل الضف الغربية المحتلة تصل إلى ضعف وتيرتها داخل اراضي ال48.
ونقلت وكالة يونايتد برس انترناشيونال الاميركية عن الحركة قولها في تقرير نشرته أمس ان اسرائيل تبني وحدة استيطانية لكل 123 مستوطنا في الضفة الغربية في مقابل وحدة استيطانية واحدة لكل 235 مستوطنا في اراضي 48 ما جعل وتيرة البناء الاستيطاني في الضفة تتجاوز وتيرتها داخل اراضي 48.
وقالت حركة السلام الان ان 383 وحدة استيطانية تم البدء ببنائها من دون تصاريح بينها 157 وحدة أقيمت في بؤر استيطانية عشوائية.
وأشارت الحركة إلى أنه خلال فترة تعليق البناء الاستيطاني بين 25 تشرين الثاني عام 2009 و 25 أيلول عام201.
واصلت السلطات الاسرائيلية أعمال بناء 3700 وحدة استيطانية مدعية أن أعمال البناء فيها بدأت قبل أن تتخذ حكومة اسرائيل قرارها تعليق البناء الاستيطاني.
ولفتت إلى ان 66 بالمئة من انشطة البناء جرت شرقي جدار الفصل العنصري وأكدت على أن الجدار يتوغل عميقا في الضفة الغربية من خلال اربعة جيوب استيطانية تجري فيها أعمال بناء واسعة وهي مستوطنة أريئيل قرب نابلس وكتلة غوش عتصيون الاستيطانية بين القدس والخليل ومستوطنة كارني شومرون شمال الضفة ومنطقة مستوطنة معاليه أدوميم بين القدس المحتلة وأريحا.
شهيد جراء غارة على غزة
في غضون ذلك نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر طبي فلسطيني قوله ان
فلسطينيا على الاقل استشهد في غارة اسرائيلية على سيارة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة .
من جهة اخرى أجرى الكنيست الاسرائيلي مناقشات خاصة أمس حول الاستعدادات الاسرائيلية لقمع المظاهرات الفلسطينية المتوقعة عند المعابر والمستوطنات الاسرائيلية بعد تقديم طلب الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة في الامم المتحدة يوم العشرين من الشهر الجاري.
وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الاسرائيلية أن عضو الكنيست ميخائيل بن أري هدد باطلاق النار على كل من يقترب من جدار الفصل في الضفة الغربية.
وأضافت الصحيفة ان أري أكد أن لدى المستوطنات قوة مؤلفة من 300 الف مستوطن اسرائيلي في مستوطنات الضفة الغربية يعرفون المناطق التي يمكن أن يدخلها الفلسطينيون الذين وصفهم بالاعداء.
وفي سياق اخر وقعت مواجهات عنيفة بين قوات شرطة الاحتلال الاسرائيلي ومتظاهرين اسرائيليين أمس اسفرت عن اعتقال 31 متظاهرا واصابة اربعة من عناصر الشرطة بجروح.
وذكرت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية على موقعها الالكتروني ان المواجهات وقعت أمام مبنى بلدية تل ابيب ونقلت عن دافني ليف التي نظمت المظاهرة قولها انه تم اعتقال المتظاهرين بشكل عنيف ما يبين أن العنف كان من جانب عناصر الشرطة مؤكدة أنه بعد الاحداث العنيفة التي حصلت سيكون من الصعب في المستقبل الحديث عن التفاوض.
كما نقلت الصحيفة عن بودام أوحيوث ضابط اسرائيلي قوله ان المظاهرة حصلت بسبب قيام البلدية باخلاء الخيام التي اقامها المحتجون الاسرائيليون قبل ستة اسابيع احتجاجا على غلاء الاسعار وتدني الحياة المعيشية.