تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


محاولات اللحظة الأخيرة

نافذة على الحدث
السبت 10-9-2011
فؤاد الوادي

بشكل محموم ومسعور وضمن محاولات اللحظة الأخيرة التي يضيق أفقها شيئاً فشيئاً مع اقتراب موعد الاستحقاق الفلسطيني في الأمم المتحدة..

تسابق الضغوطات الاسرائيلية والاميركية الزمن لقتل ذلك الحلم الفلسطيني الذي لطالما كان أقرب الى المستحيل بدولة مستقلة حتى ولو كانت مجتزأة وبحدود وهمية .‏

.. محاولات اللحظة الأخيرة ترجمتها الادارة الأميركية بتكرار اسطوانتها المشروخة عن استخدام حقها بالنقض في مجلس الامن ثم دعمت تهديداتها تلك بخطوات اكثر عملانية عبر إرسال وفد الى الاراضي الفلسطينية برئاسة دينيس روس وديفيد هيل لتكثيف ضغوطاتها اكثر في تحرك وصف بالمسعى الاميركي الاخير لاحباط التوجه الفلسطيني الى الامم المتحدة طلباً لدولة مستقلة على خط الـ67 .‏

التحرك الاميركي تزامن مع تحرك مماثل للجنة الرباعية التي ارسلت مبعوثها توني بلير لنفس الغرض لما يبدو انه تحرك منسق بين الطرفين حيث كشفت الصحف الاسرائيلية ان بلير يحمل للسلطة الفلسطينية صيغة جديدة تتضمن خطوات للعودة إلى المفاوضات بدلا من الخيار الأممي ، الأمر الذي دفع بالكثير من المحللين السياسيين الى التساؤل عن الجديد في الصيغة التي يحملها مبعوث الرباعية .. وبماذا تختلف عن تلك الاميركية التي سبق وعرضتها إدارة أوباما الشهر الماضي ورفضتها اسرائيل ؟ .. وما هي الضمانات التي تحمي تطبيقها وتنفيذها اسرائيليا ؟ ،في ظل تجارب مريرة وطويلة من المفاوضات العقيمة مع الكيان الصهيوني والتي أوصلت الشعب الفلسطيني الى قناعة عدم جدوى المفاوضات مع الاحتلال الذي لا يعرف سوى لغة القتل والإرهاب والإجرام .‏

اسرائيل بدورها تعيش هستيريا حقيقية منذ إعلان الفلسطينيين عزمهم التوجه الى الامم المتحدة، وهي تترجم هذه الهستيريا تصعيداً متواصلاً ضد الشعب الفلسطيني على الارض في محاولة تبدو يائسة الى حد كبير لاستدراك هزيمة سياسية قادمة بعد سلسلة من الهزائم والخيبات التي منيت بها في الايام والاعوام الماضية والتي ادخلتها في ازمة وجودية وهو الامر الذي زاد من استماتتها وشراستها في الدفاع عن وجودها بالقتل والإرهاب تارة والتهديد والوعيد تارة أخرى .‏

الشعب الفلسطيني قال كلمته وحسم موقفه بأنه لاخيار أو تراجع عن الاستحقاق الدولي الذي بات أقرب الى الحقيقة في خطوة قد تعيد رسم ملامح المشهد الفلسطيني المنهك والبائس .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية