تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


300 ألف طن الإنتاج السنوي .. أسعار البندورة بدرعا .. المزارع الخاسر .. والتاجر الرابح

درعا
محليات - محافظات
السبت 10-9-2011
جهاد الزعبي

يعد محصول البندورة في محافظة درعا من أهم المحاصيل الاستراتيجية التي تشتهر بها سهول حوران وهو يأتي في مقدمة قائمة زراعة الخضار

حيث يتميز المحصول بالنوعية الممتازة والجودة وكثافة الانتاجية وخاصة بعد استخدام الفلاحين لتقنيات الري الحديث والبذور المحسنة للنوعيات التي تتأقلم مع مناخ المحافظة.‏

وبالرغم من هذه الميزات والمواصفات لهذا النوع من الخضار فإن هذا المحصول يتعرض مزارعوه لعدم الانصاف في تسويقه وذلك من حيث الأسعار التي تفرض على المنتج في أسواق الهال بالمحافظة أو في دمشق وبالتالي يخضع مع غيره من المحاصيل لمزاجية العرض والطلب التي يتحكم بها تجار الجملة في تلك الأسواق.‏

يا ترى ما هي سلسلة التسويق التي يمر بها هذا المحصول ومن هو المستفيد الوحيد من الأرباح ومن هو الخاسر؟!‏

المزارع محمد رواشده يقول اننا نزرع البندورة بشكل تقليدي كل عام وهو من المحاصيل الأساسية في المحافظة حيث تشتهر به وتبلغ كلفة زراعة الدونم الواحد حوالي 30 ألف ليرة سورية وهو ينتج نحو 10 أطنان من الثمار وبالتالي نلاحظ ان أسعار البيع للتجار الجملة في سوق الهال تصل إلى حوالي أربع ليرات للكغ وفي أحيان كثيرة أقل من ذلك وبحسبة بسيطة نجد ان التاجر في سوق الهال هو المستفيد الوحيد من تسويق الخضار حيث يشتريها بأسعار قليلة ويبيعها بأسعار مربحة له لتجار نصف الجملة والمفرق حيث يصل سعر الكيلو غرام في نهاية سلسلة التسوق وهو المستهلك إلى حوالي 12 ل.س تقريباً وأحياناً تتجاوز 15 ل.س وهذا الفارق في السعر يكون لمصلحة التجار يأخذون على الانتاج المسوق كمسيوناً وعتالة بنسبة ثابتة مهما كانت الأسعار وبالتالي يكون الخاسر الوحيد هو الفلاح والمستهلك بينما الرابح الوحيد هو تاجر الجملة ونصف الجملة والمفرق.‏

وذكر السيد عثمان النعمه رئيس مكتب الشؤون الزراعية والتسويق باتحاد فلاحي درعا ان زراعة البندورة عريقة بدرعا وهي من أهم المحاصيل الاستراتيجية ويقدر انتاج المحافظة السنوي منها أكثر من 300 ألف طن وهي تزرع في المناطق التي تتواجد فيها مياه الري والآبار وحسب خطة العام الحالي نجد أن المخطط زراعته هو 3202 هكتار والمنفذ منها حوالي 3000 هكتار وزراعة البندورة بالمحافظة نوعان ( صيفي وتكثيفي) ويستخدم الفلاحون وسائل الري الحديثة ويتميز انتاج درعا بالجودة والنوعية الجيدة وبغزارة الانتاج ومن الممكن ان ينتج الدونم نحو 15 طناً.‏

وعن عمليات تسويق محصول البندورة أكد النعمة ان الفلاحين يعانون من مسألة تدني أسعار المبيع في أسواق الهال سواء بدرعا أو دمشق وان الاسعار الحالية ليست مربحة للفلاحين مقارنة مع الجهود التي يبذلها الفلاحون وتكاليف الزراعة التي تتجاوز الـ 30 ألف ليرة سورية للدونم الواحد ورغم ذلك يقوم المزارعون ببيع محصولهم لتجار الجملة في أسواق الهال أو معامل تصنيع معجون البندورة بالمحافظة والبالغ عددها 39 معملاً والشيء الملفت في هذا المجال هو زيادة التكاليف على الفلاحين بسبب ارتفاع اسعار الأسمدة والمحروقات واليد العاملة واجور الأراضي وكذلك غلاء أسعار المبيدات الحشرية والعشبية حيث بدأت تظهر في المنطقة أمراض حشرية مثل حافرة الانفاق الكولومبية والتي تكلف مكافحتها أموالاً طائلة للفلاحين وتصل نسبة الاصابة بها حوالي 10٪ من المساحة المزروعة وبالتالي يمكن القول ان أسعار مبيع محصول البندورة بدرعا ليست مربحة للفلاحين أمام الأسعار التي تباع بها الآن وان الرابح الوحيد هو التاجر بكل درجاته وهو الذي يحدد السعر ويفرضه على الفلاح وذلك تحت مظلة ( العرض والطلب).‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية