مالا تعرفه المرأة عن الرجل.. أن الصمت هو الحالة الطبيعية لديه فهو يصمت لأنه ببساطة ليس لديه ما يقوله وتحاول المرأة أن تستجره للكلام لأنها تعرف أنها إذا صمتت فهي تنتظر منه أن يسألها عن سر صمتها ثم تبدأ بالأسئلة التي يضيق بها الرجل ذرعاً ويعتبرها تحقيقاً.
لا يعرف ماذا يقول ويصاب بالحيرة أمامها لأنه ببساطة لن يستطيع التفوق عليها بالكلام لذا فعلى حواء حينما يصمت وترغب في أن يتكلم ألا تلاحقه بالأسئلة وإنما تسترسل في الحديث عن موضوع يحبه بطريقة سلسة ناعمة وسوف يتجاوب معها.
تقدم المرأة الكثير للرجل وتصدم حينما تطلب منه شيئاً ثم يصرخ في وجهها أنه لا يستطيع مع أنه طلب تافه جداً.
مالا تعرفه المرأة عن الرجل.. أنه شديد التركيز فيما حوله وأي تشويش يثير أعصابه حتى وإن كان يحبها لذا فعليها أن تتجنب أن تطلب منه ماتريد حينما يكون منهمكاً في أي شيء.. أي شيء.. حتى لو كان شيئاً تافهاً في نظرها.
تنتظر المرأة من زوجها أن يكون فارسها الذي يحنو عليها ويرق لشكواها، ولكنها تصدم حينما تشتكي له بأنه يقول: الموضوع تافه ولا يستحق منك هذا القلق.
وتظنها لا مبالاة منه بها.
ومالا تعرفه المرأة أن الرجل يقدم لها ما يحتاجه هو ظناً منه أنه حل سيريحها مثل ما يريحه فهو يحتاج ممن حوله إلى الثقة بقدراته وقدرته على حل الصعاب وعند الرجال.
فمثل هذا الرد يعتبر منطقياً جداً ومطلوباً أنه يعني أنت قوي بما فيه الكفاية لتتجاوز هذا الأمر بسهولة.
ولكن المسكينة تغرق في حزنها وتتهمه باللامبالاة.
وإلحاقاً بهذه النقطة فإن المرأة تستغرب من الرجل عصبيته وعدم تقديره لاهتمامها به وردوده الفظة على أسئلتها التي توحي بالقلق عليه، إنها تحتاج الاهتمام والحنان وتظن أنه يحتاجه..هو يحتاجه ولكن ليس بهذه الطريقة ويحتاج منها أكثر إلى أن تحسسها بثقتها وإكبارها وتقديرها.
تستغرب المرأة حينما تذهب مع زوجها للسوق أنه يصبح عصبياً ويستعجلها، فيما تريد هي أن تختار على مهل وكثيراً ما ينتهي التسوق بمشكلة.
مالا تعرفه المرأة أن التسوق ليس مشكلة عند الرجل بل المشكلة في أن الرجل يميل دائماً إلى التركيز في نظراته.. تفكيره.. كلماته.
لذا يتعبه التشويش الموجود في السوق كثرة البضائع..والمحلات والبائعين فيما تستمتع المرأة بهذا النوع وهي لا تفهم لم هو عصبي هكذا.
ما إن يبدي الرجل ملاحظته على المرأة في زيها وطريقة كلامها حتى تبادر بالتغيير إرضاء له ولكن يحترق قلبها المسكينة حينما لا ترى منه هذا التجاوب بل تراه عنيداً أحياناً.
في إجابتها لما تريده من تغيير.
المرأة ببساطة تسعى لأن ترضي زوجها أما هو فيعتبر محاولة التغيير تحدياً صارخاً لشخصيته فيقاوم.
مالا تعرفه المرأة أن الرجل لابد من أن يحس القبول من المرأة، إذا أحس بالقبول ارتاح كثيراً ولم تعد مسألة التغيير حساسة بالنسبة له.
وأكبر خطأ تقترفه المتزوجات حديثاً في حق أزواجهن هو أن تدخل بيت زوجها وفي رأسها فكرة.
بعدما تحسس المرأة الرجل بالقبول تستطيع لفت انتباهه إلى ما تريد بغير النصح (أحبك كثيراً حينما تجلس بجانبي وأنا متضايقة).
(أنت كبير في عيني وتكبر أكثر حينما تحتويني وأنا أشتكي لك).
أحياناً تلاحظ المرأة رغم أنها لم تقصر في شيء أن الرجل صار عصبياً فظاً سهل الاستثارة ينتظر حدوث أدنى مشكلة ليخرج من المنزل، وبعد يومين يعود الرجل إلى وضعه الطبيعي وكأن شيئاً لم يكن، تغضب هي وتنتظر منه أن يعتذر وهو لا يفهم لماذا تعامله بهذه العجرفة ما يزيد الأمور سوءاً.
مالا تعرفه المرأة عن الرجل...
أنه يصاب بدورة عاطفية شهرية هذه الدورة لابد منها وإلا اختنق حباً، الرجل بعد فترة يحس بفقدان التوازن وبحاجة لأن يعيش مع نفسه فقط يدخل إلى أعماقه ويغلق عليه أبواب كهفه والويل لمن يقترب وهذا سر المزاج العصبي.
وبعد أن تنتهي الدورة تستمر يومين أو ثلاثة على الأكثر يعود وكله حب وشوق إلى زوجته التي لا يفهم لماذا هي عصبية غير لطيفة.
غالباً حينما يدخل الرجل كهفه تلاحقه المرأة، تظن أنه غاضب منها وملاحقتها تزيده.. على المرأة أن تترك الرجل براحته وتستقبل عودته إليها بحب وحنان وانسحاباً لأنه كان بحاجة إلى هذه العزلة.
طبعاً هذا الكلام لا ينطبق على جميع الرجال (حتى نخرج من فخ التعميم) وقد توجد بعضها في رجل ولا توجد في آخر.
ونتمنى أن يجعل الله تعالى أيامنا كلها فرح وسعادة وحب.
يقول شيكسبير: ليس هناك جميل ولا قبيح وإنما تفكير الإنسان هو الذي يصور الجمال والقبح للإنسان.