تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الأسرة أولاً.. والمؤسسات التربوية ثانياً

مجتــمـــــع
السبت 10-9-2011
غصون سليمان

لا يختلف اثنان على أن امتلاك ثقافة القانون هي ثقافة مضادة للفساد، فحين يمتلك المجتمع تلقائياً أدوات وضوابط وآليات احترام القانون من خلال معرفة جوهره وخصوصياته

وهدف كل بند من بنوده لاشك أن الساحة الداخلية ستكون أكثر تحصيناً والمواطن سيصبح سيداً ومسؤولاً ومشاركاً في عملية الانضباط والتحصين والتقدم وإعطاء الصورة المثلى لمجتمع حضاري مثالي يخدم القانون ويلتزم به.‏

وإذا كان السؤال كيف نمتلك هذه الثقافة بعد أن أظهرت الأحداث المؤلمة التي تشهدها سورية حجم الهوة والفجوة من الإهمال والاستهتار بالقانون من خلال اللامبالاة أو لنقل الجهل وقلة المعرفة بالحقوق والواجبات ولكي ننهض بثبات ونكون أقوياء أكثر مما كنا، لابد من الالتفاتة السريعة والتأسيس عبر الأسرة أولاً والمؤسسات التربوية والمجتمعية ثانياً وأن ننطلق جميعاً حيث الكل مسؤول هنا عن هذه الانطلاقة بكل جدية لنقف أمام أنفسنا ومرآة ذاتنا ونعمل على محور في غاية الأهمية وهو أن نربي أبناءنا بدءاً من مرحلة الحضانة والروضة من خلال إبراز خطورة هذا «البعبع» أو المارد أو هذا المرض «الفساد» بأسلوب تربوي مبسط يتناسب ومستوى فطرتهم ووعيهم في الخطوات الأولى لأن نصل إلى المراحل المطلوبة لأن الفساد ومخالفة القانون باختصار هما أصعب من المرض الخطير والورم السرطاني الخبيث حسب تعبير بعض رجال القانون والقضاء.‏

وبالتالي يتوجب علينا أن نوعي الأسر والعائلات والغوص أكثر فأكثر في النسيج التربوي الحقيقي لمفاصل المجتمع السوري، بمعنى وجوب الإشارة وبالبنان ومنذ الصغر إلى مقولة: هذا حلال وهذا حرام، فكما نعلم الطفل وندربه على كيفية النطق باسم الله ولفظ اسم أبيه وأمه ليدخل في عقله الباطني منذ تكوين وعيه الأول وهكذا شيئاً فشيئاً تنغرس في وجدان الأبناء وذاكرتهم قيم وأخلاقيات تمارس سلوكاً وفعلاً وليس قولاً وتنظيراً، مما يسهل الفهم وأهمية احترام ثقافة القانون، وهذه تتأتى إضافة لما ذكر عبر احترام ثقافة العمل كطريقة ناجحة وإيجابية للانطلاق نحو الحياة بدءاً من الاستيقاظ باكراً واستثمار ساعات النهار بما يخدم مصلحة الفرد والجماعة لا أن نكرس عادات الكسل والتقاعس كما يفعل الكثير من أبنائنا اليوم حيث أصبح الليل نهاراً والعكس صحيح لذلك لابد في هذا الإطار من تعزيز وتشجيع وتفعيل ثقافة العمل باستثمار الساعات المحددة للقيام بالواجب وسلاح الرقيب هنا هو الضمير.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية