وكان الهدف الرئيسي من الهجاء تحذير وجهاء القوم كي لا يقعوا في السقطات ولا يحيدون عن مكارم الأخلاق ،ولكن قليل منهم اتخذوا الهجاء حرفة يتعيشون منها مثل الحطيئة، فكان بعض المشاهير يعطي للشاعر من المال ما يسكته عنه.
واشتهر هجاء جرير والفرزدق والأخطل لبعضهم البعض ،وكان الحطيئة الأشهر بين شعراء الهجاء ،حتى إذا أسكتوه بالمال ،لم يجد إلا أن يهجو نفسه فقال البيت المشهور عنه :
أرى وجها شوه الله خلقه فقبح من وجه وقبح حامله
كما اشتهر هجاء المتنبي لكافور فكان من أقذع الهجاء
ومنه قوله :
لا تشتر العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد
وهذا دعبل الخزاعي يفوق الهجائين عندما يهجو كل الناس ويقول:
ما أكثر الناس بل ما أقلهم والله يعلم أني لم اقل فندا
إني لأفتح عيني حين افتحها على كثير ولكن لا أرى أحدا
ياسر حمزة