عندما يتحدث عراب المصالح الاسرائيلية جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط ان سورية تشكل قوة لزعزعة الاستقرار في المنطقة فهو يعني استقرار كيان ولي نعمته « إسرائيل «.. لذلك من الطبيعي ان لا يرى صاحب المكائد السياسية في استمرار الوضع في سورية قويا مستقرا من مصلحة بلاده ولا من مصلحة الكيان الصهيوني، ليؤكد من على منبر قناة الجزيرة» بما لها وعليها « انّه ليس من مصلحة بلاده ان يظل النظام في سورية قائماً، وهو النظام الوحيد في المنطقة العدو لاسرائيل .. كما ان تحالفه مع ايران والمقاومة في لبنان وفلسطين هاجس يقض مضاجع حكامه في واشنطن وأسياده في الكيان الصهيوني.
تكلم فيلتمان .. وكلامه ليس من باب الحرص على مصلحة العرب ولا على مصلحة الشعب في سورية خاصة ان الامس القريب كشف عن خططه مع بعض العرب لتقسيم سورية وإركاعها.. كما ان كلامه لا علاقة له بالحرية ولا بالإصلاحات ولا بمصالح الشعب السوري وإنما له علاقة بسورية وبموقفها المبدئي والواضح فيما يعني القضية الفلسطينية ودعم حركات المقاومة والتحرر في المنطقة.
الموقف الاميركي لم يدم طويلا حتى اعقبه الموقف الاسرائيلي، والاعلان ان من مصلحتها اسقاط النظام فى سورية الذى بدوره سيسقط او يضعف الى حد كبير ما سمي «محور الشر».
وهذا ما ذكرته تقديرات المراقبين الإسرائيليين بشأن حقيقة الموقف الإسرائيلي من الأحداث.
جدار الصمت الرسمي الذي حاولت اسرائيل اعتماده تجاه الأحداث في سورية لم يستطع أن يدوم طويلا إذ ما لبث أن انكسر ليصدر العديد من التصريحات الدالة من قبل المسؤولين الإسرائيليين وخاصة ما جاء على لسان وزير الحرب ايهود باراك في مناسبات عدة ومن بينها تصريح واضح الدلالة في التعبير عن التقدير والموقف الرسميين لإسرائيل حيال الأحداث السورية ومآلاتها.
حيث اعتبر باراك أن سقوط «النظام السوري» يمثل ضربة قاسية لمحور إيران وحزب الله وحماس.
وأيد الناطق بلسان بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي مواقف باراك بالقول.. في إسرائيل لا يأسفون على رحيل «النظام السوري» بل يرون في ذلك خدمة للسلام والاستقرار الذي تريده إسرائيل في المنطقة فضلا عن كونه يوجه ضربة قاسية إلى حلفاء سورية الإقليميين.
وأضافت التقارير إن هذه التصريحات تعبر بوضوح ومباشرة عن الموقف الإسرائيلي الرسمي الحالي باعتبار أن اسقاط النظام في سورية مصلحة إسرائيلية.
وقالت التقارير إن المسؤولين الإسرائيليين خلصوا في مناقشاتهم حول الأحداث في سورية إلى أن مصلحة إسرائيل تقتضي اسقاط النظام في سورية أو إضعافه إلى حد كبير.
وأضافت أن الدعم السوري للمقاومة في لبنان وقطاع غزة قد تجاوز من المنظور الإسرائيلي كل الخطوط الحمراء الأمر الذي يسلب إسرائيل إمكانيات فرض إرادتها السياسية في المنطقة إضافة إلى اليأس الإسرائيلي من إمكان تحقيق تسوية مع سورية تكسر بموجبها دمشق تحالفها مع إيران وحزب الله وفصائل المقاومة في فلسطين.
التآمر الإسرائيلي الغربي تزامن مع دعوات الى التدخل الخارجي بشؤون سورية الداخلية عبر استجلاب الأجنبي وقواته تحت مسمى حماية حقوق الإنسان .. ذاك التدخل لايخدم سوى المصالح الإسرائيلية والأميركية.. من أجل اسقاط النهج الممانع في سورية والداعم لخط المقاومة