التدخل الخارجي الذي تسعى اليه الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية خدمة لاسرائيل ومشروعها في المنطقة، الامر الذي يرفضه الشعب السوري أولاً وبشكل قاطع وجميع احرار العالم ثانياً، حيث جددت شخصيات وقوى واحزاب وطنية لبنانية امس استنكارها للمشاريع والمخططات الرامية إلى ضرب وحدة واستقرار سورية بسبب مواقفها الوطنية والقومية الثابتة ورفضها لكل مشاريع التقسيم والهيمنة في المنطقة.
عون: مواقف سورية
أعطت شعوراً بالفخر لكل العرب
وفي هذا الاطار أكد رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب اللبناني ميشال عون أن سورية تتعرض للاستهداف بسبب مواقفها الداعمة للمقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي.
وأوضح عون في حديث للمؤسسة اللبنانية للارسال الليلة قبل الماضية ان الغرب يرغب بتحقيق مصالح اسرائيل على حساب العرب ويتاجر بحقوق الانسان لإثارة الفوضى في سورية.
ولفت عون إلى ان على الذين يهاجمون سورية بذريعة حقوق الانسان أن يفكروا بالشعب الفلسطيني الذي ارتكبت بحقه كل الجرائم بدعم من هؤلاء الذين يتكلمون عن حقوق الانسان وشرد 63 سنة من أرضه وأملاكه ويعيش في المخيمات وينكرون عليه حق العودة متسائلا هل هؤلاء يدافعون عن حقوق الانسان أم عن اسرائيل وهل عن الشعب السوري أم عن اسرائيل ومصالحها.
وقال عون انه لا يوجد تظاهرات سلمية في سورية وانما حوادث أمنية فقط يقوم بها مسلحون مؤكدا انه عندما يتم استعمال السلاح يتم الخروج عن قواعد حق التظاهر ويتحول الوضع إلى مرحلة الشغب التي يجب على السلطات التصدي لها.
ونوه عون بالمواقف السورية القومية الداعمة للمقاومة التي أعطت شعورا بالفخر لكل العرب مؤكدا انه يدافع بهذا الصدد عن المبادئ.
وأشار إلى أن الرئيس بشار الأسد بدأ بتنفيذ الاصلاحات التي وعد بها وسيكملها وقال انه لا يوجد اصلاح دون امن وكلما هاج الغرب على سورية كلما كانت قوة سورية أكثر والذي يملك الارض هو الاقوى.
وأكد عون حرصه على العمل لمصلحة العلاقة بين لبنان وسورية مشيرا إلى التزامه بكل العلاقات والاتفاقات المعقودة بين البلدين.
من جهته أكد النائب اللبناني فادي الاعور عضو تكتل التغيير والاصلاح أن سورية قوية وممانعة ومتماسكة وستخرج أقوى بعد هذه الازمة التي تتعرض لها بدعم من قوى خارجية.
وقال الاعور في تصريح له أمس ان الرئيس بشار الأسد يحظي بتأييد الشعب السوري لانه يقود تنفيذ الاصلاحات في سورية التي ستكون أقوى في المستقبل القريب.
وأوضح الاعور ان مصير المراهنين على ضعف سورية امام الهجمة التي تتعرض لها سيكون الفشل الكبير.
بدوره شدد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة على ضرورة ادراك خطورة ما قد يتأتى من عدم الوقوف بكل قوة إلى جانب سورية في هذه الازمة التي تمر بها ومساندتها في افشال هذه المؤامرة التي حيكت ضدها والتي لن تقف عند حدود معينة أو جغرافية محددة بل ستستمر لتطول المنطقة بثرواتها وبتعايش شعوبها.
بدوره حذر رئيس الحزب الديمقراطي في لبنان النائب طلال ارسلان في بيان له من مخاطر المشروع الذي يستهدف سورية على لبنان ودول المنطقة.
من جهتها جددت هيئة علماء المسلمين في لبنان استنكارها وادانتها للهجمة التآمرية الخارجية لضرب الاستقرار والوحدة الوطنية في سورية.
وعبرت الهيئة في بيان عن الثقة بصمود سورية وثباتها في وجه المؤامرات التي تستهدفها وبخروجها من المحنة التي تتعرض لها منتصرة قوية.
وفي السياق ذاته جدد حزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان استنكاره للهجمة التي تستهدف سورية نتيجة لموقفها المبدئي والثابت في الدفاع عن الحقوق العربية.
وجدد الحزب في بيان تنديده بالنهج الذي لا تزال بعض الاطراف اللبنانية تسلكه والمواقف التي تطلقها والتي تؤكد حقيقتها ودورها كأداة لخدمة المشاريع التخريبية التي تستهدف امن لبنان وسلمه وامن سورية واستقرارها.
بدورها استنكرت الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين المرابطون في بيان لها التهجم والتحريض الذي تمارسه بعض الاطراف اللبنانية ضد سورية داعية إلى الوقوف إلى جانب سورية التي دعمت كل القضايا العربية والتي كانت وستبقى الركن الاساسي في محور المقاومة والتصدي للمشروع الامريكي الصهيوني في المنطقة.
الى ذلك جدد رئيس هيئة علماء جبل عامل الشيخ عفيف النابلسي استنكاره لاصرار القوى الخارجية وبعض الاطراف الداخلية المتواطئة على الهجوم على سورية والنيل منها ومن ثوابتها الوطنية والقومية وكذلك لحملات التضليل الاعلامي التي تقوم بها بعض وسائل الاعلام تلبية لاملاءات خارجية لتخريب سورية وبث الفتنة في المنطقة داعيا إلى اليقظة والحذر وقطع الايدي الخارجية التي تمتد لتخريب الامن والاستقرار والاقتصاد في سورية.
بشور: وعي الشعب السوري أفشل المؤامرة
الى ذلك ندد رئيس المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن والامين العام السابق للمؤتمر القومي العربي معن بشور بالمخططات والدعوات للتدخل الخارجي الاستعماري في سورية معربا عن ثقته بأن وعي الشعب السوري واحرار الامة كفيل باجهاض هذه المخططات.
وأشار بشور في حديث لوكالة سانا إلى التحذيرات التي اطلقها منذ بداية الاحداث المؤلمة في سورية من مغبة استغلال المطالب الشعبية المشروعة لخدمة اجندات اجنبية مشبوهة مضيفا ان التطورات جاءت لتكشف خطورة المخطط الرامي إلى استغلال ما يجري من اجل فرض وصاية استعمارية قديمة حديثة على سورية الغالية على قلوب كل العرب واحرار العالم باسم التدخل الدولي الانساني.
وقال بشور اننا نجدد رفضنا لهذا التدخل في سورية كما رفضناه في كل بلد عربي واجنبي ليس من موقع الحرص على استقلال سورية وسيادتها ودورها ومستقبلها فحسب بل ايضا من موقع الادراك لسلسلة من التجارب التي تؤكد ان التدخل الخارجي سواء كان عسكريا أم سياسيا أم اقتصاديا أم ثقافيا أم اعلاميا أم قضائيا كان المدخل لإلحاق الشرور والخراب في كل بلد والامثلة من حولنا عديدة.
وأشار إلى ان التدخل الخارجي بدعاوى الحرص على حقوق الانسان انما ينطوي على ازدواجية مفرطة في المعايير ذلك ان الدول التي قامت بالتدخل في السابق والحاضر ذات سجل حافل بابادة الشعوب والتنكر لحقوق الانسان ماضيا وحاضرا ومستقبلا وابرز مثال على ذلك تعاطي المجتمع الدولي مع مطالب الشعب الفلسطيني بالحماية من الجرائم الاسرائيلية وكذلك تعاطيه مع الجرائم التي أودت بحياة الملايين في العراق وافغانستان خلال السنوات الماضية وليبيا مؤخرا مؤكدا ان الخروج من الازمة الحالية في سورية هو بيد السوريين وحدهم عبر حوار جامع وصادق وشفاف قادر على التمييز بين المطالب المحقة والمخططات المشبوهة لتحقيق ما يصبون اليه.