تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قراءة في الحدث.. إنجاز يستحق التحية

آراء
الخميس 15-9-2011
د. اسكندر لوقا

مهما قيل عن قدرة الإنسان إذا أراد أن يؤدي عملاً لا يمكن أن يقاس برؤية أبعاد هذه القدرة مترجمة إلى عمل مرئي على الأرض أمام عينيه،

فمنذ أقل من سنتين على سبيل المثال عندما كان أحدنا يمر ببلدة دير عطية كان يلاحظ بدايات لإنجاز صرح علمي في البلدة لمصلحة جامعة القلمون ولم يكن يتصور أن هذا الإنجاز سيكون عملاً مكتملاً خلال فترة زمنية قياسية كما هو اليوم في حلة لافتة على الأرض.‏‏

وبغض النظر عن هذا الإنجاز بحد ذاته فإن الغاية من الإشارة إليه هي التأكيد على إرادة الفعل لدى الإنسان المؤمن بقدرته على التحدي، تحدي الذات وتحدي العوائق التي قد تعترض سبيله وصولاً إلى غايته وخصوصاً عندما تكون هذه الغاية خدمة أبناء وطنه.‏‏

والجامعة، أي جامعة كانت بوصفها صرحاً علمياً من حيث المبدأ، تشكل أرضية لمرحلة نهضوية -إن صح التعبير- في تاريخ البلد الذي تقوم على أرضه وبالتالي تندرج بشكل أو بآخر في سياق المسار الوطني الهادف إلى رقي هذا البلد لأن من رحاب هذا الصرح العلمي يولد أصحاب القضايا المتصلة بحاضر أوطانهم ومستقبلها على أسس فكرية لها متانتها. وفي تاريخ سورية كما نعلم العديد من الأمثلة على دور الرواد من هؤلاء وحصراً من أصحاب القضايا في رفد الحراك السياسي على مدى قرون منذ ما قبل الاستقلال حتى أيامنا هذه بمكونات التصدي لمحاولات جر البلاد إلى زمن الجهل وزمن الاستعمار الذي اندحر عن أرضنا إلى غير رجعة.‏‏

من هنا تلعب الجامعة باعتبارها صرحاً علمياً دوراً في بلورة الموقف الوطني في أي من بلدان العالم وتحديداً عندما تكون الغاية من وجودها في المجتمع الباحث عن غده الأفضل تزويد أبناء هذا المجتمع بما يساهم في السعي لجعل شعار التعليم العالي في خدمة الحاضر والمستقبل في آن وذلك على غرار ما تنعم به سورية الحاضر على خلفية الحرص على تنمية شعور المواطنة والالتزام بقضايا الوطن وحاجة المواطن إلى المعرفة باعتبارها بوابة العبور إلى عالم التقدم والارتقاء.‏‏

منطلقاً من رؤيتي هذه النقطة وددت أن أحيي القائمين على الإنجاز الرائع والرائد الذي تجلى صرحاً يعد معلماً بين معالم التطوير والتحديث فعلاً لا قولاً، تجلى مؤخراً في بلدة دير عطية، أعني به المستشفى الخاص التابع لجامعة القلمون وذلك قياساً على المستشفيات الأخرى التابعة للجامعات الخاصة في وطننا بغية وضعه بتصرف طلبة الجامعة في إطار تخصصاتهم في العلوم الطبية كافة. ومع التمني بمزيد من مكونات القدرة على العطاء لخدمة أجيال الغد، الأجيال القادمة على درب المعرفة والتفوق، يتفاءل المرء بالسواعد الوفية للوطن في سياق بنائه وجهاً حديثاً من وجوه حضارتنا التي نعتز بها على مدى التاريخ.‏‏

Dr-louka@maktoob.com ‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية