والتي تنعكس حكماً على السلوك والشخصية.. حالياً كيف هي علاقة الجيل الشاب مع الكتاب، ولماذا لا يتعامل معه كما تعامل جيل سابق ترى.. هل السبب الوسائل العصرية والانصراف إليها أم سيطرة الصورة.. أم هو التهميش الذي تعيشه الثقافة ككل...؟ من خلال جولة في معرض الكتاب، أجرينا لقاءات مع جيلين مختلفين لنرى الفرق، وماذا يقول الشباب المهتمون حيث أكدوا جميعهم أهمية المعرض لتشجيع الكتاب والقراءة رغم تراجع القراءة وعزوف الشباب عنها لأسباب كثيرة الشاب/ أحمد الشعال/ قال: رغم انحسار القراءة وتراجع حضور الكتاب في حياتنا، إلا أن المعرض مهم لأنه يشجع الثقافة والقراءة، ويطلعنا على الكتب الجديدة ليس فقط في سورية وإنما في كافة الأقطار العربية وقد وجدنا دور نشر من مصر، المغرب، الأردن..وغيرها ما يتيح التعرف على الثقافات العربية بشكل أوسع وأشمل وأعترف بأن القراءة والمطالعة قليلة رغم أهميتها وأمثال هكذا فعاليات وتواجدها الدائم يؤكد على الاهتمام بالدور الثقافي بالنهوض بحياتنا من جهة ثم الإصرار على التمسك بها كحالة علينا الاستفادة المطلقة من ايحابياتها، وأعتبر أنه مجرد زيارتي للمعرض يعرفني على الكثير من عوالم الثقافة، حتى إذا لم أقتنٍ منها وفي أحيان كثيرة تسرقنا حياتنا والمتغيرات الكثيرة بعيداً عن هذه العادة.
أما الشاب/محمد أشقر/ هندسة مدنية سنة رابعة/ قال: هناك أسباب كثيرة توثر على علاقتنا بالكتاب، ورغم هذا يوجد الكثير من الشباب المتابعين وقد أتيت من السفر حتى أطلع على معرض الكتاب والذي أرتاده دوماً، وهو معرض جيد انتظره من عام لعام أحلم دوماً أن يكون على سوية المعارض الدولية للكتاب، لأن بلدنا بلد الحضارة والثقافة والتنوع وأرغب أن نشهد فيه التنوع والنوعية والاختلاف الذي يغني فكرنا أكثر لأن الفكر يواجه بالفكر، لذلك علينا ألا نخاف من الطرح لأي فكرة مهما كانت.
ومن جهته تحدث السيد/ عبد الستار حلاق/ قائلاً: لفت نظري في المعرض تنوع كتبه الكثيرة ومصادرها وهي ترضي الاهتمامات كافة، فهناك كتب عن الصحة والطب البشري، هناك كتب أدبية ودينية، فتمكن المعرض من جذب أطياف المجتمع كافة،فيه مساحة لكل الميول والأمزجة ولفت اهتمامي على الأكثر كتب الأطفال على مراحلهم المبكرة واليافعة مما يشكل ركيزة أساسية كي يبدأ اهتمامهم بالكتاب منذ الطفولة خصوصاً أن وسائل الاتصال الحديثة قد سرقت الاهتمام واستأثرت به بامتياز عن كافة الوسائل الثقافية الأخرى وأولها الكتاب فشغلتهم وملأت حياتهم، فعصر المعلوماتية والأنترنت ترك بصماته على كل المجالات أما الدكتور/ عمر برغش/ دكتوراه في الاقتصاد قال»أنا أول مشترك في مكتبة الأسد، والقراءة حالة يتوجب أن تكون عامة وعادة يتمسك بها الجميع رغم أن التكنولوجيا هيمنت، وأخذت عقولنا بكل معنى الكلمة، إلا أنه لا يمكن لأي وسيلة ثقافية مهما كانت أن تأخذ مكان الكتاب، من هنا يجب دعمه وإيجاد تسهيلات كثيرة في كل الاتجاهات حتى يكون بمتناول كل المواطنين، لأن الكتاب يؤسس للوعي الحقيقي، ولابد من القول بأن أحد أشكال أزمتنا الحالية هي أزمة الوعي وقد عرته الأزمة وكشفت على ضرورة التأسيس بين شبابنا مدعماً بمعطيات أخرى مادية وغيرها...
ومن جهة أخرى علينا أن نحرر الكتاب من أي تأثير يربطه بالجانب التجاري أو الربحي، لذلك يتوجب دعمه أكثر من أي شيء آخر، خصوصاً أنه عرف عنا كعرب / أمة اقرأ/ وقد أصبحنا أمة لا تقرأ أبداً لأسباب كثيرة يتوجب البحث فيها بجدية والمعرض بادرة متميزة، في هذا الاتجاه، لكن لابد من القول بصراحة وأنا من الزائرين المتابعين له، بأن سعر الكتاب مرتفع جداً، ولا يمكن أن أقتني منه أنا صاحب الشهادة العليا والمردود المادي، فكيف بذاك الشاب، وبصراحة لدي مكتبة غالبيتها من بسطات الكتب في الطريق لأنها أرخص بكثير وكدكتور اقتصاد أجد الكتب الخاصة بمجالي بعد الحسم أسعارها مرتفعة وأنا كغيري من القارئين الاختصاصيين الذين يحتاجون إلى معلومات مستمرة للتمكن من المقدرة على الحكم والرأي، فالكتاب والثقافة لابد من دعمهما لأهميتهما الأكيدة، ومطلوب توفر الكتاب بأنواعه، لكل الناس ولكل الشرائح بالسعر المقبول والذي يشجع الجميع للإقبال على الكتاب.