تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الكتاب صديقهم.. فلمَ غادروه؟

ثقافة
الخميس 15-9-2011
هفاف ميهوب

القراءة ليست ترفاً.. إنها حاجة ضرورية ونشاط إنساني واع يبدأ بالمطالعة الدقيقة وينتهي بالمشاركة والتفاعل وبما يجعل القارىء لا يقل أهمية عن الكاتب ما يؤكد مقولة: القارىء أولاً ودائماً.

إننا بهذه المقدمة لانطالب بأن يكون هذا القارىء أشبه بـ (بترارك) الشاعر الفرنسي الذي مات وعيناه معلقتان على حروف كتاب تضيئه له مائة شمعة موزعة في زوايا غرفته.. أيضاً لانطلب منه أن يفعل كما فعل الشاعر (رونسار) الذي كان يتمدد ساعات طويلة في مسبحه وفقط ليعيد قراءة الإلياذة.‏

نحن نطالب بقراءة تهذب مداركنا العقلية وتشارك الكاتب ما يراد منه تبادل الأفكار والثقافات وصولاً إلى الفائدة الحقيقية.‏

من هنا، ولأن القارىء هو الأهم دائماً توجهنا إلى عدد ممن التقيناهم في معرض الكتاب الدولي لنسألهم وبعد أن وجدنا كمية الكتب التي اشتروها لابأس بها عن نوعية الكتب التي يفضلون قراءتها وعن عدد الكتب التي يقرؤونها سنوياً.. أيضاً عن كاتبهم المفضل وسبب كونه كذلك وأخيراً عن علاقتهم بالكتاب.‏

- وفاء ناصيف - مدرسة لغات: أقرأ كل مايقع عليه فضولي ووعيي الكتب عوالم مخلصة في صداقتها لذاكرتنا رغم أنني معلمة لغة إلا أنني نادراً ما أقرأ كتباً مترجمة ودون أن أختار نوعاً محدداً لقراءاتي ذلك أنني أقرأ كل مايقع عليه فضولي ووعيي وسواء كتب السياسة أو الأدب أو الفلسفة والدين وبهدف إلمامي بكل جوانب المعرفة التي يقدمها لنا من أختارهم ذات سوية قادرة على إقناعي «بما أطابقه بعد أن أحلله وأقتنع به أو لا أقتنع مع قراءات عديدة».‏

بالنسبة لعدد الكتب التي أقرؤها سنوياً فأنا لا أحسبها لطالما عملية القراءة أشبه بعملية استنشاق هواء نحتاجه دوماً على درجة عالية من النقاء.‏

كاتبي المفضل كل من باستطاعته أو استطاعتها العزف على أحاسيسي وإقناعي بما يشبع نهمي المعرفي وبمفردات وأساليب شيقة وجذابة وممتعة ومقنعة ليكون لأدباء أميركا اللاتينية الذين أداوم على متابعة أعمالهم النصيب الأكبر من اختياراتي الأدبية التي كان آخرها رواية (ذاكرة غانياتي الحزينان) الكولومبي (ماركيز) يبقى أن أقول أن الكتاب هو صلة معرفتي بالعالم.. بما يدور حولي.. بما يجعلني دائمة القدرة على التحليق في عوالم متنوعة الفائدة وغزيرة العطاء ومخلصة في صداقتها لذاكرتنا.‏

- مازن عاصي -مهندس كمبيوتر: أعشق كتب نزار قباني لإشباع ما ينقصنا من حب الكتاب صديق خاص جداً ولضرورة الحوار.‏

إن أكثر ما أرغب بقراءته الكتب التي لها علاقة بالبرمجيات والاتصالات وذلك نظراً لمهنتي التي تتطلب مواكبة دائمة لما يطور عملي.‏

أحياناً وإن تيسر لي وقت للقراءة فإن ما يلفتني كتب الشعر وتحديداً لـ (نزار قباني) فأنا أعشق كتاباته وأسلوبه في جعلنا نشبع حاجتنا العاطفية وخصوصاً في هذا الزمن الذي انقرض فيه كل معنى للحب.‏

لا أعرف كم أقرأ سنوياً فالأمر يتعلق بوقتي وبالكتب التي أشعر ورغم محدودية عددها بأن من الواجب علي قراءتها.‏

أما آخر كتاب قرأته بل أعدت قراءته دعماً لما لدي من معلومات مهنية فهو (دليل المستخدم ميكروسوفت).‏

بالنسبة لعلاقتي مع الكتاب، وأحدد لأن لكل قارىء أسلوبه في التعاطي معه فأنا أتعامل معه كصديق خاص جداً ولضرورة تقتضي سرعة اللقاء.‏

- شذا زينة - مشرفة تربوية: أقرأ لأحلام مستغانمي لديها ما تحتاجه كل امرأة الكتاب الصديق المؤتمن على الوقت.‏

لا يعنيني من الكتب إلا الأدبي فالعالم الروائي يشدني إلى كل ما فيه من تفاصيل تجعلني أشعر بأنني أعيشها أو أتمناها أو أحلم بها وربما موجودة حولي..‏

أقرأ في العام الواحد حوالي ستة كتب وهو ليس رقماً ثانياً فقد يكون أكثر ولكن ليس أقل.. وتكون قراءتي لهذه الكتب دقيقة وممتعة وتفصيلية لأنني اختارها قصداً وإعجاباً.‏

إن آخر ما قرأته للروائية الجزائرية (أحلام مستغانمي) التي أعدت هذا العام قراءة أعمالها مرتين ولإعجابي بكتاباتها وإحساسي بأنها تكتب كل ما تعيشه أو تتمناه أو تخفيه أو تتخيله، كل امرأة وسواء كانت جريئة في مجتمع مازال يحصي عليها حتى أنفاسها أو كانت ما زالت تخشى الاقتراب أو التفكير أو التجريب لما يعتبره المجتمع محرمات.‏

كاتبي المفضل الروائي المصري (نجيب محفوظ) والسبب كونه أول كاتب بدأت بقراءة أعماله التي لاتفارقني تفاصيلها التي رسخت أكثر في ذاكرتي بعد أن تحولت الى أعمال تلفزيونية..‏

أعتبر أن الكتاب هو الصديق الأصدق في لحظات حاجتي إلى وفي معطاء ومؤتمن على وقتي وفكري وأحاسيسي. ولاسيما في زمن تعددت وتنوعت فيه شتى أسباب الجهل والمنغصات اليومية.‏

- ريما حسن- طالبة حقوق: أختار ما يوافق الكلمة التي أحب.. قصائد «طلال حيدر» تجعلني أنحني للوطن أحب قراءة جميع كتب الشعر والأدب.. وأحفظ ما يعجبني منها كما لا يحفظ من كتبها..‏

إنني هنا لاأخصص فأنا قد أعجب بقصيدة أو رواية أو قصة كاتبها غير معروف والأمر يتعلق بذائقتي وطريقتي في التعامل مع الكلمة التي أحب.‏

لا يمكن لي إحصاء عدد الكتب التي أقرؤها سنوياً ولكنني أعتقد بأنها تتجاوز العشرة كتب. وقد أقرأ يومياً وأحياناً شهرياً دون أن أمتنع عن تكرار قراءة ما يعجبني منها وعن تدوين أجمل فقراتها وقصائدها في دفتر خاص..(مرايا النار) هي الرواية التي قرأتها أخيراً. وهي للروائي السوري (حيدر حيدر) الذي قرأت جميع أعماله فأعجبت بأسلوبه وطريقته في جذب القارىء، وربما بل بالتأكيد، بسبب جرأته في طرح ما في المجتمع من المحرمات الواجب عدم التطرق اليها.. هذا المجتمع الذي يسعى لقراءتها علناً وربما سراً. ليجد بأنها تقول له:« لا تخجل.. اقرأ.. فهذا مايحتاج فضولك معرفته وإن حرم عليك ذلك.. هذا ماتقترفه وتدعي الفضيلة... هذا ما تتمنى أن تفعله»..‏

من الشعراء يعجبني الشاعر اللبناني (طلال حيدر) ولشعوري بمقدار تفاعله وانسجامه وصدقه في كتابه ما يجعلنا ننحني إجلالاً للوطن...‏

- وائل السعدي-طالب آداب: وسائل الاتصال سلبت أكبر وقت نعيشه بصراحة أنا في المعرض لشراء قصص مصورة للأطفال... أردت تقديمه لشقيقتي الصغيرة التي طلبت مني ذلك، فأنا لا أحب القراءة بأنواعها. فالكتاب لم يعد له في هذا العصر قدرة على جذبنا لساعات أمام صفحاته.‏

ربما التطور الذي جعل وسائل الاتصال سريعة وقادرة على سلب أكبر وقت نعيشه، هو السبب فمتى أقرأ وأنا أتصفح الانترنت يومياً إضافة الى متطلباتي الدراسية ودورات للغة التي أخضع لها وكذلك ما أقضيه مع أصدقائي من أوقات.. لا أعتقد بأن باستطاعتي إيجاد وقت إضافي...‏

- رحاب حسني- طالبة جامعية: أفضل قراءة الكتب النفسية والفلسفية والروايات الأدبية ولا يقل ما أقرؤه في العام عن عشرة كتب.‏

آخر كتاب قرأته هو (السرّ الأكبر) وكتاباي المفضلان هما (جبران خليل جبران) و(فراس السواح).‏

إن ما يتناوله الكاتب من آراء وأفكار في مقاله أو بحثه أو كتابه لا يتوجب بالضرورة أن يتفق وآراء القارىء، لكن من مهام الكاتب طرق الأبواب الموصدة ومناقشة الإشكاليات الاجتماعية وطرح الأسئلة واقتراح بعض الحلول والمعالجات التي من الممكن أن تسهم في تقديم حلول فعالة للمشاكل الاجتماعية. أو مجرد أن تكون آراء وأفكار قابلة للتداول والقارىء هو الذي يتلقى تلك الأفكار ويبدأ بالتفكير وطرح الأسئلة على نفسه ولديه القابلية والاستعداد ليتقدم وحده في طريق الفهم واستخلاص النتائج. أي تفاعله مع الكاتب من أجل التقدم باستمرار.‏

بالنهاية القراءة هي غذاء فكري للانسان وعليه أن يكون على تواصل دائم معها ليغذي فكره ويبقى يقظاً في علاقته الفكرية مع أنماط الحياة كافة..‏

- يوسف عبد الحق-طالب ثانوي: أتيت مع أصدقائي إلى المعرض كي نتفرج وإن وجدنا بعض الكتب التي تعجبنا سنشتريها..‏

نادراً ما أقرأ، وقد لاأقرأ في العام ولاكتاباً.. أما ماأحب قراءته فهو ما يطلب مني أحد أصدقائي بأن اشتريه وبعد أن يكون قد قرأه.. من هذه الكتب.. القصص البوليسية.. قصص المغامرات- تعليم اللغة- قواميس أحتاجها في دراستي..‏

علاقني بالكتاب ليست قوية فغالباً لا أقرأه حتى النهاية إما لأنه لا يشدني أو لأن مزاجي يرفض قراءته أصلاً..‏

- هؤلاء هم من استقطبنا علاقتهم بالكتاب وبعد أن اخترناهم محملين بأعداد من كتب البعض كانت جميعها له والبعض الآخر كان أغلبها توصية، ليبقى أن نقول:‏

المبدع الحقيقي في عملية الكتابة هو القارىء وعلى كاهله تقع مسؤولية اسقاط العمل أو إنجاحه... إنه أساس العملية الإبداعية.. يقرأ.. يحلل.. ينتقد... يتأثر ويؤثر ليتحول النص الموجود فعلاً...‏

لكن القارىء الجيد فقط.. القارىء الذي يحمل تجربته وثقافته وقيم عصره.. الذي يلازم الكتاب صديق وقته وذاكرة حياته.. القارىء الذي هو أخيراً النواة الحقيقية والاساسية للإبداع حيث منه وإليه يعود ما في الكتاب من قيم مؤثرة..‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية